أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهى ياسين - المظلة _ قصة قصيرة














المزيد.....

المظلة _ قصة قصيرة


مهى ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 986 - 2004 / 10 / 14 - 08:58
المحور: الادب والفن
    


كانت تمشي تحت المطر ، يهطل بغزارة ، والريح تتلاعب بمظلتها ، والصقيع يخترق ثوبها ، ويختبي في ذلك الجسد الغض الدافيء.
ويدها مثقلة بحمل حقيبتها ، لكنها أخف مما تنوء بحمله في قلبها ، والمعطف الشتوي يعيق حركتها بثقله، يشل كل محاولة لها في المضي أسرع .
لا تشعر بشيء إلا أنها تسير بسرعة محاولة التفوق على الوقت وكأنها في سباق معه ، تريد الوصول بأقصى سرعة.. لا تطيق هذه اللحظات التي تبقى فيها على الدرب تسير ..لو أنها تستطيع أن تفلت مظلتها،أن تخلع معطفها الثقيل كانت ستسير بسرعة أكبر
مرت بخيالها أفكار كثيرة، هل ستصل؟ ما الذي ستصل اليه ؟؟ هل ستكون سعيدة بما تأمل ؟؟هل.. ؟ هل..؟هل..؟
قد لا تسعد بما تأمل ،و لا تأمل بأن تسعد إلا أنها تبغي ذلك، تشاء أن تكون في منطقة تعرف فيها أنها في مكان ما ، وانها وضعت حقيبتها
وخلعت معطفها، واغلقت مظلتها.. وجلست .

كل هذه الأفكار تلاحقها، عقلها لا يتوقف عن التفكير ، كثيراً ما حاولت صده ، وأغرته يثبات عميق يستكن به ويستريح ، لكنه يأبى ..
كم مرة لجمته قائلة إهدأ ، توقف، استكن ، لكنه ملح فيما يطلبه لا يتوانى عن التساؤل الدائم المزعج .كثيراً ما كانت تتجاهله ولا تمنحه أدنى اهتمام ،
ولا التفاتة حنانة مصحوبة باستماع لمطالبه ، في حين أن القلب كان يأخذ الحيز الاكبر من الدلال والاهتمام ،وهي في حالة استجابة دائمة لكل ما يمليه
عليها من أوامر . فتنصاع له راضية ، غير متبرمة . رغم كل ذلك لم يتخاذل عقلها ولم يتراجع ، ظل ذلك السائل الفضولي ، لا تلين له همة ولا يكسر له عزم .
في هذه الليلة الماطرة حاصرها من جميع النواحي ، كانت تلتفت يمينا فيهمس لها بفكرة ، تصده راسمة على وجهها علامات التبرم ، فيأتيها من ناحية الشمال يغريها بفكرة اخرى أشد وأقسى من الأولى.

ثم تقف فجأة وسط الطريق ، وتترك مظلتها تقع أرضاً ، سوف تسير بدونها .. نعم ..لقد ضاقت ذرعاً بكل ما يحصل لها.. لن تتأثر برذاذ المطر، لن يهمها إذا ابتل شعرها .. سوف تكون كما هي ، لن تأبه لما تنطوي عليه أفكار الآخرين، سيلثمون وجهها بنظرات غريبة ، ويحملقون بها كأنها خارجة عن قوانين الطبيعة ، لن تأبه لذلك.
أليس رائعا أن تشعر بالمطر ، متساقطاً عليها ، غاسلاً كل ما تضعه عليها منذ زمن . ماحياً كل معالم الزينة والتبرج ، التي طالما احست أنهم عبء يومي لتغيير حقيقتها إلى الأسوء . وطقس يكبل روحها ويأسرها تحت ثوب مزخرف مزين ، تتمنى تمزيقه .

لازالت الأفكار تخترق عقلها وتنكمش جوارحها هلعاً . ما الذي ينتظرها؟!!!! أصحيح أنها ستحقق ما أرادته وما حلمت به ؟ أسينال رضا قلبها أم سينال عقلها مأربه ويحقق مطالبه ؟
هاهي قد شارفت على الوصول، دقات قلبها تتسارع ، متلهفة لدرجة الجنون ، تلهث.. لا تستطيع أن تأخذ نفساً ، كل نبض في جسدها ينتفض... هاهو المكان ! هاهو الزمن! هاهو الوجود !
تقف مذهولة.. مأخوذة.. غير موجودة .. تمعن النظر اكثر .. علّها تعي أكثر.. لاشيء!!
لاشيء سوى مظلة ملقاة على الأرض...



#مهى_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمتي.. لا وقت لديها


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهى ياسين - المظلة _ قصة قصيرة