أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - عندما يختلف الفقهاء فيما اتفقت عليه الشعوب..














المزيد.....

عندما يختلف الفقهاء فيما اتفقت عليه الشعوب..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 23:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا نعلم باي الاراء نقتدي لنهتدي..ولا اي المسالك هي التي ستأخذنا على المحجة البيضاء الى رضا الله وحسن العاقبة..فمثير للحيرة هو كل هذا التناقض الذي نشأ عن تقاطع الفتاوى التي تتساقط علينا كبرد الشتاء حول موضوعة شرعية الخروج في التظاهرات المطالبة بالحقوق الاساسية للمواطن وحرية التعبير عن الخيارات السياسية للمجتمع..
فبعد تعالي الاصوات بتحريم الخروج الى الشوارع للتظاهر والمطالبة بالحقوق السياسية والتي صدرت عن هيئات وشخصيات لهل ثقلها المعنوي في المنظومة الفقهية كمشيخة الازهر وهيئة كبار العلماء..نجد ان البعض من علماء الدين الذين يتمتعون بنفس المستوى من الثقل والمقبولية الشعبية تبسطوا كثيرا في الافتاء بجواز الاحتجاجات حتى انهم اوشكوا على التحرش بقدس اقداس الفقه السلطاني من حيث اعتبار موقف الفريق الاول محض "ثقافة سامة تربط الفتنة بالخروج على الحكام"..
وفي مقابل الاصوات التي تعتبر المظاهرات أو الوقفات الاحتجاجية السلمية من الوسائل المرفوضة فى الإسلام ولا تعد من الوسائل المشروعة للتعبير عن الرأى..كما عبرت مشيخة الازهر الشريف مستندة على اجماع جمهور العلماء على حرمة «المظاهرات التخريبية والتى تؤدى للعنف" ومتكئة إلى قوله تعالى «ويفسدون فى الأرض أولئك هم الخاسرون" للاستدلال على انها"حرام شرعا"..
نجد ان بعض العلماء يعتبرون أن ما يقوم به الشباب العربي حاليا ليس من الفتنة في شيء لأن الإسلام يأمر بإزالة "الظلم الذي يمارسه الحكام في أبشع صفاته"كما إن الظلم وإضاعة حقوق الناس يجيزان للشعوب الخروج على حكامها،..كما صرح الشيخ يوسف القرضاوي معتبراًً أن تحقيق الحرية مقدم على تطبيق الشرع في الإسلام.
وفي حين يستند الفريق الاول على مبدأ أن الناس أيام الخلفاء الراشدين كانوا يعبرون عن رأيهم دون تظاهر، ضاربين المثل بالمقولة الشهيرة «أخطأ عمر وأصابت امرأة» في حادثة مراجعته من قبل إحدى نساء قريش فى تقنين مهر النساء.نجد ان سيرة الخليفة الثاني "رض"نفسها تشكل ذخيرة فقهية ملائمة لدى الفريق الثاني معتمدين على خطبته في الناس عندما تولى الخلافة قائلا: (إن رأيتم في إعوجاجا فقوموني. فيندب له رجل من عامة المسلمين يقول: لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بحد سيوفنا. فما يزيد عمر على أن يقول: الحمد لله الذي جعل في رعية عمر من يقومه بحد سيفه(
المشكل في الموضوع ان العلماء الاعلام في كلا الطرفين كانوا يتبادلون التقافز ما بين الادوار المتناقضة وما بين الرفض والتأييد استنادا الى شخص الحاكم ومدى تطابقه او تقاطعه في المواقف مع ولي نعمة كل طرف من الاطراف.. فعند هذه النقطة الحرجة نجد ان هناك من يحرم على البعض حالة ما ويحلل للبعض الاخر نفس الحالة في اغتراف مسرف من القاعدة الاثيرة لفقه الاستبداد التي تحكم بان درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح.. فما يصح في مصر وتونس لا يصلح لقطر مثلا..وما يهلل له في ليبيا يضرب عليه الناس بالمقامع في ارض الحرمين..وما يحتاج لعناوين هامة او فعاليات لامعة لتشريعه هنا قد يكتفي البعض باستصداره عن طريق بيانات وزارة الداخلية هناك..
فالفقيه المرتبط بالسلطة دائماً ما كان يقايض امانته العلمية ومسؤوليته الاخلاقية تجاه الجمهور مقابل منافع اجتماعية او مادية آنية وانتهازية دون النظر الى المفاسد المنتظرة من عملية تحويل الفقه إلى مجرد صدى ذيلي وتبريري لتداعيات الأمر الواقع الذي يفرضه السلطان بمختلف مسمياته وأوصافه.. وتشكيل درع فقهي يحمي السلطة من أي تحرش من قبل الرعية من خلال تخليق رقابة عسسية ذاتية داخل الفرد المسلم وتجنيد النصوص والتفاسير والملائكة كميليشيا لحماية السلطة الحاكمة من تذمر الشعب ومعارضته.
إن من أسوأ الأخطار التي من الممكن ان تصيب الدين هي من خلال توظيفه من قبل العلماء الذين يعتبرهم الناس مصدراً لتعاليم الدين وأحكامه لخدمة مواقف وتوجهات سياسية ضيقة.. وقد يكون هذا العنصر هو الاساس في انكفاء الناس على الاستماع الى هذه الفئة التي اصبحت مصدرا لتفرق الامة بدل ان تكون سببا لوحدتها..كما ان الامعان في ترويج هذه الافكارالاسترضائية المداهنة للحكم ولدت نوع من التقاطع مع المناخ الفكري العام الذي يسود المنطقة حاليا وتجلى في تجاهل الثوار لهذه الفتاوى وتجنب هذه الفوضى التي تتقاطع مع حركة التاريخ التي تصنع بايدي الشعوب المنتفضة وقواه الحرة الفاعلة..
أن الوضع السياسي السائد في الدول الإسلامية وخصوصاً العربية منها يؤكد حاجة المنظومة الفقهية الملحة للإصلاح الجذري والحقيقي من خلال القراءة الواعية لحركة التاريخ والتعاطي المسؤول مع الحقوق المدنية والحريات العامة للمواطن بطريقة منفتحة والانصياع للوعي الجمعي المتسيد في مجتمعاتنا بان الحكم الفردي لم يعد النظام المثالي أو الوحيد الذي يحقق رضا الله ورضا الرسول،بل هو مجرد وجهة نظر وقرار غير ملزم اتخذ في وقته لاعتبارات قد تحتمل الصواب او الخطأ ومحض اجتهاد لا يمثل الإيمان به أو محاولة مناقشته تناقضاً مع انتماء الفرد العقائدي..أو قد يكون مجرد فلتة وقى الله المسلمين شرها في ظروف معينة ولا يشترط ان يقينا الله اياها في ظروف اخرى..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا عن العالقين في الداخل الليبي..
- لكي لا تستنسخ المقابر الجماعية على ارض ليبيا الطاهرة..
- الموت على ايقاع هذيانات الاخ العقيد..
- ليس الشعب هو من يخون يا سيدي الرئيس..
- الخطوة الاخيرة ما قبل النزول الى الحفرة..
- الاخ العقيد القذافي كعدو للانسانية..
- ملاحظات سريعة حولة ساحة مفتوحة وجسر مغلق..
- هل هو الخطاب الذي يسبق الرحيل..
- خطابان لا ثالث لهما..بقيا لك يا سيدي..
- ليس بالعصي والحجارة يحيا النظام..
- البحرين..عندما يسحق الاصلاح تحت سرف المدرعات..
- ما زال هناك عمر للاستبداد في اليمن..
- اكثر من مليون شهيد..الا يكفي؟؟
- دولة المواطنة..كعقد اجتماعي جديد..
- انسحاقات الاخ العقيد القائد..بين صحراء وبحر وحصاري الفل والي ...
- الحراك المستورد..وسوء الظن الآثم بسمو الامير..
- لكي لا ندفن ضحايانا مرتين..
- مدد آلهي من خطابات المنابر..
- اختطاف الثورة..ما بين أنس الفقي وحسن سبانخ..
- ارحل..ولا تخف على قلب اوباما الطيب..


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - عندما يختلف الفقهاء فيما اتفقت عليه الشعوب..