أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نادية عيلبوني - هل سوريا غير تونس ومصر؟














المزيد.....

هل سوريا غير تونس ومصر؟


نادية عيلبوني

الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 22:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



هل حقا "أن سوريا غير تونس "وغير مصر"حسب ما قال وليد المعلم وزير خارجية سوريا؟
وهل حقا أن النظام السوري بات مطمئنا على وجوده وعلى مصيره ، ولا يتصور أن يحدث له ما حدث لأشقائه الذين يتشارك معهم في طبيعة الحكم القائمة على الاستبداد؟ من أين لهذا النظام كل تلك الثقة التي يتحدث بها رموزه، وكأن ما يحدث لا يعنيهم ، أويقع في هنولولو، وليس على مقربة منهم؟
لسنا بحاجة إلى التذكير إلى ما قاله أحمد أبو الغيط وزير خارجية مصر في النظام المصري السابق ،عندما سؤل إذا ما كان نظام مبارك يخشى امتداد ثورة الشباب في تونس وانتقالها إلى مصر،حين قال بالحرف: أنو مصر هي"غير تونس"، فجاء الثورة في مصر وكان السقوط عظيما ومفاجئا ومخيفا لنظام مبارك ولباقي الأنظمة القمعية في المنطقة.
النظام السوري لا يمتلك في الحقيقة أية حصانة حقيقية على الأرض تعفيه من حماية رأسه من الاستحقاق القادم. وإذا كان الرئيس السوري يعتقد أن الرصيد الذي خلفه له والده حافظ الأسد، والذي لا يزيد عن كونه حفنة من الشعارات الايديولوجية التي تتحدث عن العداء لإسرائيل ،والادعاء بمواجهة المشاريع الأمريكية في المنطقة ، فإن هذا الرصيد قد نفذ منذ مدة طويلة. فالنظام الذي أفقر ونهب شعبه وأرسى قانون الطوارىء واغتصب كافة الحريات الأساسية ، وحوّل سوريا إلى سجن كبير ، متذرعا من أجل ذلك بالقضية الوطنية وتحرير الجولان ،والقضية الفلسطينية ، لم تعد حجه كافية لإقناع الشعب السوري بقبول العيش في حال الذل والمهانة والفقر . وخصوصا ، أن النظام قد أقفل للأبد باب تحرير الجولان، ولم تجرّب قواته إطلاق أية طلقة من الحدود السورية الإسرائيلية منذ حرب تشرين في العام 1973.كما أن أدواته الأخرى التي كان يستخدمها للضغط على إسرائيل من خلال تحريكه لحركة حماس فلسطينيا ، وحزب الله لبنانيا ، قد أفلست هي الأخرى ، منذ الحرب على لبنان ودخول قوات اليونيفيل إلى الجنوب اللبناني وإبعاد عناصر حزب الله عن المنطقة الحدودية، والتزام حزب الله الهدنة مع إسرائيل ، وأيضا ،بعد التزام حركة حماس الهدنة ذاتها بعد الحرب على غزة وتفرغ حكومتها لجني مكاسب حكمها للقطاع.
إذا لم تعد سوريا الأسد التي كانت تعيش ديكتاتوريتها على الشعارات الوطنية ، تمتلك ما يميزها عن الأنظمة الأخرى، لتكون بمنأى عن الخطر ،وإذا كان النظام قد اعتقد أنه سيكون بمنأى عن رياح التغيير التي تجتاح المنطقة ، بافتراضه أنه نجح في تلميع صورته الوطنية أمام مواطنيه، فإن "الماء يكذب الغطاس، كما يقول المثل الشامي الشائع. فقد أثبتت الوقائع أن هذا النظام ليس مستهدفا ، كما يشيع، لا من قبل إسرائيل التي تبدو حريصة على وجوده في السلطة، ولا من الدوائر الأمريكية التي يتعاون معها في مجالات عدة وعلى رأسها الأمن.
الرصيد الآخر الذي تركه الديكتاتور الأب ، والذي ربما أعتقد نظام بشار الأسد أنه سيكون له ذخرا لإخافة الشعب السوري من أية انتفاضة شعبية محتملة ، هو إرث من الخوف والإرهاب الذي لا يزال يعيش في ذاكرة الشعب السوري ،وخصوصا في مدينة حماة التي دك سلاح الطيران السوري القسم الأعظم من أحيائها وأودى بحياة ما يزيد عن أربعين ألفا ، وهذا في الحقيقة لا يعتبر بأي حال من الأحوال رصيدا يعفي النظام ويجعله في وضع آمن، بل قل أن تلك المجازر التي لا تزال تسكن في الذاكرة الجمعية للشعب السوري ،ستكون بالتأكيد حافزا مهما وإضافيا للمنتفضين في الأيام القادمة من أجل الثورة على النظام.
المؤكد أن الشعب السوري ،وشبابه على وجه التحديد، يستعدون في الأيام القادمة ليوم الغضب السوري ،على طريقة أخوتهم في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين ، فالقول أن الشعب السوري شعب تسووي ، وأنه يخشى أن ينتفض على جلادييه ، أو أنه يعتبر نظامه نظاما ممانعا ومقاوما، أو أنه شعب يخشى إعادة صورة المذابح التي تعرض لها في الماضي ، هي من الأحكام الجاهزة والمسبقة التي يحاول أصحابها الاستخفاف بعظمة هذا الشعب ، والاستخفاف بما يختزنه من إمكانات وحوافز وأسباب كثيرة للانتفاض، فالنهب المنظم لخيرات سوريا ، كما القهر والاستبداد وغياب الحريات كافة ، هي ذاتها الأسباب التي دفعت شباب تونس ومصر وليبيا واليمن إلى الثورة ، وسيضاف إليها في الحالة السورية أيضا ، أسبابا أخرى تتعلق بالتاريخ الدموي لهذا النظام الذي انقض على السلطة في انقلاب عسكري دموي مختزلا سوريا بكل إمكاناتها وإمكانات شعبها في عائلة الأسد وأقاربه.
ولنتذكر أن الشعارات العروبية التي تتمسح بادعاء العداء للصهيونية والاستعمار والإدارة الأمريكية ،كان رفعها أيضا العقيد القذافي الذي اغتصب السلطة في ليبيا على أساسها ، وهي لم تشكل أمام انتفاضة الشعب الليبي ضد جلاده ، أية حصانة، وهي باعتقادنا، ما عادت قادرة على الصمود أمام الأعاصير القادمة.
تسانومي الذي يجتاح المنطقة لن يتوقف أمام حدود سوريا بكل تأكيد،وهو ما يجعلنا على قناعة راسخة، أن كل الموانع والسدود الذي أقامها ،ويقيمها النظام السوري لمنع هذا المد العاتي،ستكون أضعف بالتأكيد من قدرة النظام ورموزه على الصمود في وجهه.
نحن إذا على موعد في الأيام القادمة مع يوم الغضب السوري، ومع هذا الموعد ،سنعرف على وجه اليقين إذا ما كانت ، حقا، "سوريا غير تونس وغير مصر، وغير ليبيا...".



#نادية_عيلبوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور المصري وصيغة الدولة المدنية
- رياح التغيير تهدد وجود السلطة الفلسطينية
- جزيرة قطر والبحث عن الدور
- ظاهرة تميم البرغوثي، إعادة إنتاج للشعر الشعبوي
- ما هي انجازات المثقف الفلسطيني؟أسئلة في صلب الثقافة الفلسطين ...
- أكثر من ثلاث سنوات على حكم حركة حماس، ما هو الحصاد؟
- إلى متى سيظل الأقباط عبيدا لسلطة الكنيسة؟
- لماذا يكرهوننا؟
- عفوديا يوسف، بضاعتنا وقد رد إلينا!!!
- ما هي الاستراتيجية الفلسطينية البديلة لرفض المفاوضات؟
- الاحتفال بفيينا بترجمة أول عمل ابداعي للأطفال بالألمانية للش ...
- آفات الثقافة الفلسطينية
- هل كان رأي أدونيس في درويش منصفا؟
- بوح إمام القاتلين -قاين- قصة قصيرة
- القدس والمقدس والغرائز الوحشية
- الأمير الأخضر ، دروس وعبر
- القذافي، بين سوء تربية الأولاد وبين إعلان الجهاد
- ما سر غزل د. أبو شمالة بفن السياسة المصرية؟
- مطر قصة قصيرة
- القرضاوي ينبغي محاكمته، ردا على بدر الدين المدوخ


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نادية عيلبوني - هل سوريا غير تونس ومصر؟