أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد عادل زكى - عالمية العلاقات الإقتصادية لدى روزا لوكسمبورج














المزيد.....


عالمية العلاقات الإقتصادية لدى روزا لوكسمبورج


محمد عادل زكى

الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 11:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


". . . . . . أدى تطور المصانع فى لانكشاير إلى خلق مزارع هائلة للقطن مِن جنوب الولايات المتحدة. ولقد إستقدمت أمريكا أيضا، مِن أفريقيا السوداء، أيد عاملة رخيصة الأجر تقوم بالإعمال الصعبة والمميتة فى مزارع القطن، وقصب السكر والرز والتبغ. وفى أفريقيا عرفت تجارة الرقيق ازدهاراًً لا مثيل له، حيث طُُوردت جماهير السكان داخل "القارة السوداء"بعد أن بِيعت قبل زعمائها، وألقى القبض عليها وسيقت براًً وبحراًً عبر مسافات شاسعة، لكي تباع مجدداًً فى أمريكا. لقد كان هذا عبارة عن "هجرة حقيقة" أرغمت الشعوب السوداء على القيام بها. بحيث أنه كان ثمة، فى نهاية القرن الثامن عشر، نحو 297 ألف زنجى فى أمريكا... ولقد إرتفع هذا العدد بشكل مُذهل ليصل إلى نحو أربعة ملايين عام 1861. . . . كانت التجربة الثانية فى مصر، حيث عمد خديوى مصر إسماعيل باشا، إلى التشجيع على إقامة مزارع القطن بسرعة، للإستفادة من حرب الإنفصال الأمريكية. ولقد أدى هذا إلى حدوث ثورة حقيقية فى علاقات الملكية فى الريف المصرى. لقد سُرق مِن الفلاحين، جزءً كبيراًً مِن أراضيهم وأعلنت الأراضى المسروقة ملكاًً للخديوى، وحُوِِلت إلى مزارع قطن فسيحة. ثم جىء بألوف الفلاحين، بالقوة، ليعملوا، فى المزارع، على إقامة السدود وحفر الأقنية ودفع المحاريث. بيد أن إسماعيل باشا عمد إلى استدانة المال مِن المصارف الإنجليزية والفرنسية لكى يتمكن مِن الحصول على المحاريث البخارية وعلى غيرها مِن الآلات الحديثة المستوردة مِن بريطانيا. ولقد إنتهى الأمر بهذه المضاربة الهائلة إلى الإفلاس بعد عام واحد، حين عقدت إتفاقية الصلح فى الولايات المتحدة، وهبطت أسعار القطن خلال بضعة أيام إلى ربع ما كانت عليه قبلاًً. وكانت نتيجة عهد القطن هذا بالنسبة إلى مصر، دماراًً متسارعاًً للإقتصاد الفلاحى، وتدهوراًً مذهلاًً للأوضاع المالية، ومِن ثم إحتلالاًً سريعاًً لمصر مِن قبل الجيش الإنجليزى. فى تلك الأثناء كانت صناعة القطن تُسجل مكاسب جديدة. فحرب القرم التي أوقفت عام 1855 صادرات روسيا مِن القنب والكتان، سببت فى أوروبا الغربية، أزمة خطيرة فى عالم الصناعة النسيجية، وبهذا أخذت صناعة القطن تزدهر أكثر فأكثر على حساب الكتان. وفى ذلك الوقت نفسه حدث فى روسيا إنقلاب سياسى هام، إثر تدهور النظام القديم خلال حرب القرم: لقد أُُلغى الرق، وبدأت تطبق إصلاحات ليبرالية، وأدخل نظام التبادل الحر، كما أخذت خطوط السكك الحديدية تتطور سريعاًً. وبهذا إنفتحت أسواقاًً جديدة وواسعة، فى وجه المنتجات الصناعية، فى أرجاء الإمبراطورية الروسية كافة، وكان القطن الإنجليزى أول بضاعة تدخل السوق الروسية. وفى سنوات الستين كذلك فتحت عدة حروب دموية، الصين بأسرها فى وجه التجارة الإنجليزية. وهكذا أضحت إنجلترا مُسيطرة على السوق العالمية، حيث شكلت صناعة القطن قرابة نصف الصادرات الإنجليزية إلى هذه السوق. وكانت ستينات وسبعينات القرن التاسع عشر، سنوات إزدهار الأعمال الأكثر نجاحاًً بالنسبة إلى الرأسماليين الإنجليز، ولقد كان ذلك العهد أيضا هو العهد الذى نحا فيه أولئك الرأسماليون، باتجاه التنازل بعض الشىء للعمال، مقابل ضمان الحصول على "قوة أذرعتهم" . . . سرعان ما تغيرت الأوضاع. ففى أرجاء القارة الأوربية، حيثما كانت إنجلترا تُصدِر مصنوعتها القطنية، بدأت مصانع القطن تنهض هنا وهناك بدورها. ومنذ 1844، أخذت ثورات الجوع التى قام بها عمال النسيج فى سيليسيا وبوهيميا، تعطى الإشارات الأولى لثورة آذار 1848. هذا بينما بدأت الصناعة تزدهر وتتطور، حتى فى المستعمرات الإنجليزية نفسها، بحيث أن مصانع القطن فى بومباى (الهند) شرعت بسرعة فى منافسة المصانع الإنجليزية، وساهمت، فى سنوات الثمانين، بتحطيم إحتكار إنجلترا للسوق العالمية. . . . وتسلل حتى إلى أبعد زوايا الأرض وأكثرها تخلفاًً، تضامناًًً إقتصادياًً بين البشرية البروليتارية المعاصرة. إن البروليتاريا الإيطالية التى طردتها رأسمالية بلادها مِن ديارها، تهاجر إلى الأرجنتين وكندا، حيث تجد طغمة رأسمالية جديدة مستعدة تمام الإستعداد، مستوردة مِن الولايات المتحدة أو مِن إنجلترا. والبروليتارى الألمانى الذي يبقى فى بلده راغباًً فى أن يقتات ويعيش بشكل شريف، إنما هو مرتبط خطوة خطوة، وفى السراء والضراء بتطور الإنتاج والتجارة فى العالم بأسره. هل تراه سيعثر على عمل أم لا؟ أو ترى أجره سيكفيه لإعالة زوجته وأطفاله؟ أتراه سيكون محكوماًً عليه بالفراغ القسرى بضعة أيام كل أسبوع، أم سيدخل حجم العمل الإضافى ليعمل ليل نهار؟ إنه اضطراب دائم يعيش فيه تبعاًً لمحصول القطن فى الولايات المتحدة، تبعاًً لمحصول القمح فى روسيا، تبعاًً لاكتشاف مناجم ذهب أو ماس جديدة فى أفريقيا، تبعاًً للإضطرابات الثورية فى البرازيل، وللصراعات الجمركية، وللقلاقل الدبلوماسية، وتبعاًً للحروب ذات الرحى الدائرة فى أرجاء قارات العالم الخمس. إن لا شىء أدعى إلى الدهشة اليوم،ولا شىء أكثر أهمية وحسماُُ بالنسبة إلى الحياة السياسية والاجتماعية الراهنة، من التناقض بين القاعدة الاقتصادية المشتركة، التي توحد يومياًً، وبشكل أكثر صلابة، كُُل الشعوب فى شمولية كبيرة، وبين البنية الفوقية السياسية للدول التى تسعى إلى فصل الشعوب بشكل مصطنع بواسطة الحدود المصطنعة، والحواجز الجمركية والمذهبية العسكرية، وإعتبارها، أى الشعوب، قطاعات غريبة عن بعضها البعض، ومعادية لبعضها البعض. غير أن هذا كله ليس ذا وجود بالنسبة إلى بوخر وسومبارت وشركائهما! فهم لا يرون سوى الإقتصـاد القومى. إن الأسـاس الذى يرتكـز عليـه الاقتصاد السياسى اليوم، ما هو سـوى تضليل علمى يعمـل لصالح البرجوازية ."



#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدم سميث
- خواطر حول أرسطو وقانون القيمة
- الكندى
- فرنسوا كينيه
- خواطر حول إبن خلدون وقانون القيمة
- نحو طرح منهجى علمى لإشكالية تحريف الأناجيل (1)
- الإقتصاد السياسى للتخلف (5)
- الإقتصاد السياسى للتخلف (4)
- الإقتصاد السياسى للتخلف (2)
- الإقتصاد السياسى للتخلف (1)
- الإقتصاد السياسى للتخلف (3)
- حينما يتأسلم القضاء
- فى نقد أسطرة الدين
- خمسائة عام من الإنحطاط
- كارل ماركس
- فرضيات جرامشى
- أزمة فهم الأزمة
- إعادة إنتاج السلطة
- رسالة الشيخ الأكبر محى الدين بن عربى، إلى فخر الدين الرازى
- مَن الذى يبنى إسرائيل الكبرى؟


المزيد.....




- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- ارتفاع تأييد اليسار الألماني بفضل حضوره القوي على الإنترنت ق ...
- جيلاني الهمامي: إعادة كتابة الجغرافيا
- حزب النهج الديمقراطي العمالي ينحني إجلالا لشهداء حركة 20 فبر ...
- تعليم: بلاغ مشترك حول اللقاء مع وزير التربية الوطنية للنقابا ...
- الحرب في أوكرانيا: دفاع مشروع على أمن روسيا وتسريع لسيرورة ب ...
- وفد تركي في كردستان العراق: أوجلان يعمل على حل -ديمقراطي- لل ...
- تركيا: اعتقال 282 شخصًا بينهم صحفيون وسياسيون للاشتباه بارتب ...
- الفصائل الفلسطينية تنعى القيادي في كتائب القسام محمد شاهين
- الفصائل الفلسطينية تنعى القيادي في -كتائب القسام- محمد شاهين ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد عادل زكى - عالمية العلاقات الإقتصادية لدى روزا لوكسمبورج