جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 18:13
المحور:
كتابات ساخرة
لستُ الرجل الوحيد في حارتنا وقريتنا ومدينتنا , ولكنني أستطيع القول بأنني أهم رجل في الحارة والقرية والمدينة, فلا يوجد أي شخص له أهمية تضاهي أهميتي أو وجودا يضاهي به وجودي بينكم ويا سبحان ألله !! لي تأثير كبير على قلوب الشعب , فالشعب كله يحبني ولا يستطيع التخلي عني ولهذا السبب سأضحي بروحي من أجل بقاءه واستمراره على قيد الحياة فكما هو معروف إن متُّ أنا فهذا معناه بأن الشعب كله سيموت معي أو قبلي ..فهل تعتقدون بأنني لا أعمل أي شيء كما تقول عني بعض وسائل الإعلام ؟ أو كما تشيع الإذاعات الصهيونية الحاقدة بأن وجودي وعدمه واحد ولا أشتغل في أي شيء؟لا أنتم مخطئون جدا أنا أهم رجل قيادي في حارتنا ولولا وجودي لقتل الناس بعضهم ,وفي المستقبل طبعا ومن أجلكم جميعا سوف أجعل ولدي (علي) من بعدي يقوم بنفس الدور الذي كنت أقوم به أنا فأنا قد أعددته على أن يحافظ عليكم من خلال تواجده بينكم كما كنتُ أنا وطبعا المخلصون من أهل حارتنا هم من يعرف قيمتي ومكانتي العظيمة ولا يعرف الباقون من أهل حارتنا بأنني رجل مهم جدا ولا في الأردن على الأقل إلا حينما أتغيب عن الحارة لساعة أو لساعتين أو ليوم واحد أو يومين أما أكثر من ذلك فإن الجرائم تنتشر والسرقات تنتشر وحبوب الهلوسة تتكاثر والأعمال تتعطل ولا أحد يستطيع الخروج من باب داره إلا حينما أعود إلى الحارة وإلى القرية , فأنا أمسك ثقب الأوزون بيدي وأمنعه من الاتساع أكثر, وأنا أتحكم بمصدر الجاذبية للكرة الأرضية في حارتنا لأن الجاذبية تنعدم حينما أتغيب عن حارتنا ولولا وجودي في حارتنا لحصلت لا سمح ألله كارثة عالمية أو بيئية في محيط قريتنا, وقبل أسبوع غادرت قريتنا إلى العاصمة عمان فحصل حادث سير مروع أمام باب بيتي أي في نص حارتنا ولكن قبل أن أغادر إلى عمان ما حصل أي حادث سير أمام باب بيتي وفي وسط حارتي فمنذ أربعين عام لم يحصل أي حادث سير على باب منزلي أو في حارتنا والسبب طبعا معروف وهو تواجدي الدائم والمستمر في الحارة, وقبل يومين خرجت من حارتنا إلى قلب مدينة اربد فماذا حصل؟ طبعاً أكثر من ثلاثة قطط وافهن الأجل أو بتعبير آخر أكثر من ثلاث قطط فطسن من شدة الجوع أو من شدة المرض وكذلك المطر توقف عن السقوط في محيط حارتنا ولكن حين كنت متواجدا في الحارة كان المنخفض الجوي كبيرا وعميقا جدا لدرجة أن الأمطار ظلت تتواصل في السقوط لمدة أربع وعشرين ساعة وحين ذهبت إلى اربد وخرجت من الحارة ومن القرية بكاملها توقف المطر عن السقوط ذلك لتعرفوا يا بهايم ويا حمير ويا جرذان أن وجودي مهم جدا في حارتنا ولولاي لعمت الفوضى فأنا سبب الأمن والاستقرار فأذكر قبل 4 سنوات بأنني خرجت من قريتنا لزيارة شقيقتي في محافظة اربد فحصلت أثناء غيابي عن الحارة والقرية جريمة قتل وأعمال شغب وفوضى ذهب ضحيتها أكثر من عشر عائلات تشردوا وتفرقوا وتشتتوا وأذكر قبل سنة على الأقل حين خرجت من باب الدار إلى محافظة إربد رن موبايلي وكان المتصل أحد أقربائي الذي أخبرني بأن رجلا من قريتنا أطلق الرصاص على جاره وأرداه قتيلا فقلت له: يا رجل أي هو بس أنا أطلع من باب الحارة فورا تعم وتنتشر الفوضى في كافة أرجاء القرية والحارة ؟.. طيب ليش ما قتله وأنا موجود في الحاره ؟ أي هو أنتوا ما ابتعرفوش أن تديروا أنفسكم ولو لساعة أو لساعتين, وقفلت عائدا فورا وحين رآاني الناس سألوني عن سبب استعجالي فقلت لهم مالكوا مش سامعين وسائل الإعلام أنا والناس لي معهم أربعين سنة لم يقتل فيها أحدٌ أحدَ ولكن مثل ما أنتوا شايفين هذا نتيجة غيابي عن الحارة , لمين بدي أتركهم هذول؟ والله غير بكره يذبحوا بعض وتصير حارتنا مركز للقاعدة ولأبن لادن بدي أروح لاحتواء الأزمة وبمجرد وصولي عاد الوضع إلى طبيعته رغم أنني لم أفعل أي شيء ولكن يكفي أن يكون وجودي هو سبب الأمن والاستقرار في كافة أنحاء الأردن والله يحفظني من كل سوء, وأي شخص يحاول إسقاطي فهذا معناه بأنه يحاول إسقاط الحارة والقرية بأكملها , فإذا متت لا سمح ألله أو هاجرت إلى قرية أخرى فسيأكل أهل حارتنا بعضهم البعض وسيقتلون بعضهم وستنتشر العصابات المسلحة فقبل شهر على ما أذكر ذهبت في زيارة لأحد أقربائي في مدينة (الزرقاء ) فماذا حصل؟ حصل ما كنتُ أنا وكل الخبراء نتوقع حصوله حيث سطا بعض البلطجية على منزل أحد الجيران وخلع النافذة وسرق محتويات المنزل علما أن ذلك المنزل منذ أربعين سنة لم يتعرض للسرقة على الإطلاق وتعود ملكيته لرجل مسيحي من عائلة (حداد) طبعا والسبب معروف جدا وواضح وهو تواجدي في محيط القرية والحارة يمنع تلك العصابات من الانتشار, وقبل أسبوع قلت لأهل حارتنا أريد أن أتغيب عن الحارة لساعتين فقط لا غير وأُريد منكم أن تحافظوا على بعضكم وأن تستوصوا ببعضكم البعض خيرا, وما أن غبت مدة نصف ساعة عن المشهد العام في حارتنا إلا والتلفونات قد انهالت عليّ أن أحضر حالا وحين حضرت وجدت عركة وهوشة في نادي البلياردوا الذي في حارتنا وكان الشباب يتعاطون حبوب الهلوسة وبمجرد أن وطأت قدمي أرض الحارة عاد الأمن والنظام واصطلح كل المتخاصمين مع بعضهم البعض دون أن أدخل في الموضوع لحله ولكن فقط وجودي هو الذي يعمل على فك النزاعات .
فوجودي يا طويلين العمر مهم جدا لأنني الحاكم العادل حتى وإن سرقت حتى وإن بطشت بكم أو ظلمتكم بمقالاتي فالأمن ضروري جدا للأردن ولولاي لقتل الناس بعضهم البعض على أتفه الأشياء ولولا عصابة اللصوص والحرامية التي أديرها لسرق الناس حارتكم ولجاءكم حرامية ولصوص من القُرى الأخرى ونهبوكم , افهموني يا جرذان والله ما بديش غير مصلحتكم وبالنسبة للخير اللي في الحاره خلص ما عادش بدي إياه أخذوه كل واحد فيكوا يوخذ برميلين كاز ويبيعهن بمعرفته وهو حر بفلوسهن , أنا أحل وأفك أقوى الخصام على أتفه الأسباب ووجودي ولو بشكل صوري في الحارة مهم جدا ويجب أن تعرفوا قيمتي المعنوية والمادية وأن لا تشتموني وأن لا تسبوني وأن لا تعتدوا على شخصي بأي كلمة تجرح مشاعري الرقيقة ويجب أن تعملوا على بقائي بينكم وأن تمنعوني من الرحيل إذا غضبت يوما منكم فوجودي مهم جدا وأنا رجل مهم جدا وخطير جدا في خط الوسط وأنا خط الدفاع الأول وخط الهجوم الأول وأنا نقطة ارتكاز الكون كله لأن جدي كان مباركا جدا وجدتي كانت أيضا مباركة جدا, وأرجو منكم جميعا أن لا تستهينوا بالموضوع فأنتم جربتم غيري أو غيابي عدة مرات وفي كل مرة كانت النتائج غير مرضية لكم على الإطلاق, حتى على مستوى الزواج والطلاق يحدث ما لم نكن نتوقعه أو أتوقعه أنا في حالة غيابي , فقبل عام خرجت من الدار لزيارة صديقي (مصباح ) في مأدبا وحين عدت في اليوم التالي وجدت (طارق) قد (طلق) زوجته علما أنه وهي يختصمون في كل يوم ولا يطلقها ولا هي تطلب منه الطلاق ولكن بمجرد أن غبت ليلة واحدة عن الحارة تطلقت المره من زوجها وخربت الدنيا والأولاد تشتتوا وتشردوا , وقبل شهر حين خرجت من الحارة في زيارة خاطفة ومستعجلة هبة عاصفة شديدة استطاعت تلك العاصفة أن تقلع شجرة السرو التي في حارتنا علما بأنه منذ أربعين عاماً لم تهب أي عاصفة حتى وإن هبت العواصف فإنها لم تقلع أي شجرة من أشجار الحارة ولكن وللأسف بعض الرياح تتجرأ على تغيير معالم حارتنا وشكلها بمجرد أن أتغيب عنها ليوم أو ليومين .. والله صدقوني ما أنا عارف بكره لا سمح الله عن جد شو بده يصير في هذول الناس المساكين إذا طالب أحد برحيلي ليعمل على خلق الفتن والفوضة في الحارة فهنالك مؤامرات من الحارات المجاورة تقودها الموساد يريدون إسقاطي من أجل أن تعم الفوضى والخراب والدمار في الحارة فهنالك مؤامرة على الفيس بوك يطلقها بعض الأعداء تندد بي وتطالب برحيلي ولكن أهل حارتنا ورجال حارتنا البواسل كلهم يريدون جهاد أن يبقى في الحارة لكي لا يموت أحد ولكي لا يجوع أحد ولكي لا يشعر أحد بأنه مضطهد فأنا الحق وأنا الطريق وأنا أكثركم شجاعة وأنا قائد ثورة مجيدة ولست رئيس دولة لأستقيل أنا وجودي فقط لا غير أهم جدا من سطوع أشعة الشمس أنا الظاهر وأنا الباطن وأنا الأول وأنا الآخر وأنا الأبيض وأنا الأسود .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟