أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - حمى الدكتاتورية وليس الديموقراطية














المزيد.....


حمى الدكتاتورية وليس الديموقراطية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 14:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يحدث فى عالمنا العربى لا نستطيع تسميته حمى الديمقراطية، لأن الشعوب العربية بدأت تثور فى تونس على الظلم والدكتاتورية وهدفها هو حمى القضاء على الدكتاتورية، الذى يمثله النظام السياسى ويتمثل به جميع العاملين فى الهيئات الحكومية فى تعاملاتهم مع الشعب، وهذا هو ما دفع الشاب التونسى للثورة على كل ما تمثله الدكتاتورية من وقاحة وظلم وإهدار حقوق المواطن البسيط.
البلاد العربية مواطنيها يتمتعون بالبساطة وقلة الثقافة، ومن السهل أن يتكلم المثقفين والإعلاميين والصحفيين بمصطلح الديموقراطية، وفى مدارسهم ومعاهدهم العلمية لا يدرسون عنها شيئاً، فالمجتمعات العربية وغالبيتها تعانى من الأمية الحقيقية، حتى تلك التى حصلت على شهادات جامعية، لكنهم فى الحقيقة معلوماتهم تلقينية لا علاقة لها بالعلم والمعرفة التى تكسب الإنسان شخصية لها حرية الأختيار والإرادة.

إن عدوى الأحتجاجات والتظاهرات الشعبية، حاول المتفلسفين من رجال الثقافة والإعلام إلصاق كلمة الديمقراطية بها، لكنها فى الحقيقة شعارها الوحيد هو رحيل رموز الأنظمة السياسية الديكتاتورية الفاسدة والقضاء عليها سواء فى تونس أو مصر أو ليبيا أو اليمن والبقية تأتى، هل صدقنا كلمات الأمريكيين الذين ضحكوا على العرب بأنهم جاءوا إلى العراق بالديمقراطية ؟ نعم ومنذ اليوم الأول لدخول الأمريكيين إلى العراق وما فعلوه بالعراقيين من قتل وتدمير وخراب، وحتى اليوم وكلمة الديموقراطية يتلاعب بها جنباً إلى جنب مع مصطلحات الدكتاتورية السياسية والدينية والإجتماعية، تلك المصطلحات التى أصبحت عقائدية ومازالت تدمر المجتمع العراقى.
إن الشعوب المسحوقة أحلامها الواقعية تتمثل فى التمتع بالحرية وتوفير رغيف الخبز، المواطن البسيط يريد الشعور بالتغيير الحقيقى فى كل نواحى الحياة من حوله، لكن السياسة العالمية والتى ينساق وراءها الإعلام العربى ويتم الترويج لها، هى ضرورة تطبيق الديموقراطية بأسرع وقت، حتى يتمتع بحقوقه وحريته التى غابت عن حياته زماناً طويلاً، لكن السؤال الذى غاب عن الغالبية هو: هل تعرف الشعوب العربية واجباتها بالفعل نحو أنفسها ونحو المجتمع والدولة التى يعيشون فيها ؟ هل يعرفون حقاً واجبات المواطنة على كل مواطن؟

بالطبع لا يعرفون حقوق وواجبات المواطنة لأنهم ببساطة لا يعترفون بها، الغالبية ترسخ فى أذهانهم أن المواطنة نقيض الدين، بل ووضع رجال ومثقفى الأديان لغة خاصة بهم أقنعوا بها المواطنين وهى أن الدين فى المرتبة الأولى يليه الوطن، بل وأعتبروا المواطنة ضد الدين، وذلك لأن الذين يسيطرون على المجتمعات العربية هم رجال الدين بسماح من الأنظمة السياسية، والنتيجة الطبيعية لهذه المفاهيم المغلوطة، أن يكون المجتمع عنصرياً فهذا مواطن درجة أولى وذاك درجة ثانية وهكذا، وكل ذلك لغياب مبادئ المواطنة الحقة التى يتساوى معها كل المواطنين.
فالمجتمعات العربية التى تعيش فى العصر الحديث، هى مجتمعات نشأت فى ظل دكتاتورية ألهمت شعوبها بأنهم شعوب يحبون التدين والروحانيات، حتى يعيشون تحت تأثير ذلك المخدر الدينى الذى أجاد النظام السياسى أستخدامه فى مجتمعاتنا العربية، وخلق بها أفكاراً طائفية ينشغل بها الناس عن حقوقهم الحقيقية، ويتمسكون بالخطاب العاطفى الدينى الذى يجيد الكثيرون أستخدامه والتلاعب بعواطف البسطاء.

المواطنة مجرد مثال على عدم نضوج المجتمعات العربية فى معرفة واجباتها، فالمواطن العربى يحتاج تغيير كبير فى المنظومة التعليمية، حتى تتغير مفاهيمه نحو الوطن ونحو المجتمع ونحو الآخر الذى يشاركه الوطن، وأن تكون المناهج التعليمية موضوعة أساساً للنهوض بالمستوى المعرفى والإبداعى للمواطن، وساعتها يمكن القول بأن المواطن والمجتمع بدأ يضع قدميه على الطريق الصحيح، الطريق الذى سيقوده إلى الديمقراطية التى تنبع من مخزونه المعرفى الخاص بمجتمعه، دون الإسراع إلى إتهامات التخوين والعمالة الجاهزة لكل من يتكلم عن الحداثة.
إذن ما نراه فى مجتمعاتنا العربية من إشتعال شرارة الثورة الداخلية فى نفس كل مواطن ، على الدكتاتورية التى يعانى منها وتقيد حريته، هى رغبة ملحة وكامنة منذ سنوات طويلة ولم تجد لها اللحظة المناسبة للخروج إلى الوجود إلا الآن، وهى رغبة فى التخلص من تلك الأنظمة الدكتاتورية التى أفسدت المجتمعات بدكتاتوريتها المتخلفة.
لذلك من السابق لآوانه الحديث عن ديموقراطية، قبل الحديث عن الحصول الحقيقى على الحرية والبدء فى وضع أسس التغيير المطلوب تفعيلها فى كل مجتمع حسب الأولوية التى تتناسب وشعب كل مجتمع، ومتى حدثت تلك التغيرات وشعر بها كل مواطن وأستفاد منها بل وشعر بأن التغيير أحدث فيه تغييرات إيجابية، ساعتها سيبدأ المجتمع يشعر بحاجته إلى وضع أسس الديموقراطية الحقيقية التى تتناسب مع ثقافته الفعلية.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا وقت الأمم المتحدة
- ملك ملوك أفريقيا
- الحكام العرب لماذا يفهمون متأخرين
- إنتصار ثورة الشباب المصرية
- ألف مبروك يا مصر
- عبثية الغضب والمعارضة الهزلية
- لماذا يردد الناس أسم مبارك
- إرحل .. إرحل يا مبارك
- رسالة إلى مبارك الرئيس السابق
- عظيمة يا مصر
- موعد رحيل مبارك
- الغضب والثورة المصرية
- قتل النفس حرام وتفجير الآخرين حلال
- أنتحار جماعى وأمراضنا النفسية
- فضائية الحوار المتمدن
- الأمراض النفسية للشعب المصرى
- ألف مبروك يا شعب تونس
- تفجير مصر وكنيسة القديسين بالأسكندرية
- عام جديد بين بنى البشر
- جائزتنا الكبرى هى الحوار المتمدن


المزيد.....




- ترامب: تحدثت مع الرئيس المصري حول نقل الفلسطينيين من غزة
- كوكا كولا تسحب منتجاتها من الأسواق الأوروبية بسبب مستويات ال ...
- ترامب: سأوقع أمرا تنفيذيا لإنشاء -قبة حديدية- للدفاع الصاروخ ...
- محادثات أولية للمرحلة الثانية من اتفاق غزة ومبعوث ترامب يتوج ...
- الاحتلال يصعد عدوانه على الضفة ويهجر آلاف العائلات بجنين وطو ...
- الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا ...
- -ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي.. ...
- الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
- إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
- أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - حمى الدكتاتورية وليس الديموقراطية