أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - أنا ديكتاتور لكني أختلف عن مبارك , و شعبي شعب من العبيد لكنه يريدني و لا يريد شيء اسمه حرية














المزيد.....

أنا ديكتاتور لكني أختلف عن مبارك , و شعبي شعب من العبيد لكنه يريدني و لا يريد شيء اسمه حرية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنها نفس القصة في كل مكان , تبدأ القصة بأن يخرج البعض , بعض المقهورين , بعض العبيد , ليطالبوا بحقوقهم , بعض حقوقهم , الشرطة كعادتها تتعامل مع هؤلاء العبيد كحيوانات هاربة من سيدها , تستخدم الشرطة هراواتها , الشرطة تضرب العبيد المتظاهرين , لا جديد هنا فهذا ما تفعله الشرطة منذ عقود , و دون أية مشكلة , لكن هذه المرة لسبب ما , لا يتراجع العبيد , أولئك الذين اعتادوا على تلقي الصفعات في الأمس من حراس النظام بصمت و أنين خانع , لا ينسحبون بخوف كما فعلوا من قبل , لسبب ما يصمدون , لا رؤوس تطأطأ بعد اليوم , لا عبيد يفرون من هراوات البوليس بعد اليوم , فجأة ينكسر الصمت الطويل , الليل الطويل .... الشرطة , الحراس , الذين يفاجئهم رد فعل العبيد , يضربون بقوة أشد , و من ثم تصلهم الأوامر برمي العبيد بالرصاص , يسقط بعض العبيد , عندها يبلغ الغضب أشده , يتملكهم الغضب هذه المرة و ليس الخوف , تسيل المزيد من الدماء , تزداد دهشة الحراس , فالعبيد لا يتراجعون , و وسط الكر و الفر , يبدأ الحراس أنفسهم هذه المرة بالتراجع ... النظام الذي كان غارقا في "همومه" اليومية , في التنافس على "الغنيمة" , في تمزيق الغنيمة , و التهامها , ينتبه فجأة لوجود العبيد , و لا يفهم السادة ما الذي يجري , لماذا انتفض العبيد فجأة ؟ هل هي حبوب الهلوسة , هل هي القاعدة ؟ أم أمريكا أم حزب الله ؟ هل القمع أشد أم أقل من المطلوب ؟ أية أكذوبة يجب أن تستخدم ؟ هل هي نهاية العالم ؟ نسي السادة أن هؤلاء العبيد يأكلون أيضا , يحلمون أيضا , ذاكرتهم المريضة نسيت أن العبيد جوعى , مقهورين , بلا كرامة , بلا عمل , بلا حرية , بلا حياة !!! فطالما كانت هذه طبيعة الأمور , أما أن العبيد يرفضون القهر و الظلم و يريدون الحرية و العمل و الخبز , فهذا خارج وعيهم المريض , فيبدأ الديكتاتور يهذي , رغم أن إعلامه المنافق , يردد كل هذيانه , و يزاود على سيده بهذيانات أخرى , لكن العبيد اليوم لا يردعهم أي شيء , لا الرصاص و لا الهراوات , لا إعلام السادة , و لا خطابات السادة , لا شيء يمكنه اليوم أن "يعيدهم إلى صوابهم" , يبدأ الديكتاتور يستفيق من هذياناته , يطلق أول وعوده المعسولة , خجولة في أول الأمر , هزيلة , لكنها تكبر شيئا فشيئا , لسبب بسيط جدا , أن العبيد الذين خرجوا إلى الشوارع يتجاهلونها تماما , لا رئاسة إلى الأبد , لا توريث , لكن الشعب اليوم لا يريد إلا إسقاط النظام , يقيل الديكتاتور بعض خدمه , يثرثر بعض الشيء عن الوطن , عن الإصلاح , و حتى عن التغيير عند اللزوم , لكلامه تأثير السحر على العبيد المنتفضين , فكل كلمة تؤجج المزيد من الغضب , يترنح الديكتاتور , ارحل , ارحل ... يتهاوى الديكتاتور , و يرحل , يسقط , حتى كبار خدمه و حراسه , ما تبقى من السادة , يدفعونه بعيدا , من الضروري اليوم إنقاذ نظام السادة , يريدون إنقاذ نظامهم , و في سبيل هذا , ليذهب الديكتاتور إلى الجحيم .. يسقط ديكتاتور , يتمتم آخر : لكن بلدي ( مزرعتي ) , شعبي ( عبيدي ) ليست تونس .. بعد 18 يوم يردد ثالث , لكن بلدي , شعبي , ليست تونس و لا مصر ... فتحنا عيوننا و نحن مقسمون إلى طوائف و قوميات , إلى أنواع مختلفة من البشر الذين لكل منهم إله و زعيم و خدم للزعيم و حشم للزعيم و أولاد لخلافة الزعيم , لكن الآن ها هم السادة من صنعاء إلى السليمانية , من مسقط إلى بنغازي و الدار البيضاء يرددون اليوم , لا توريث و لا رئاسة مدى الحياة , و إذا نجحت ثورة الشباب اللبناني ضد النظام الطائفي سيكون من الممتع و المستغرب أن نرى سادة الطوائف و هم يرددون أيضا أن لا توريث و لا رئاسة مدى الحياة في المكان الذي لم يعرف منذ قرون إلا نفس العائلات و نفس أسماء السادة حتى , أما في سوريا فإن بشار الأسد سمى أكبر أولاده حافظ , لا يوجد اليوم مكان في هذا الشرق فيه ظلم و قهر و استغلال يستطيع أن ينام فيه السادة بهدوء و لا يضطرون كل يوم للقيام بكل شيء من الخداع و القمع لكي يواصلوا ما فعلوه منذ وجدوا أي قمع و قهر الفقراء و المحرومين و العاطلين و الشباب و النساء و كل من يريد أو يحلم أن يعيش بحرية , لا يوجد مكان في هذا الشرق لا ترتعد فيه فرائص الطغاة من نهوض العبيد القادم



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكننا أن نغير العالم ؟
- عن ويسكونسين , بيان ائتلاف الأول من مايو ايار اللاسلطوي ( ال ...
- بيان لاسلطوي ( أناركي ) أممي تضامنا مع المتهمين بالخيانة في ...
- عندما تخنق أمريكا الديمقراطية
- علاقة الماركسية التحررية باللاسلطوية ( الأناركية ) .. للأنار ...
- كلمات ثائر لبيتر كروبوتكين , الفصل الثاني
- كلمات ثائر لبيتر كروبوتكين الفصل الأول
- إيريكو مالاتيستا : عن الأناركية و الثورة
- عن حديث بشار الأسد للوول ستريت جورنال
- محاولة لفهم الثورات العربية الحالية
- من القاهرة إلى ماديسون : الأمل و التضامن حيان ! لميديا بنجام ...
- بنغازي الرائعة , العنوان الجديد للحرية
- الأناركي لإيريكو مالاتيستا
- الثورة في الممارسة لإيريكو مالاتيستا
- من المنامة إلى بنغازي : هذا الشرق المصاب بلوثة الحرية
- قبل سؤال ماذا بعد ؟ محاولة لفهم ما جرى ....
- ارفعوا أيديكم عن الشباب الثائر
- مانيفيستو الماخنوفيين لنستور ماخنو
- معركة الحرية في سوريا 2
- كورنيليوس كاستورياديس : الديمقراطية المباشرة و المركزية - من ...


المزيد.....




- أمسكت مضرب بيسبول واندفعت لإنقاذه.. كاميرا ترصد ردة فعل طفلة ...
- إسرائيل ترسل عسكريين كبار ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمحادثات ...
- الدفاع الروسية تنشر لقطات لعملية أسر عسكريين من -لواء النخبة ...
- فيروس جدري القرود -الإمبوكس-: حالة طوارئ صحية في أفريقيا ودع ...
- بشير الحجيمي.. المحلل السياسي العراقي أمام القضاء بسبب كلامه ...
- عاملُ نظافة جزائري يُشعل المنصات ووسائلَ الإعلام بعد عثوره ع ...
- رافضة المساس بوضع الأماكن المقدسة.. برلين تدين زيارة بن غفير ...
- رباعية دفع روسية جديدة تظهر في منتدى -الجيش-2024-
- بيلاوسوف يبحث مع وزير دفاع بوركينا فاسو آفاق التعاون العسكري ...
- بالفيديو.. لحظة قصف الجيش الإسرائيلي شبانا في مدينة طوباس


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - أنا ديكتاتور لكني أختلف عن مبارك , و شعبي شعب من العبيد لكنه يريدني و لا يريد شيء اسمه حرية