ميس اومازيغ
الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 22:44
المحور:
المجتمع المدني
علينا ان نعترف مسبقا ان المخطط الغربي الذي اطلق عليه اسم الفوظى الخلاقة هو المفعل في الأقطار المعنية به, ولا حاجة لمثقفيها وكل مهتم باوظاعها السياسية والأجتماعية التغاضي عن ذلك واظهار عدم المبالات. هذا الموضوع الذي كان من الواجب عليهم ومنذ التصريح به ايلائه من الأهتمام ما من شانه توظيح الصورة لمواطنيهم أي مواطني دول وشعوب الشرق الأوسط والشمال الأفريقي .غير ان المالوف في كل من نهل من الفكر العربي انه لا يتحرك الا في اللحظات البعدية ,أي بعد الحادث او الواقعة, لمحاولة الدرس والتحليل. وبعد ان يكون اوان انقاذ ما يمكن انقاذه قد فات. والسلوك هذا ليس خارجا عما اعتاده المهتمون وتشبعوا به ,ان عن ادراك واختيار او انسياقا وانجرافا من قبل السلوك الغالب الذي هوسلوك مسؤولي انظمة هذه الأقطار, اعتبارا لماالفه هؤلاء من محاولات اطفاء النيران بعد اشتعالها ,واعادة اسبابها الى مصادر غير واقعية ولا حقيقية, من مثل انساب الفعل الى شخص يدعون انه مجنون او مختل عقليا. فكل التبريرات جاهزة بحيث لا يستلزم امر تبليغها للمتلقي واشاعتها سوى وجود ابواق تحسن التصرف وتطيع الأوامر, وهو ما تتوفر عليه هذه الأنظمة حتى انها تجد في المكلف بذلك الخادم المطيع لدرجة انها قد تصادف من بينهم من يكون ملكيا اكثر من الملك.
مخطط الفوظى الخلاقة لم ياتي من فراغ, وانما بناءا على دراسات وتحاليل لأوظاع الأقطار المعنية دراسات وتحاليل عقلانية تولا امرها مختصون وحكماء من الوزن الثقيل. ذلكم ان المتفحص الغير المؤدلج اذ هذا الأخير غالبا ما يكون محكوما بالنضر من نافذة واحدة التي غالبا ما لا يرى من خلالها الا ما يريده هو, اقول ان المتفحص لحركية الثورات التي بدات من تونس ابن علي سيتسائل لماذا تونس وليس غيرها؟ولن يبحث عن الجواب بعيدا اذ الثورة التونسية ستجيبه وبكل وظوح .بحيث ان اقرب ما سوف يتوصل اليه وهو بصدد تفكيك حيثياتها هو سهولة التخلص من رمز اعلا سلطة في البلد. هذا الذي انتهى الى حل الفرار بعد محاولات طفيفة وقصيرة في الزمن امل من خلالها وبواسطتها اعادة الهدوء الى الساحة الشعبية. فبمقارنة بسيطة بين الثورة التونسية وغيرها مما عرف وما يعرف حاليا, يتبين ان تونس كان يجب في نظر واظعي المخطط ان تكون نقطة انطلاق ثورات الشعوب في شمال افريقيا والشرق الأوسط. اذ بعدها مباشرة جائت ثورة الشباب المصري التي كانت درجة مواجهتها اشد عنفا مما عرفته التونسية. بل واظهر للعيان كيف استعمل النظام كل اوراقه من اجل البقاء, حتى انه حاول اشعال فتيل حرب اهلية في البلد. ثم لتتبدى صورة الديكتاتورية في ا علا درجتها حاليا على الأقل في انتظار القادم من الثورات اقول في اعلا درجاتها, في شخص العقيد الدموي القذافي, في مواجهته لثورة الشباب الليبي والتي اظهرت للمجتمع الدولي بل وحتى للشعب الليبي نفسه صفات رئيس دولة مصاب بكل ألأمراض النفسية المعروف منها وغير المعروف .ذلكم ان هذا الشخص كان اول رئيس للدولة على الأرض شمر على ساعديه لأبادة شعبه امام مرأى ومسمع كل شعوب العالم. ولم يتوقف الأمر عند حد هذا الرجل الحيوان وانما تعداه الى ابنائه الذين لم يظهر ولو واحد منهم على كونه يختلف عن ابيه في أي سلوك اوتصرف, حتى ان المسمى سيف الأسلام انقض على كرسي مسؤولية لم يسبق ان كلفه بها الشعب الليبي, وصار يخاطب هذا ألأخير وكانه هورئيس الدولة وتناوب مع ابيه على الظهور على قنوات تلفزيون ليبيا متوعدا ومهدداالشعب كمافعل ويفعل ابوه ,مكشرين على انياب مصاصي الديماء. وظهر بذلك لكل مهتم كيف كان يحكم هذا الشعب مغلولا مكتوف الأيدي وفي غفلة من الجوار قبل البعيدين, وما يزال الدكتاتور يلعب باوراق محترقة مصمما العزم على اتمام افعاله الأجرامية التي ظهر اخيرا انها لن تدوم طويلا بعد عزم واظعي المخطط انهاء امره وبعد ان عروه امام شعوب العالم واظهروا انهم ما كان مخططهم الا صائبا. فبعد اجلائهم لرعاياهم من الأرض التي يريد الرجل المريض احراقها, اشاروا اليه كلهم باصابعهم ان انتهى امرك واختر انت شخصيا طريقة النهاية. انتحار ام تفجير من طرف الشعب ام المحكمة الجنائية الدولية بعد اخراجك من حفرة الجرذان الحقيقية؟ ان شرطي العالم مايزال يصرح وبدون مواربة ان ان كل سيناريوهات المواجهة مطروحة على الطاولة(المناقشة) ياناس وليس امر الرئيس كما هو معتاد في اقطارنا !اقول مطروحة بالرغم من طلبات عدم التدخل الأجنبي التي يجهر بها البعظ ويبلغها البعظ في خفاء. ذلكم ان هذا ألأجنبي العاقل والعقلاني لن يرضى لنفسه البقاء مكتوف الأيدي امام عمليات مجنون مصاص للدماء, ويترك اخاه الأنسان عرظة للأبادة.
على نفس نهج سير احداث هذا الرجل الوحش تسير احداث اليمن وبالتوازي معها مع فارق بسيط يتمثل في محاولات الرئيس اليمني انقاذ ما يمكن انقاذه من ماء الوجه بعد تاكده اليقيني بضرورة الأستجابة لمطلب الرحيل علما منه ان الشعب اليمني خلاف الليبي شعب مسلح في معظمه, وان اية محاولة منه الأستمرار في استعمال العنف ضد الثوار من شانه ان يؤدي الى ازهاق ارواح عديدة وكثيرة وهو ما لن يغفر له. هذا دون نسيان ان الرئيس المذكور احرق كل اوراقه لأخماد الثورة ولم يبق امامه الا ألأستجابة لمطالب الشعب ,بينما مصاص الدماء الليبي لم يشبع بعد من اراقة دماء افراد شعبه هؤلاء اللذين اضحوا العدو اللذوذ له ولأبنائه وزبانيته’ لدرجة انه لم يتوقف عند استعمال قوته المحركة من طرف ابنائه بل اعتمد المرتزق الأجنبي لتطهير ليبيا زقاقا بزقاق من ثوار ابناء بلده لغرض وحيد هو البقاء في السلطة. وكان بذلك اول رئيس دولة يظهر كل احقاده وعدائه لشعبه بالواظح والمرموز.
يظهر من خلال الأحداث ان واظعي مخطط الفوظى الخلاقة اعتمدوا التدرج في اختيار الدولة الموضوع , دون نسيان توجيه اشعارات للأقطار المنتظر تعريظها لرجات الفوظى, وكانها بذلك تختبر نوايا انظمتها وكذا حدود ما سوف تتوقف عنده الثورة الشعبية .كما انهم استجلوا مواقف الطغاة المؤازرين لزملائهم ممن يواجهون المصير غير المرغوب فيه كما هو الشان من محاولات الرئيس الفينيزويلي شافيز الذي ابان عن تاييده لمجنون ليبيا ودعوته للتدخل لأصلاح ذات البين بينه وبين الثوار. و موقف النظام الجزائري الذي يساهم في تقوية اليد الحديدية للديكتاتور بتزويده بمرتزقة من البوليزاريوا الذي كانت له هو بالتحديد اليد الطولى في خلقه وكذا المؤيدين له في الخفاء التمنيين من اعماقهم تغلبه على الثوارواخماده للثورة. كما اظهروا ايضا لشعوب هذه الأقطار موضوع الأشعار كيف ان انظمتها تتنازل وتدعي انها ستلبي المطالب الشعبية التي تبدا طبعا اجماعية في الأساس ممزوجة بمطالب سياسية مستحقة ومعقولةيعلمون انها لن تتم تلبيتها. لينتقل الشعب بعد ذلك الى المطلب الرئيسي المتمثل في اسقاط النظام .سيما ان صادف واستعمل هذا الأخير القوة وادى بذلك الى ازهاق ارواح بعظ المحتجين ,وهي الهفوة التي لن تغتفر له حتى انها ستكون الحاجز الأخير والنهائي بينه وبين والشعب. وواظعي مخطط الفوظى الخلاقة يعلمون مسبقا ان هذه الأنظمة انما ستلجا الى ارتكاب هذا الخطا الجسيم, ما دام انها مبنية اساسا على القوة وتسير شعوبها بالحديد والنار, وهي الوسيلة التي لن تتنازل عنها اعتبارا لعدم وجود بديل لها ,مادام ان وعودها لن تلقي اذانا صاغية لفقدان الشعوب ثقتها بها واعتبارا لكون ازماتها انما هي بنيوية لا مجال ولا جدوى من محاولات للأصلاح.
ان واظعي المخطط المذكور يعلمون اذن مآ له ونتيجته ,وسيكون من الغباء ادعاء خلاف ذلك كما يحاول البعظ ايهامنا اعتمادا على تصريحات تفسر على ان الغرب واسرائيل فوجآ بما يقع ولم يكونا على بينة من الأمر. هذا ان دل على شيء فانما على الفرق الشاسع بين طرق تفكيرنخب الأقطار موضوع المخطط وطرق تفكير واظعيه. انها الحرب والحرب خدعة.
انها الحرب من اجل احلال الديموقراطية محل الديكتاتورية هذه الديموقراطية هي التي سوف تقي شعوب العالم من الأرهاب ,كما ستؤمن الوجود لأسرائيل وتكذب ادعاءات اعدائها من ان الديموقراطية ستفتح الباب امام الأسلام المتطرف لتولي السلطة. وبالتالي فانها بذلك هي مهددة بما تبتغيه ,علما من واظعي المخطط ان الفوظى انما ستكون خلاقة ولاشيء غير. بحيث سيجد الشعب افرادا وجماعات المتنفس الذي حرم منه لزمن طويل وتظهر فسيفسائه واتجاهات جماعاته بكل وظوح امام الشعوب المعنية ذاتها قبل غيرها. فيتبين لها ان النظام انما كان يظخم من امر جماعة دون اخرى لغرض في نفسه, وهو الترهيب والتخويف خلاف الحقيقة والواقع الذي يضمن توفر الأرادة الشعبية العامة للعيش تحت مظلة المواطنة الحقة, بحث لن تقبل ان تلدغ من جحر الديكتاتورية مرتين.
#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟