أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - فن الهلوسة















المزيد.....

فن الهلوسة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 10:26
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل أكثر من 15 سنة بالضبط قلت لأهلي : بأن المخابرات الأردنية هم قادة الفساد وهم شركاء لكل اللصوص في الوطن, وكان رد فعل أهلي وجيراني بأنني رجل مجنون وأهلوس هلوسة, ولكن اليوم أو البارحة بالضبط كلهم ذكروني في تلك السهرة التي اتهموني فيها بالهلوسة واعتذروا مني اليوم وقبلوا يدي وقالوا لي : حقك على راسنا من فوق انت صادق وكلامك صحيح 100% , لذلك غالبية المواطنين الأردنيين الآن بدءوا في الهلوسة مثلي فأنا أول رجل قام بثورة الهلوسة قبل الشعب الليبي لذلك كنت وما زلتُ أحارب من قبل الجميع ,وحدي وأحيانا كانوا أهلي يتهمونني بالجنون كوني أقول بأن معظم الذين صار معاهم مصاري اروا بدعم من المخابرات لأن الأموال المسروقة التي كانت تأتي وما زالت للمخابرات توزع بشكل غير عادل على فئة معينة من الأفراد , وكنت أُحاربُ لوحدي أما اليوم فإن النظام الأردني أمامه ما يقرب من 4 ملايين أردني كلهم يهلوسون مثلي ومثل الشعب الليبي ودعونا بعد عناء طويل أن نأخذ محاضرة في (فن الهلوسة ) وهذا هو الفن الحقيقي الذي لا يعرفه إلا القلة من الناس والراسخين في العلم , فلربما سأل سائلٌ نفسه: كيف أبح فلان من الناس فجأة رجلاً ثرياً, الجواب واضح وهو الفساد, ولكن هل عرف أحد منكم حين جلس بينه وبين نفسه وهو يهلوس بأن جهاز المخابرات هو الشريك أو القائد الفعلي للفساد؟ وهو الذي يقرر لمن يعطي تلك الأموال التي جاءته من خلال مصادره المنتشرة في اجهزة البيرقراط الفاسد؟ المسألة بحاجة لأن نهلوس قليلاً لنعرف هذه الحقيقة فكيف بأناس حثالة وجرابيع ومتخلفين فجأة يبنون ناطحات سحاب في الأردن؟ الجواب واضح الدولة هي الشريك السري.

ونحن إذا هلوسنا بشكل فني ومضبوط نستطيع القول بأن الفساد لا يمكن مقاومته في الوقت الحالي ولكن من الممكن أن نصبح شركاء للمفسدين وبهذا نحل مشكلة الاحتجاجات, وتعالوا معي لنهلوس أكثر لنعرف أنه في كل بلد من بلدان العالم يوجد بداخله شرفاء ويوجد بين أزقته لصوص ويوجد على أطرافه مرتزقة ومتسلقون ويوجد وطنيون ويوجد حرامية ويوجد شعراء ويوجد فنانون ويوجد به عاهرات ويوجد به شريفات ويوجد به أناس مساكين ويوجد أناس دراويش طبعاً مثلي أنا ومثلك أنت أيها القارئ , ويوجد حيتان كبيرة متخصصة لابتلاع أسماك صغيرة , ولا يمكن أن نتصور أي دولة من دول العالم دون وجود هذه الفئات بداخله فهؤلاء هم البناء التحتي أو البنية التحتية لأي بلد ويوجد في أي بلد من بلدان العالم أناس يأخذون حبوب هلوسة يتخيلون أنفسهم بأنهم سلاطين وبأنهم نجوم لامعة, وبنفس الوقت هنالك أناس في أي بلد يهلوسون دون أن يأخذوا حبوب هلوسة هءلاء هم الذين اكتشفوا حقيقة المخابرات والتي وظيفتها نشر ثقافة الفساد وهنالك أناس نائمون على آذانهم نوما عميقاً دون أن يأخذوا حبوباً منومة وهؤلاء الأناس سيصحون الآن ليهلوسوا , ويوجد في أي بلد أناس مساطيل وسكرانين من شدة العشق والهيام وغالبا من شدة الفقر والظلم والتفكير دون أن يشربوا مشروبات روحية ونحن أيضا في الأردن بحاجة لأن نأخذ حبوباً للهلوسة كالتي أخذها الشعب الليبي من أجل أن نصحو من حلمنا وسباتنا حتى وإن لم تتوفر لدينا حبوب هلوسة فنحن بحاجة إلى الهلوسة من أجل أن نعرف بأن من يقود عمليات الفساد في الأردن هم الأجهزة الأمنية ولها شركاء حقيقيون في كل الدوائر الحكومية وخارج الدوائر الحكومية فالأموال التي تتدفق عليهم من اللصوص يغسلونها بمعرفتهم مع بعض التجار الصغار في الأردن وهؤلاء هم وحدهم المعترف بهم رسميا كحرامية مرخص لهم السرقة ومُرخص لهم اقتسام السرقة مع الحرامية, ونحن نريد حبوب هلوسة للشعب كافة لكي يعرف الشعب بأن الفساد في المواقع التي تكافح الفساد ولنتصور أنفسنا بأننا أبطال نريد أن نعمل على محاربة الفساد أو على الأقل أن نكون شركاء في الفساد, فغالبية المتظاهرين لا يريدون في الأردن مكافحة الفساد بل يريدون أن يهلوسوا ليكونوا شركاء رئيسيين في الفساد المالي والإداري والسياسي فلماذا يقتصرون الفساد على شلة محددة بالضبط لماذا لا يدخلوننا ضمن دائرة المفسدين ؟ ليش يعني احنا ما بنغرفش نسرق أو نوكل حرام؟!!, وغالبية المكافحين للحرامية لا يريدون بأن يقضوا على اللصوص والحرامية نهائيا وبأن يعدموهم إعداما نهائيا فهذه البلد فعلاً بحاجة إلى الحرامية وإلى أللصوص الأكفاء فلولا الحرامية لمتنا من الجوع وأي دولة في العالم تجد فيها حرامية ولصوص ومافيات وعصابات وكما قال المثل العامي (كل عائلة ولها مصرف) و(كل دار لازم يطلع منها واحد هامل) ولكن الدار الأردنية كلها همل ولا يوجد فينا واحد إلا هامل فالأردن لا يمكن أن نتصور بقاءه بدون لصوص وحرامية, فبدون المفسدين سيكون منظرنا مخجلا ومخزيا ولا يشرفنا أبداً أمام الدول العربية الأخرى, وبدون متخلفين وجهلة سيكون أيضا موقفنا مخزيا أمام علماء السعودية فيجب أن نزين بلادنا باللصوص وبالحرامية وبالمفسدين فهؤلاء هم رجال الوطن وهؤلاء هم القيادات الحقيقية لمشروع إسقاط نظام الأردن نهائيا عمّا قريب.

وغالبية المعترضين لا يريدون للأردن في الوقت الحالي أن يكون خاليا من اللصوص نهائيا , بل يريدون بأن تتم عملية التوزيع بشكل منسق على جميع الحرامية دون استثناء فنحن نريد عدالة سياسية في ممارسة الفساد ونريد عدالة اجتماعية في إعادة توزيع المفسدين وكل سرسرية الأردن يريدون أن يكونوا شركاء للحرامية ويريدون أن يتقاسموا الغنائم سوية مع أنظمة الفساد الأردني ولكن للأسف أنظمة الفساد الأردني تصر وبشدة بأنها ستكون هي اللص الوحيد والحرامي الوحيد في البلد والفاسد الوحيد وهذا بصراحة لا يجوز فهذا معناه احتكار للسلطة نحن نريد تداول السلطة والفساد الذي فيها ولا نريد مقاومة الفساد نهائيا , وغالبية المعترضين على الذين يسرقون المستشفيات في الأردن والدوائر الحكومية هم أصلا لا يريدون أن يمنعوا تدفق هذه الأموال إلى دائرة المخابرات الأردنية , لاء, هم يريدون من الحرامية أن يدفعوا جزءا كبيرا منها لدائرة المخابرات ويريدون من المخابرات أن يحسبوا حسابهم في توزيع الغنائم وأن لا يكون التركيز مثلا في الأردن على إعطاء أناس معينين بعينهم يريدون من الحكومة ومن المخابرات أن يعطوهم كما يعطوا غيرهم أسوة بالذين يمنحونهم الأموال المسروقة ليغسلونها في الدكاكين الصغيرة والتي تتحول فجأة إلى دكاكين كبيرة وإلى مشاريع للإسكانيات العمرانية.

فطالما أننا لا نستطيع محاربة الفساد نهائيا ولا نستطيع القضاء على اللصوص قضاء نهائيا فأعتقد في الوقت الحالي بأن التوصل إلى اتفاقيات عادلة ومنصفة هي الحل لمجمل قضايانا المختلف عليها , فلماذا مثلا لا نتقاسم الغنائم المسروقة قسمة عادلة ؟ كما قال عادل إمام في فيلم (عديلة وبخيت ,ج1):"أنت النُص وأنا النُص) .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولاد عبد الله
- من أسقط النظام؟
- قطع الأعناق ولا قطع الأعضاء التناسلية
- في كل بيت بيت شارع شارع زنقه زنقه
- مؤسسة الأفخاذ الحاكمة
- نريد بناء نظام حكم سياسي
- ثوروا يا أردنيين
- الجماهيرية العربية الليبية الاتحادية الديمقراطية الاشتراكية ...
- المؤسسات المدنية هي نظام الحكم الحديث
- الحاكم الفاسد
- رددوا ورائي: يسقط النظام الأردني
- هل الأردنيون خطا أحمر!!
- العمل الشريف
- مستقبل المواطنة في دول النسور العربية
- كنتُ وما زلتُ طفلاً
- الرجل الذي كان يقف خلف عمر سليمان
- مستقبل العلاقات الدولية
- أجاك الخلع يا تارك الديمقراطية
- من الذي يغير شكل العالم اليوم؟
- أناقة محمد أنور السادات


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - فن الهلوسة