أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد يوسف - الشعب يريد إسقاط السلاح ... كل السلاح















المزيد.....


الشعب يريد إسقاط السلاح ... كل السلاح


قاسم محمد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في شهر أيلول من عام 2007 قامت إسرائيل بإعتداء عسكري محدود ضمن الأراضي السورية حيث أقدمت على ضرب منشأة نووية إفتراضية في منطقة دير الزور إلا أن دمشق لم تعلق على الحدث "العابر" ولم تُصنفه خرقاً فاضحاً للسيادة السورية يتطلب رداً سريعاً ومؤلماً بإعتبار أن دمشق تُشكل عاصمة للممانعة والمقاومة كما يدعي بعض المقاومين الجدد, بل سكتت طويلاً حتى خرج الجانب الإسرائيلي (بصورة لافتة) ليكشف حيثيات الهجوم إعلامياً وللقول (ربما) بأن الطائرة التي نفذت الهجوم قد أُمرت بتنفيذه وبالتالي فإنها لم تخطأ في إحداثياتها ولم يكن الأمر حادثاً عرضياً يدخل ضمن حسابات القضاء والقدر, بل كان إعتداء كبيراً على الدولة وسيادتها, ... سنوات مرت على الحادثة ولم نسمع حتى الساعة رداً عسكرياً سورياً على الإعتداء الإسرائيلي السافر.

الجولان ... قطعة أرض سورية محتلة ولا شكوك مطروحة (أقله حتى الساعة) حول ملكيتها, إلا أن سوريا ومنذ عشرات الأعوام لم تُطلق رصاصة واحدة في ربوعها ولم تُفكر لبرهة في تحريرها أو إستعادتها بل أبعدت الجيش السوري وعتاده عن محيطها, ووفرت عناصر مخابراتية لحماية الحدود الإسرائيلية من أي مغامرة "عير محسوبة" قد يُقدم عليها ثائر سوري أصابه بعض الهوان وقرر أن ينتقم لعروبته وكرامته!!, فالقاعدة الطبيعية تُحتم على سوريا بأن تضحي بالجولان من أجل المصلحة العليا للنظام والوطن, بل أن تضحي بأكثر من الجولان إن لزم الأمر, هذه الحالة "المُقاومة" تشابه إلى حد بعيد تصرف النظام الإيراني, فالدولة التي تتدعي بأنها عرين الممانعة والمقاومة لقوى الإستكبار العالمي إضطرت سابقاً إلى تحرير رهائن أمريكيين في بيروت عبر عملية "إيران-غيت" الشهيرة مقابل حصولها على السلاح من أمريكا وإسرائيل لدعم حربها على العراق, وأيضاً فقد كان التنسيق الأمني والعسكري قائماً على قدم وساق بين طهران وواشنطن قُبيل الحرب الأمريكية على أفغانستان والعراق حتى أن إيران طلبت من حلفاءها في العراق مساعدة الجيش الأمريكي على إسقاط نظام صدام حسين بالدبابة الأمريكية والبريطانية.

وأيضاً وأيضاً ... هناك الكثير من الأمثلة والشواهد التي تؤكد تورط الأنظمة "المقاومة" حتى أُذنيها في مشاريع الخنوع والإستسلام والتآمر على الشعوب والأوطان.

بينما تجنح الدول نحو الإنفتاح والتفاوض المباشر رغم وجود الإحتلال في أراضيها يخرج حزب الله بمعادلة جديدة تُعيد إلى أذهاننا موجة العنتريات المتجددة عند كل إستحقاق أو مفترق سياسي جديد في لبنان والمنطقة, حتى باتت الخطابات لا تساوي الحبر الذي كُتبت به في مضامين المواجهة القائمة نظراً للتوازنات الدقيقة والمعادلات الحساسة, بالأمس خرج السيد نصر الله ليتحدث عن تحرير الجليل وربما في الغد القريب يُطالعنا "البيان رقم واحد" لحزب الله والذي يتحدث عن تحرير فلسطين برمتها ... كل هذا وما زلنا نتحدث ضمن منطق المقاومة, والمقاومة برأي العارفين في أصول اللغة العربية هي "دفاع عن النفس" بوجه المعتدي والمغتصب.

العالم العربي ومنذ ستة عقود من الزمن لم يوفر جهداً أو مالاً أو تضحية في سبيل مقاومة إسرائيل, حتى أن الشعوب العربية توقفت عند قارعة الطريق المؤدية نحو التقدم لتخوض حروباً كبرى ضد إسرائيل فما أثمرت سوى الهزائم وما رسخت إلا الرجعية والتعصب وربما القوقعة ضمن المجتمعات المنغلقة بخلفيات خاطئة وأحياناً مدمرة, هذه الأمور حتمت على الكثير من الدول إعادة حساباتها والإنتقال نحو الحوار والتفاوض وحتى السلام مع إسرائيل والإهتمام بشؤون شعوبهم وأوطانهم, أما لبنان فمنذ خمسينيات القرن الماضي وإلى يومنا هذا يعيش حالة "لا إستقرار" دائمة حتى لم يبقى أي منظمات جهادية أو ميليشيات مسلحة أو حركات مقاومة إلا وعبرت من خلاله نحو فلسطين, لم يتبقى سلاحٌ إلا وإختبر في ربوعه وعلى صدور أبناءه, من الإجتياحات المتعاقبة والحروب العبثية والمغامرات غير المحسوبة مروراً بالتدمير الهائل لكل مقومات الدولة ومسببات وجودها وصولاً إلى إعتماده كحلبة إقليمية ودولية لصراع الأمم, بينما سلكت إسرائيل مساراً مغايراً عبر بناء دولتها وتحسين إقتصادها وتطوير بنيتها التحتية وتشجيع الإستثمار والسياحة والصناعة ورفع مستوى التعليم والثقافة, حتى أصبح الحد الأدنى للدخل الفردي في إسرائيل يتجاوز بأضعاف حجم الدخل الفردي في أكثر الدول العربية إذدهاراً وتطوراً وثراء.

يحاول حزب الله في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة أن يجد لنفسه موطئ قدم ضمن المعادلة الجديدة التي فرضتها الشعوب العربية عبر إستحضار القضية المركزية للعرب والتي شكلت عبر التاريخ حيزاً كبيراً من الوجدان الشعبي ضمن المجتمع العربي برمته, هذه المحاولات اليائسة لم تلقى أذاناً صاغية لدى الشعوب الثائرة على الأحزاب الحاكمة وأنظمة الطوارئ ومنطق التخوين والمؤامرات, فقد أدركت الشعوب بأن حزب الله لا يعدو كونه إمتداد إيراني مشبوه على ساحل المتوسط وبأنه أداة من أدوات طهران العسكرية تديرها كيفما تشاء, فالمقاومة التي تتدعى بأنها ستحرر الجليل هي عينها التي عاثت في شوارع بيروت والجبل قتلاً وتنكيلاً وفساداً في السابع من أيار, هذه الشعوب العربية باتت تدرك وستدرك جيداً في القادم من الأيام بأن "الزعيم الوطني والعربي" رفيق الحريري قُتل غدراً عبر مقاومة تتدعي مقارعة إسرائيل.

في المحصلة, لبنان ليس مطالباً بتحرير فلسطين بعيداً من العرب, والمقاومة ليست مطالبة بإحتلال الجليل لإنها تتدعى بأنها مقاومة لا ميليشيا, والشعب مطالبٌ بالنزول إلى الساحات في الرابع عشر من أذار ليرفع القبضات ويردد "الشعب يريد إسقاط السلاح" لانه يريد بناء الدولة القوية بجيشها وإقتصادها وسياحتها, يريد بناء الدولة الحرة المستقلة بعيداً من حروب الأخرين وعبثيتهم, يريد بناء لبنان الدولة لا الساحة, لبنان الهوية العربية والتنوع المُميز لا لبنان "الشادور" مقابل مئة دولار أمريكي في الشهر, لبنان الحضارة والحياة لا لبنان التخلف والرجعية والظلام, أيها الأصدقاء ... قد لا تكون حركة الرابع عشر من أذار جُل ما نصبو إليه ولكنها حتماً الخطوة الأولى نحو الخلاص.



#قاسم_محمد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الهزيمة ... والعودة إلى صفوف الجماهير
- سيُصفق الجميع لسوريا حتى تحمّر أيديهم
- سوريا تحفر للحريري وحزب الله معاً
- سوريا تخوض حروباً ناعمة لإستعادة لبنان
- منير الحافي ... شخصيةٌ لامست القلوب والعقول
- لبنان ... ولعبة الأمم
- حركة أمل وحزب الله ... هدوء ما قبل العاصفة
- الصهيونية والتطّرف ... وجهان لعملة واحدة
- على هامش التوأمة الوظيفية ... إيران وإسرائيل ... أكثر من مصا ...
- ما بين طهران وتل أبيب ... رشاقة النفاق السياسي
- محمد صالح ...الأحلام والحقائق ... يا سيدي أي الرجال أنت


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد يوسف - الشعب يريد إسقاط السلاح ... كل السلاح