أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - هل ثورات الشعوب العربية من وحي سيناريو أجنبي؟














المزيد.....

هل ثورات الشعوب العربية من وحي سيناريو أجنبي؟


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 09:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


هل ثورات الشعوب العربية من وحي سيناريو أجنبي؟
هناك قاعدة في العلوم السياسية تقول بأنّ الثورات تقوم في المجتمعات عندما تكون الجماهير الشعبية أصبحت رافضة للعيش في ظل النمط السياسي القديم والنظام القائم عاجز على مواكبة روح العصر، فيحصل انفصام في بنيان الهرم بين سفحه وقمته. وكل محاولة لترميمه لن تؤدي إلا لتفاقم الوضع إذ الفنجان إذا انكسر لم يعد يجدي فيه إصلاح. هذه الحقيقة البديهية هي التي نتابعها يوميا عبر وسائل الإعلام العربية منها والدولية حيث نرى انتفاضات وثورات شعبية ضدّ أنظمتها في جميع أنحاء البلاد، في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية. ورغم استعداد الأنظمة المعنية بتقديم بعض التنازلات للمنتفضين والثائرين، فإنّ الجماهير عازمة ومصرة على التغيير وشعارها من الخليج إلى المحيط هو "الشعب يريد إسقاط النظام". الشيء الذي أدى بالبعض إلى أن يتهم هذه الشعوب بالعمل لصالح جهات أجنبية وتتحرك بأوامر منها، وكأنّها مجموعة أناس آليين يعملون حسب برنامج مشفّر جهاز تحكّمه بيد من وراء المتوسطي أو المحيط الأطلسي، لذلك تراهم يتحدثون عن أجندات أجنبية تسعى لتخريب الدول العربية وإضعافها وهدم حضارتها.
لنحاول فهم ما يحصل ثم نحدد هل هذه الانتفاضات والثورات الشعبية من إلهام وحي أجنبي أم هي رد فعل طبيعي، للجماهير الشعبية، استنكارا وإدانة للسياسات اللاشعبية الممارسة في حقها من طرف حكام طغوا واستكبروا ودفعهم الغرور إلى حد تقديس شخصهم وجعله فوق كل القوانين والأعراف.
أولا تخريب الدولة: إذا كان أحد يعمل على تخريب الدولة فهو الحاكم العربي الذي اعتبر الوطن بقرة حلوبا ومنبعا لاغتنائه وأسرته والمقربين منه، في حين شعبه يعيش فقرا مدقعا ويعاني من بطالة ابتلعت كل آمال الشباب وسدت طريق المستقبل في وجوههم وأسدلت ظلمة حالكة بينهم وبين أفق آمالهم، فجاءت الحصيلة كما يلي:
• توسع الهوة الاجتماعية بين فئات وطبقات المجتمع
• بطالة منتشرة تتوسع دائرتها يوما بعد يوم
• انتشار الجريمة بما فيها تجارة المخدرات والبشر
• تطرف فكري وديني
• انعدام الثقة في النظام
• انتشار الفساد والرشوة داخل الإدارة والجيش والأمن
• عزوف الجماهير عن الانتخابات
• فقدان الثقة من الأحزاب العلنية واتهامها بالتآمر مع النظام
كل هذا أدى إلى تدمر الجماهير من نظامها القائم وإيمانها بأن الحقوق لا تمنح بل تنتزع.
ثانيا إضعاف الدولة: لم يعمل أحد على إضعاف الدول العربية مثل الحاكم العربي الذي بات يعبد الدولار ويحلم بأرصدة في البنوك السويسرية وفي سبيلها باع مصالح شعبه وسلّم سيادة وطنه وراح يستمد مشروعية حكمه من البيت الأبيض عوض شعبه. وهذا يتجلى في:
• تبني سياسات اقتصادية واجتماعية بل وعلمية (هناك اختصاصات علمية ممنوعة على الدول العربية) من وحي صندوق النقد والبنك الدوليين مقابل قروض أثقلت كاهل الدولة
• أجور هزيلة لغالبية الشعب مقابل رواتب فاحشة لأصحاب السلطة في البلاد
• الزيادة في الأسعار وغلاء المعيشة
• الامتناع عن التصنيع والاكتفاء بالتركيب
• تصدير المواد الخام واستيرادها مصنعة
وأشياء أخرى لا يكفينا المجال هنا لسردها
ثالثا هدم الحضارة: عندما تكون الدولة تنهج سياسة تعليمية تعتمد على التلقين والاستظهار دون مناقشة ودراسة علمية حيث يربى الطالب على أن كل ما مكتوب هو حقيقة مطلقة لا لشيء إلا لأنه مطبوع بدار نشر، وعندما يكون الأستاذ لا يقبل النقاش فيما يلقيه على الطلبة فإنّ النتائج تكون كالتالي:
• ضعف التكوين وهزالة الكفاءة
• وجود أطر ضيقي الأفق ومحدودي التفكير
• التقديس للخرافات والأساطير ورفض كل ما هو علمي
• انتشار فكر طوباوي عماده تقديس ماض غامض دون تنقيح في أحداثه
• تمتع أصحاب العمامات بمختلف ألوانها بسلطة ونفوذ واسعين في المجتمع
• معادات كل ما هو جديد والتصدي له باسم التقاليد والقيم
• التنكر لحق الآخر في التفكير والتعبير
• سيطرة الدغمائية على المجتمع مما يقف حاجزا في وجه كل محاولة للتجديد
بالطبع القائمة لا تتوقف عند هذا الحد بل تتخطاه إلى ما هو أخطر، ولكن نكتفي بهذا القدر.
كل هذه المعطيات تدلّ على أنّ الشعوب العربية انتفضت وثارت بدافع عوامل داخلية وليس بوحي أجنبي، لكن الحاكم العربي الذي تعود على خنوع شعبه وخضوعه لم يتقبل منطقه الطبقي والعنصري أن شعبه قد نفذ صبره ولم يعد قادرا على المزيد من التحمل. لذلك أخذ يردد أنّ المنتفضين والثائرين تدفعهم جهات أجنبية، مع أننا نسلم أنّ هناك جهات أجنبية تحاول ركوب الموجة لتصفية بعض الحسابات الضيقة أو للمحافظة على مصالحها بالمنطقة، لكن ما غاب عن هذه الجهات هو تغيّر ونمو العقلية العربية بفضل شبابها المثقف وعمالها المهاجرين ببلاد أوروبا وأمريكا الذين باتوا يطمحون للعيش الكريم ببلدانهم ما دام أنّ هذه البلدان لها جميع المقومات والإمكانيات لتقفزة إلى رحاب الدول المتقدمة وتنافسها في مسارها نحو التقدم والازدهار خصوصا إذا كانت هذه الدول تبني غناء شعوبها على حساب فقر شعوبنا بنهب خيراتنا وسلب ثرواتنا.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل شيء في أوانه
- أضعف الإيمان
- ملك الملوك مرتجفا يدعو لإحراق ليبيا وسيف الإعدام يهدد بالقتل
- الحكم للقارئ
- مطالب الشعب وردود النظام
- تحية للأمير الوطني
- 20 فببراير يوم امتحان عسير لمغرب العهد الجديد
- هو الشعب..
- مؤامرة على الثورة الشعبية بمصر
- يا مصر لا تنتفضي..
- العرش أعزّ من الشعب
- هل سيكون المغرب حالة استثنائية مما يجري من تحولات في المنطقة ...
- تحيى مصر
- بعد تونس مصر
- نداء إلى كافة القوى التقدمية
- قائد الثورة التونسية
- ماذا حصل في تونس؟
- على هامش طلب القنصل الأمريكي
- تمويل القناة الفضائية
- ضرورة إنشاء قناة تنويرية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - هل ثورات الشعوب العربية من وحي سيناريو أجنبي؟