بكر أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 984 - 2004 / 10 / 12 - 12:57
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
ربما اليمن هي البلد الوحيد الذي خلق الله بها _ بقصد أو بدون قصد _ كل المتناقضات الأزلية التي تعيش بجوار بعضها وتضاجع حزنها بنشوة ألم ودموع .
اليمن هي أول دولة في العالم وربما الأخيرة من سنت قانون لجلد الصحفيين ، يؤخذ الكاتب إلى ساحة عامة في المدينة ويجلد امام الناس ، وكل جريمته هو أنه كتب كلاما لا يروق للسلطة والدولة والنظام ، اثارت هذه العملية استهجان العالم كله وأقامت ضجة عالمية لهذا التعامل المهين ليس للقلم والفكر وحسب بل هو أمتهان للإنسانية ذاتها وإذلال متعمد للمواطن اليمني ألذي يرى ان مصلحة بلده هو تعرية الفساد .
، هذا حدث في وقت يقول علي صالح بأن اليمن تزخر بالديمقراطية والتعددية وحرية الرأي والتعبير ، وهناك صدى مقيت يتكرر خلفه في الأنحاء ، وقد يصدقه العالم .
هل اليمن دولة ديمقراطية ، لن افلسف الأمور ، وأصنع وثيقة طويلة تبرهن بعكس هذه المقولة ، بل سأكتفي بكلمة ( لا ) وأكررها في كل ساعة وحين و بهدوء يكاد أن يصل إلى مرتبة قمة الفتور التي تمنحه سيجارة الحشيشة لمتعاطيها .
للتو كنت أتصفح أحد الصحف اليمنية ، فشاهدت رئيس تحرير صحيفة معارضة ( الشورى ) متهم بكتابة مقالة لم ترق للنظام وهو في الزنزانة ومقيد القدمين والرجلين وبملابس السجن في قاعة المحكمة ، هذا العظيم الذي ما خشى إلا ضميره ، تم الحكم عليه بالسجن لمدة عام كامل وهو يقضي الان ايامه في زنزانة انفرادية ، وتم أغلاق صحيفته لمدة ستة أشهر وإحالة صحفيي الجريدة إلى النيابة ، هذا العظيم حين يظهر للملاء وكانه مجرم وقاتل أو مهرب مخدرات ، لا يراد منه إلا قمع الروح المعنوية للشرفاء ، الخيواني ليس مجرم جنائي حتى يظهر بهذا الشكل المهين ، الخيواني رجل قلم وفكر وسياسي مستقل شريف لا يحمل على عاتق قلمه سوى هم وطنه ، فلماذا يعامل النظام شعبه بهذا الشكل ، وإلى متى هذا التسعف والجور ؟
االمقالة كانت جرئية جدا ، إذ أنها أقتربت بشكل حاد من النطاق الأسري الذي يرى الرئيس به أنموذج لا مثيل له من ناحية الأخلاق والقيم ونقاء الدم والأتمان على المال العام ، المقالة شرحت الوضع وقارنت بينهم وبين ساسة عرب اشتهروا بإبادتهم لشعوبهم كما حدث في المعارك التي دارت في صعدة وتم من خلالها تهجير سكان القري وقصف منازلهم وقتل العديد منهم بحملة عشوائية همجية .
نتضامن مع الخيواني .... نتضامن مع كلمة الحق وحرية الراي والكتابة ، وقبلها نتضامن مع ضمائرنا التي يريد المستبدين مصادرة ما بقي بها من ضوء .
#بكر_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟