غلب حماري

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)

الحوار المتمدن-العدد: 984 - 2004 / 10 / 12 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

"غُلُب حماري" اصطلاح يستخدمه المصريون لإعلان فشلهم في حل لغز أو فزورة، وهم ينطقون بهذه العبارة في روح رياضية، بعد أن يكونوا قد قلبوا الأمر على كل وجه، ولم يتوصلوا إلى فك شفرات اللغز، و يعني إطلاق هذه العبارة أيضاً توق من "غُلُب حماره" إلى معرفة حل اللغز ممن طرحه عليه، أو ممن يستطيع ذلك من الحضور الكرام، وأنا الآن أصرخ بملء الرعب والهلع "غُلُب حماري"!!!
فابنتي الدكتورة ماري التي كتبت عن عرسها في مقال أمس، تمضي شهر العسل الآن في شرم الشيخ، وليست وحدها، فمعها عروستان أخريتان من صديقاتها، تصادف زفافهن جميعاً في ذات التوقيت، وكنت ليلة أمس الخميس 7/10/2004 أحتفل احتفالاً خاصاً مع مجموعة من أصدقائي بزواج ابنتي، حين جاءني أحدهم يخبرني بثلاث انفجارات في مواقع سياحية بسيناء، تخيلوا مدى الرعب الذي أصابني إلى أن تبينت تفصيل الأخبار، وأنها بعيدة عن شرم الشيخ، وبعيدة عن ابنتي وصديقاتها!!!
عدت إلى مجلسي وأفكاري التي تطاردني أنى ذهبت، تحرمني من أي متعة في الحياة، حتى لو كانت سويعات مع أصدقاء مبتلين بالهم الوطني والإنساني مثلي، وهنا عاد اللغز الذي يتراقص أمام عيني معانداً صباحاً ومساء، عاد يطل علي برأسه الثعباني:
موقف حكومات المنطقة من ظاهرة الإرهاب لغز بكل ما تعنيه الكلمة من غموض واستغلاق، فوزارات الداخلية وأجهزة الاستخبارات بتلك الدول تتابع بجد وهمة الجماعات الإرهابية، محاولة استئصال جذورها، وهي تحقق في ذلك نجاحات لا ينكرها منصف، لكن وفي ذات الوقت تعمل أجهزتها الإعلامية - والمسيطر عليها تماماً من قبل الحكومات – الصحافة والتليفزيون في الترويج والتبرير للإرهاب، كما تعمل المناهج التعليمية – والتي نرفض ونشجب الضغوط الإمبريالية لتغييرها – على زرع بذور الكراهية والإرهاب في عقول وقلوب النشء، لكي نستمر في إنجاب المزيد من القتلة وسافكي الدماء وقاطعي الرؤوس!!!
هل من حل لهذا اللغز؟! تقول هي ألاعيب وموائمات سياسية، ولامتصاص حماس الجماهير من جانب والالتفاف عليها وإبطال مفعولها من جانب آخر!! فما هي النتيجة ، إننا نطحن أنفسنا بين حجري رحى، ألا يدرك هذا السادة الجاثمون على صدورنا إلى الأبد؟!!
أتعشم أن يكون هنالك حل منطقي لهذا اللغز، وأن يتكرم أحدهم ويخبرني به، أما أنا فقد "غُلُب حماري"

#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات