|
قطع الأعناق ولا قطع الأعضاء التناسلية
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3292 - 2011 / 3 / 1 - 23:57
المحور:
كتابات ساخرة
الفنان (فان كوخ) قطع إذنه لسيدة أعجبت بها.
وصاحب محل السوبر ماركت اللي في حارتنا دائما يقول (بقطع إيدي من هنا) طبعا يستخدم هذه الكلمة كقسم أو كيمين صادق ..أوبقطعها (من هون) إذا مثلا بده أياني اصدق كلامه, ومن ثم يمد يده الأخرى جاعلا إياها مثل السكين ليقول لك (بقطع أيدي من هون إذا اللي بقوله ما كان صحيح) طبعا ودائما اللي بقوله كذب في كذب وبحياته ما قطع من لحمه شيء, بس احنا اللي ابتتقطع لحومنا حتى يشبع هو وغيره ويملئوا جيوبهم بالمصاري, وفي النهاية يهددون المحتجين بقطع رؤوسهم وأيديهم وفي النهاية أعضاءهم الذكورية التناسلية, والسؤال الأكثر غرابة ماذا سيقطعون للنساء الناشطات؟ أعتقد الموضوع مش معقد رايحين يقطعوا أعضاء أزواجهن أو صدورهن,
والثوار أيام العصور الوسطى كانوا الملوك يقومون يقطع أصابع اليد التي تمسك السهام لتطلقها على صدور الجيش وهما الشاهد والوسطى والإشارة المعروفة بإسم اشارة النصر وهي رفع الإصبعين هي دليل (أننا مش سائلين حتى لو قطعتم أصابع أيدينا) . ولكن الفلاحين أيام زمان كان بس واحد فيهم يزعل من الثاني كان فورا يقوم في الليل ومعاه منشاره أو فأس كبيرة ويقطعله فيها أشجار الزيتون أو يحرقله البيدر بعود ثقاب كبريت نوع (ثلاث نُجم), بس ما كان في حدى يقدر يهدد حدى بقطع عضوه التناسلي !!!!فهذه تطورات خطيرة في عالم القطع النهائي فمثل هذه التهديدات لم تكن على الإطلاق سارية المفعول بس في واحد قبل مده كما سنرى هدد الناس بقطع أعضاءهم التناسلية إذا مثلا بقوا مصرين على موقفهم الاحتجاجي من المظاهرات وجاءت تهديداته بعد الفشل الذريع في قطع امدادات النفط أو الكهرباء أو المياه فلم يبقى شيء يقطعه للمناضلين إلا الأعضاء التناسلية.
وكل العالم وكل الناس وكل الدنيا ماسكين هذه الأيام سولافة القطع والقطيعة والشاطر اللي بده يقطع الثاني قطع نهائي والشاطر اللي بده يقطع راس الثاني أو يقطع عنه الماء أو يقطع عنه الكهرباء أولا سمح الله يقطعله عضو عزيز عليه من جسمه مثل ما هدد علي عبد الله صالح بقطع الأعضاء التناسلية الذكورية للرجال في حالة كونهم قد عملوا على تصعيد عمليات الاحتجاج والمقاومة ضد الحكم الديكتاتوري, وهذه بصراحة هي سياسة العرب يعني دائما اللي بحكي الحق والصحيح بقطعوله راسه أو ايده أو رجله أو إيده من خلاف بس لأول مرة في حياتي أقرأ عن زعيم سياسي بده يقطع ألأعضاء الذكورية على شان نمشي بالشارع بدون أعضاء ذكورية ويبقى هو الرجل الوحيد المنتصب في بلاده ويبقى هو الذكر الوحيد والفحل الوحيد وباقي الرجال بدون ذكوره, ثم أنا مش عارف كيف بدهم يعيشوا الرجال بدون أعضاء ذكورية أي الواحد بكون العضو معاه كويس وشغال100% ومع ذلك يا دوب يعجب النسوان فكيف الواحد لما يصير بدون عضو ذكوري, بس احنا في الأردن وبحمد ألله أفضل بلد في البلدان العربية بل أفضل من سويسرا يعني أنا في حياتها الحكومة ما هددتني بقطع عضوي الذكوري بس كانوا يهددوني بقطع رزقي أينما أذهب وأخيرا لهم أكثر من أسبوع وهم يقطعون عن بيتي خدمة الإنترنت على فترات أثناء تشغيلي لجهازي-طبعا أنا أقصد جهاز الكمبيوتر- وهذا بنظري أخطر من قطع الأعناق وفي مثل طبعا كلنا بنعرفه بقول هذا المثل (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق) واليوم هذا المثل رايح يختلف في مفهومه وصيغته ورايح يصير كالتالي (قطع الأعناق ولا قطع الأعضاء التناسلية الذكورية) أو (قطع الإنترنت ولا قطع الأعضاء التناسلية) يعني والله إذا بنفذ وعده هالمجنون الثاني إنها غير اتصير فضيحة كبيرة في بلادنا تضاف إلى منجزات القادة العظماء الذين يقطعون الماء والكهرباء والأرزاق والأعضاء التناسلية الذكورية .
ثم أنا شخصيا لا أجد غرابة في الموضوع فتاريخ هؤلاء القطاعين والسيافين والجلادين أصلا هو عبارة عن تاريخ قُطاع طُرق كانوا يقطعون طريق الحجاز يبيعون الرجال الأطفال ويسبون ويغتصبون النساء غصبا وكُرها فلا غرابة أن يستمروا في توجيه وتنفيذ وتطوير سياسة القطع وكافة موظفي الحكومة الأردنية في هذه الأيام متسلحون بسياسة أو بسلاح القطع , فاليوم من أول ما صحوت من النوم خرجت من بيتي لأجد فاتورة الكهرباء معلقة على باب كعبتي أو باب داري ومكتوب عليها بالخط الأحمر (قطع) وكذلك قبل شهرين جاءتني فاتورة المياه وعليها بالخط الأحمر قطع, وكلمة قطع هي تهديد بتنفيذ هذا الوعد في حالة كوني غرشت عن فاتورة الكهرباء وأخرت دفعها لشهر أو لعشرة أيام, يعني ما حدى راحم حدى والشاطر اللي بده يقطعنا من الدنيا حتى النساء في حارتنا هذه الأيام لا يتحدثن إلا بالقطع مثل علي عبد الله صالح بس طبعا مش قطع الأعضاء التناسلية لاء على شان عارفات حالهن إنهن الوحيدات اللي بخسرن من هذا المشروع طبعا بعد أصحاب العضو المقطوع لأنهم أول الخاسرين فهن يقصدن القطيعة من النوع الآخر فمثلا يقلن للأطفال (الله يقطعكوا ويقطع اللي خلفوكوا ) أو كما تقول زوجتي لأولادي (يقطعكوا ويقطع اللي جابوكوا ) وكذلك يستعمل العرب كلمة القطع للتحبب وللتودد وهو ما يعرف في أللغة بإسم (التصغير للتحبيب) كقولك عن فلان من الناس (ألله يقطعه ما أحسنه) أو (يقطعني عليك) أو (قطيعة تقطعك قطع) أو كما كانت تقول جدتي حين تغضب (الله يقطعكوا قطيعة بني هلال) أما صاحب محل السوبر ماركت الذي في حارتنا فإنه منذ شهر على الأقل وهو حافظ كلمة القطع والقطيعة وينطق بها لسانه قبل أن تسأله عن سعر أي مادة غذائية معلبة أو مُكيسة في أكياس فإذا قلت له : أعطيني سُكر , فإنه فورا وقبل أن يقول لك (ألله يقطع السكر واللي بجيبوا السكر والله كله كذب وخدمه للزبائن والله ما هو أموفي معاني ولله الواحد بقول ياريت إنه ينقطع من السوق كله) طبعا وهذه مقدمة ليقول لك في نهاية مواله بأن سعر السكر قد ارتفع نتيجة انقطاعه من السوق علما أنه متوفر بكميات هائلة وإذا أحرجته وأثبت له بأنه حرامي فورا يستعطفك بقوله (يا عمي أنا بسرق قرش وقرشين ودينار ودينارين خليهم يتشاطروا على اللي بسرقوا البلد بالملايين) وطبعا يقوم أمامك بتعداد قائمة من كبار الحرامية ليقارنهم بشخصه المسكين طبعا أنت أو أنا تأخذنا الشفقة عليه وندافع عنه لاشعوريا ونعتبره من المسحوقين الكادحين ,ومن ثم يتنهد تنهيده كبيره وطو يله ويقول (الله يقطع هذي البلد ويقطع كل اللي فيها ويقطع اللي ما بهج منها ) بس مليح وجيد إنه ما بتطرقش لموضوع قطع الأعضاء الذكرية ولكن أعتقد بأنه في خلال عام واحد سوف يعمل على تهديدي بقطع عضوي الذكري إذا سألته عن أسعار البيع لذلك أنا أقول (ألله يقطعني لويش جابني على هالدنيا)
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في كل بيت بيت شارع شارع زنقه زنقه
-
مؤسسة الأفخاذ الحاكمة
-
نريد بناء نظام حكم سياسي
-
ثوروا يا أردنيين
-
الجماهيرية العربية الليبية الاتحادية الديمقراطية الاشتراكية
...
-
المؤسسات المدنية هي نظام الحكم الحديث
-
الحاكم الفاسد
-
رددوا ورائي: يسقط النظام الأردني
-
هل الأردنيون خطا أحمر!!
-
العمل الشريف
-
مستقبل المواطنة في دول النسور العربية
-
كنتُ وما زلتُ طفلاً
-
الرجل الذي كان يقف خلف عمر سليمان
-
مستقبل العلاقات الدولية
-
أجاك الخلع يا تارك الديمقراطية
-
من الذي يغير شكل العالم اليوم؟
-
أناقة محمد أنور السادات
-
فساد الملوك لا يحتاج إلى دليل
-
نص كلمتي بمناسبة عيد ميلاد ولدي علي اليوم
-
مأساة أللواء محمد نجيب,أول رئيس لجمهورية مصر العربية
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|