أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - تصارُع أحزاب السُلطة في مُظاهرات يوم الجمعة














المزيد.....


تصارُع أحزاب السُلطة في مُظاهرات يوم الجمعة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3291 - 2011 / 2 / 28 - 07:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعتقد ان المُظاهرات الأخيرة في المُدن العراقية ، كشفتْ بطريقةٍ عرَضية ، عن الصراعات والمُنافسات الحادة ، بين مُختلَف الأحزاب والكُتل السياسية ، وحتى تلك المُتحالفة فيما بينها . فعلى الرغم من إنضواء التيار الصدري والمجلس الأعلى الاسلامي وحزب الدعوة الاسلامية ، تحت خيمة " الإئتلاف الوطني " ، وجميعهم مُشتركون بقوة في الحكومة الجديدة ... إلا ان الذي يتسربُ من خلف الكواليس ، يُظهِر ان أحدهم يَجُرُ بالطول والآخر بالعُرض .. ومَهْما صّرح مقتدى الصدر ووكلاءه ، بانهم لم يدعوا الى التظاهر وان التيار لن يشترك فيها ... فأن الذي جرى على الأرض ، هو خِلافُ ذلك تماماً . ففي جميع المُدن التي لحزب المالكي أغلبية فيها ، أي التي فيها المُحافِظ محسوبٌ على حزب الدعوة ، فأن مؤيدي التيار الصدري والمجلس الاعلى الاسلامي ، لم يتوانوا في حشد الجماهير وحثهم على المطالبة بعزل المُحافِظ ... كما حدث في الكوت والبصرة وغيرهما . صحيحٌ ان هؤلاء المُحافظين يستحقون العَزل والإقالة ، بل وحتى المُحاسَبة والمُحاكمة ... بسبب فسادهم وتقاعسهم .. ولكن هذا لايعني ان المُحافظ أو رئيس مجلس المحافظة ، هما الوحيدان اللذان يتحملان وِزر سوء الخدمات والبطالة والفساد ، بل ان شُركاءهم في السلطة المحلية ، من الأحزاب الفائزة ... جميعهم يتحملون المسؤولية عن ذلك ... فالناس يتذكرون جيداً ماذا فعلَ الصدريون عندما كانوا أكثر نفوذاَ ، في البصرة والعمارة وكربلاء والنجف ومدينة الثورة ... فعدا عن الفساد والنهب المُنظَم ، فانهم قمعوا كُل الحريات والحقوق المدنية ، وخصوصاً بالنسبة للنساء ... المُشكلة الكبيرة هي : ضياع أصوات الغالبية المغبونة من الناس البسطاء الفقراء ، الذين تنقصهم الخدمات الاساسية ، ويعانون من البطالة والتهميش .. وسط هذا الضجيج المنبعث من تنافُس أحزاب الاسلام السياسي كُلها ، على السُلطة والنفوذ والإمتيازات . فما يجري هو تزاحمٌ وتصفية حسابات ، بين حزب الدعوة والتيار الصدري والمجلس الاعلى .
الموصل أيضاً ، لم تخلو من هذه الظاهرة القبيحة ... تَصارُع الأحزاب والكُتَل ، التي يلقي أحدها اللومَ على الآخر في الفساد المستشري وتدّني الخدمات وسوء الوضع الأمني . فكتلة "عراقيون" وقائمة الحدباء التي فازتْ بالأغلبية في الانتخابات الاخيرة وإحتكرتْ تشكيل الحكومة المحلية ، فشلتْ في جميع المجالات خلال السنتين الماضيتين، بحيث لم تستطع الإحتفاظ حتى بتأييد " الحزب الاسلامي العراقي " ، الذي إتَهمَهُ البارحة "أثيل النجيفي" مُحافظ الموصل ، إنه أي الحزب الاسلامي وأحزاب أخرى " ويعني بها تجمعات عشائرية كردية وعربية لم تفز في الانتخابات " .. هي كُلها وراء المظاهرات العنيفة التي طالبتْ بإقالة المُحافظ !. الى جانب الإتهام الخطير الذي وجّههُ النجيفي ، لفرقةٍ من الجيش العراقي المتواجد في الموصل ، بتواطئها مع المتظاهرين لإشعال النار في مبنى المُحافظة !. ان هذهِ المُهاترات وتبادل التُهَم ، بين المحافظ وكتلتهِ من جهة ، والأطراف الاخرى من جهةٍ ثانية ... والتي غايتها هي التقاتل على السلطة والإمتيازات ... لاتأخذ بعين الإعتبار ، دماء الضحايا الذين سقطوا أثناء المظاهرات .. ولا المطالب العادلة للجماهير ، الداعية الى وقف الفساد ، والى العدالة وتوفير الخدمات .
حتى في أقليم كردستان ، فأن تصارع الأحزاب على السلطة ، وتبادل الإتهامات فيما بينها ، يُبعِدُ في الحقيقة .. التركيز على المطالب المُلِحة للجماهير العريضة ، ويحاول تمييعها بحجة وجود أخطار مُحدِقة بالتجربة كُلها في الأقليم والمناطق المتنازع عليها .. وتأجيل الإصلاحات الجذرية ووضعها في آخر الأولويات ، وان سقوط عدة قتلى في المُظاهرات ، وعشرات الجرحى بالذخيرة الحية ، وإلقاء القبض على ناشطين مدنيين وإعلاميين ، هو مؤشرٌ خطير بالفعل .
ان التنافُس المُخزي بين كافة الأحزاب على السلطة ، هو الذي أدى الى وقوع ضحايا من القتلى والجرحى ، في أنحاء متفرقة من العراق يوم الجمعة ... وهو الذي أظهرَ الجانب القبيح من تصرفات بعض القوى الأمنية ، وخصوصاً في بغداد ، التي إعتدتْ على الصحفيين والإعلاميين .. بالضرب والإعتقال والإهانات .
من الضروري ، ان تكون المُظاهرات المُقبِلة .. أدَق تنظيماً وأكثر حرصاً على عدم السماح بدخول المشاغبين ، وأوضح شعاراتً وأقوى ثباتاً وعزيمة وصبراً ... حتى تتحقق المطالب المشروعة للجماهير .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القِطة لم تأكل الدجاجة
- على هامش حرق فضائية ن ت ف
- القذافي .. وصدام
- حذاري من بلطجية البعث
- تجاهل الأهل والإهتمام بالضيوف
- ملاحظات حول يوم الغضب العراقي
- ليبيا ..إكتمال مُثلث الثورة
- ألقذافي .. والزَعتَر
- حِوار يمني بحريني
- ملاحظات على مظاهرة السليمانية
- القذافي يتظاهر .. ضِدّ نفسهِ !
- قتلى وجرحى في مظاهرة الكوت
- مُزايدات
- زُعماء .. وزُعماء
- الكهرباء .. والفقراء
- الثقافة والدين في اقليم كردستان
- مُلاحقة أموال الرؤساء وأبناءهم
- ثورة حتى النصر .. في كل شوارع مصر
- كومونة ميدان التحرير
- طريق دهوك أربيل .. شارع الموت


المزيد.....




- العراق.. فيديو لحظة مقتل زعيم داعش للعمليات الدولية عبدالله ...
- نيويورك تايمز: 43 دولة مستهدفة بحظر أو تقييد السفر لأميركا
- الاحتلال يزعم إحباط تسلل قرب رام الله ويقتل فلسطينيا في نابل ...
- ترامب: موقف الجيش الروسي في حصاره لقوات كييف في كورسك قوي لل ...
- ترامب يتوقع أخبارا -جيدة- من روسيا وستارمر يشكك في جدية بوتي ...
- إعلام: السلطات الأمريكية تخطط لفرض قيود على دخول المواطنين ا ...
- قائمة بالجنسيات.. السلطات الأمريكية تخطط لمنع مواطني دول عرب ...
- ترامب حول مفاوضات وقف النار بغزة: الوضع معقّد للغاية.. نأمل ...
- رجل أعمال يرفع دعوى ضد نائبة أمريكية اتهمته بـ-الاعتداء الجن ...
- روبيو: الولايات المتحدة تعارض فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جد ...


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - تصارُع أحزاب السُلطة في مُظاهرات يوم الجمعة