أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - ثورة الشعوب العربية والإسلام السياسي















المزيد.....


ثورة الشعوب العربية والإسلام السياسي


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 21:29
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بعض الكتابات رأت في الثورات العربية كارثة ستلتهم فينا روح المدنية، ومع أن الحراك كان شعبيا ولم يفرز قيادات من هذا الإتجاه أو ذاك، إلا أن التخوفات سلكت طريقا مشروعا في إثارات الهواجس، وإذا كان البعض يعرف جيدا أن طريق التحرر حقا هو قطع العلاقة الكولونيالية مع الكيان الدولي المفترس، فإن البعض الآخر طرح بوادر إجهاض قد يلعب الإسلام السياسي دورا فاعلا في تعرج الثورة نحو أهداف لا تصب في تحرير الشعوب عندنا، ومع أن العامل المحرك لهذه الثورات، والذي يمكن فهمه، ليس فقط من منطلق الشعارات المحركة، بل أيضامن منطلق الأوضاع المتردية التي راكمتها أجيالنا بشكل بات الموت سيان معها،لقد فقدت الرأسمالية بريقها الساحر في توسيع فسحة الأمل وتفشت فواحشها بشكل بات اتساعها واحتوائها المهيكل يضيق على أفق الجماهير، إن ما وزع من طقوس الطمأنة بخلق بوادر استثمار بهذه القرية أوتلك، هذه الجهة او تلك، قد فتح أعين الناس حول حجم التدمير الذي تنشؤه هذه الشركات في هذه المنطقة او تلك، فالناس ترى أوراش العمل هنا وهناك، وتعرف حجم الأرقام المستخرجة في الإنتاج، لكن لا تعرف حصتها من هذه الأرقام، فالعمال الذين في علاقة مباشرة مع هذه الأوراش، هم بقدر مايزداد كدحهم بقدر ما يزدان فقرهم، الأجور منحطة بشكل يكون مستحسنا أن ينسحب المرء لكسله عوض أن يلطخ يديه في عمل البؤس، هذه الصورة الكاريكاتورية توضح بجلاء أن الإشكالية ليست فقط خلق موارد تنموية كفيلة بتوزيع أرقام النماء هنا وهناك، وانتعاش شفرة البورصات، بل الإشكالية هي خلق أسباب الإنتفاع للناس، هذه الأرقام لا قيمة لها بالنسبة للجماهير ولم يعد سحرها فاعلا في الإستقرار. في ثورة مصر، بكى عمر سليمان بدموع رقمية أظهرت حسا وطنيا مغرضا، انهمرت من خده بشكل فائر، لكنها لم تسكت الجماهير في ميدان التحرير، ونقس الأسطوانة مازالت ترددها الحكومة العسكرية، إذ مالذي سيتفهمه الناس من هروب السواح أو تدفقهم؟ ومالذي تعنيه الثورة بالنسبة لقطاع المستخدمين والمستخدمات وقطاع الشغيلة بشكل عام إن لم تتحسن أوضاعهم؟ هل تثور المجتمعات لعيون الثورة؟
قلت، من الهواجس ما طرح ورقة الإسلام السياسي بشكل بات هو المحرك الرئيسي للصراع السياسي، ومع أن تجربة توركيا رائدة في هذا المجال، وتطمئن النفوس كونها استوعبت اللعبة الديموقراطية بشكل باتت النموذج المحمود من طرف قساوسة الديموقراطية الغربية، مع ذلك، لم يشفي الأمر غليل كتاب الصفحات اليومية في عالمنا العربي المتعدد الإثنيات، انساب التحليل اليومي ليرفع الصراع السياسي إلى غائية تتوخى جذورا في بنية المجتمع كمحرك تاريخي فيه، فالكل سارع بالعويل ينادي بتحول سلمي للسلطة في إطار الشرعية الدستورية، ويعرف الجميع ماذا يعني التحول هذا، وهو بالوضوح التام: تفويت الفرصة على قوى سياسية هي المؤهلة حقيقة لقيادة المرحلة، وهي قوى تتبنى في أجندتها منظورا سياسيا مختلفا لما دأب عليه النظام العربي الرسمي، فهي تولي أهمية كبيرة للوطن والمواطنين ولها رؤية ندية بخصوص الصراع الدولي الدائر في المنطقة، وهي على كل حال في إطار رؤيتها للأوضاع سواء في الداخل أو في علاقتها بالصراع الدولي ستفرز سياسة وطنية تراعي المصالح الإستراتيجية للوطن قبل غيره وهو توجه إذا ما صار سيخلخل حتما بنية العلاقات الدولية، وهو ما يثير الهواجس الدولية وأتباعه من أقلام الصحافة اليومية. إن الثورة العربية بما هي ثورة على القائم دون تغييره جذريا، هي ثورة في إطار نفس البنية الكولونيالية، وهي قفزة نوعية قد تنتقل بها المجتمعات في الوطن العربي من مرحلة الحكم الشمولي الطامس إلى مرحلة الحكم الديموقراطي النسبي على مقاس الكيانات الندية، هي نوعية لأنها ستفسح المجال لمقاربة سياسية ستلعب دورا هاما في وضوح رؤية جديدة ستفرز مسارا آخر من نضال الجماهير. فواضح جدا أن ما يخشاه المجتمع الدولي في تمشكله الرأسمالي، ليس الإسلام بما هو دين، بل تخوفه هو من كيان سياسي يمس بنية العلاقة الكولونيالية، والإسلام في بعده الإيديولوجي بما هو يشكل بعدا ملحميا في البنية الإجتماعية العربية بما هو وعاء إيديولوجي كأي دين لاحتواء التناقضات الأساسية، فالإسلام وظف في تأكيد هذه التبعية الكولونيالية مع الأنظمة الشمولية ومع أنظمة المحاصصة الطائفية، وهو بالتأكيد حاسم أيضا في أن يمثل وعاء مناهضا لهذه التبعية بحسب ميل التناقض الرئيسي،في الصراع الإجتماعي، فالتناقض الرئيسي هو محرك التاريخ، والإسلام هنا يمثل وحدة تناقضية تتمثل إيديولوجيا بين ما يمكن تسمية بالإسلام التبعي والإسلام الوطني، وهو في الصراع الإجتماعي يتعدد بتعدد طبقات المجتمع ويتمأسس في الدولة، كما يتحدد شكله بهيمنة الفئة الإجتماعية المهيمنة في الدولة،
تطرح إذن ورقة الإسلام بشكل فاجر كما لو أنه لم يكن في الدولة الشمولية إسلام تمأسس شكل تاريخي منه في ممارسة الحكم السائد، وكان اسلاما قامعا للإسلامات الأخرى التي تتخذ من قاعدة الحكم نفسها موقفا نقديا يشكك في مشروعية اسلام الحكم السائد، لقد نسينا فعلا مقولة ابن خلدون الشهيرة من أن الناس على دين ولسان ملوكها، ونسينا أيضا أن الحكم يتبدل بتبدل أحواله وأن الإسلام ذاته يتغير شكله التاريخي بتغير أحوال الحكم.
أظهرت المظاهرات شكلا من التنظيم قل نظيره، وهو شكل قاضم ومهدد لأي شكل من الحكم كان إسلاميا أو غير اسلامي، متى لم تتجه ممارسة الحكم لهذا الشكل أو ذاك إلى خلق ظروف العيش الكريم لهذه الشعوب، وخلق هذه الظروف يحتم تغييرا جدريا على مستوى البنية الإقتصادية، كما يحتم تاليا النظر في البنية المعقدة للعلاقات الدولية في اتجاه يخدم المجتمعات في أمنها الغذائي وامنها القومي واستراتيجية سياسية تحكمها النظرة المستقبلية الضامنة لتامينها هذا، وهذا حتما يفترض قطع بنية العلاقات الكولونيالية المتحكمة في مصير هذه الشعوب. وهذا هو ما يجعل نضال شعوبنا في انعتاق اوضاعها نضالا يصطدم في نفس الوقت بهذه العلاقة البنيوية من القوى الدولية المهيمنة، فانحصار الوعي كون هذه الحركات تصب في خانة الثورة ضد الأنظمة المحلية ولا تمس العلاقات الخارجية، هو وعي ينم عن قصور معرفي لبنية الصراع السياسي في كونيته، والقصور هذا ليس بريئا في تحنطه الصدامي بما يرفع تناقضاتنا الثانوية إلى ما يجعلها تناقضات رئيسية، بل هو ممارسة إيديولوجية تحاول باستماتة ان تؤسس فينا عجزا محبطا يتجوهر في ذاتنا ويتشكل فيها، هو الإسلام تارة وهو العقل تارة اخرى وهو الإنسان المتخلف في أحيان كثيرة.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القذافي، الهلوسة وخطاب الإحتضار
- التنوع في وحدة الهم
- المغرب و20 فبراير
- الثورة في تونس ومصر وآفاق خلق فضائية يسارية
- ساحة التحرير المصرية والصراع السياسي
- مصر ونظام البلطجة
- نداء إلى كل احرار العالم
- الثورة التونسية واليسار الماركسي
- تونس: الرئيس أو اللص الظريف
- تونس والثورة الجديدة
- ما أسعدنا بحكومات وديعة نحن الشعوب المغاربية
- يوميات مغارة الموت: جمع الفتوى
- ماكل امرأة تصيح في جيدها حبل من مسد
- يوميات مغارة الموت 1992
- حكايا من المهجر: بيترو إفانوفيتش(2)
- هكذا تتأطر العلمانية عندنا
- حول دور الحزب الشيوعي، مدخل إلى الممارسة التطبيقية
- عندما قابلت عزرائيل
- الفنان سيدي عبد السلام ياسين
- قراءة في كلمة الرفيق رزكار عقراوي


المزيد.....




- العدد 590 من جريدة النهج الديمقراطي
- اليمين المتطرف يحتفل برحيل أونروا من إسرائيل
- الفصائل الفلسطينية تفرج عن دفعة جديدة من الأسرى بينهم أربيل ...
- تسع خطوات عاجلة لـ 10 نقابات مهنية مصرية ضد تهجير ترامب للفل ...
- انتهاء إضراب “النساجون الشرقيون”.. وهيكلة المرتبات خلال 15 ي ...
- وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن ...
- خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
- الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
- م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - ثورة الشعوب العربية والإسلام السياسي