أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - التأسيس للدكتاتورية














المزيد.....

التأسيس للدكتاتورية


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 19:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لابد من صنم ...
لكي نموت دونه ...
ونسبق الأمم ...
لا اعرف قائل هذا المقطع المعبر الجميل ، ولست أدري لماذا نحن الشعوب المتخلفة لا يحلو لنا الهتاف للسياسيين إلا بمثل هذه الأهازيج ، ( بالروح بالدم نفديك يا.... ) ، فأن سقط ذلك السياسي لأسباب كثيرة أهمها الانقلاب ، نبدأ بالهتاف للقادم الجديد بنفس شعارات القائد السابق ، بمعنى أكثر دقة أن الدكتاتور لديه نزعة فطرية للدكتاتورية ، ومن ثم نكرس عنده هذه النزعة ليتمسك بها ، ولكي نخلص أو نتخلص نهائيا من مثل هذه الأهازيج ، والنزعات لدى السياسيون ، علينا العمل سوية كشعب لقتل أو إجهاض تلك النزعات ، وسأدخل لهذه الموضوعة من باب التظاهرات التي خرجت صباح يوم الجمعة 25 شباط 2011م ، مقارنا بالتظاهرات التي عمت مدن مصر العربية ، في مصر كانت كل شعارات المتظاهرون تطالب إسقاط حكومة حسني مبارك – الدكتاتور - ، ومعلوم حجم المخابرات المصرية التي أسست مطلع الخمسينات من القرن المنصرم ، ومعلوم حجم الجيش المصري ومواقفه الوطنية للدفاع عن مصر العربية ، ورغم كل المطالبات الواضحة المعلنة لإسقاط النظام لم تواجه تلك التظاهرات المليونية بالرصاص أو العصي أو خراطيم المياه ، وشاهدنا المتظاهرون على الفضائيات الكثر وهم يصعدون الى دبابات جيشهم المصري ويصافحون ضباطهم الوطنين ، ورأينا ميدان التحرير المصري ومصابيح ( البلاجكتورات ) الميدان تضئ ليل المتظاهرين ، وشاهدنا قناني الماء توزع الى المتظاهرين ، ورأينا المدد البشري الذي وصل لميدان التحرير قادما من مختلف محافظات مصر العربية ، وقلنا أننا سنقارن بين ما حدث بميدان التحرير المصري وبين ساحة التحرير العراقية صبيحة الجمعة 25 شباط 2011 م ، 1 : ليلة الخامس والعشرون أعلن اللواء قاسم عطا أن يوم الجمعة سيكون يوم حضر لسير المركبات بعموم مدينة بغداد ، والغاية واضحة لتحجيم وصول المتظاهرون لساحة التحرير ، وطبعا الذريعة بل الشماعة معلومة للجميع وهي الإرهاب ، 2 : تبليغ دوائر الدولة بكافة المحافظات العراقية اعتبار يوم الجمعة يوم دوام رسمي ، ويمنع الموظفين من المشاركة بهذه التظاهرة ، 3 : أعلن السيد رئيس الوزراء بخطاب رسمي متلفز من قناة العراقية ، عدم رغبته بخروج التظاهرة يوم غد الجمعة ، وعليكم أيها العراقيون اختيار أي يوم تقرونه للخروج الى التظاهرة ، وقال دولة رئيس الوزراء دعونا نفوت الفرصة على البعث وبقاياه من مظاهرة يوم غد الجمعة ، 4 : استطاعت الحكومة أقناع المراجع الدينية سنية وشيعية بتقارير مؤكدة بأن البعث وبقايا الإرهاب وراء هذه التظاهرة ، وبما أن الواجب الشرعي لهؤلاء المراجع - سنة وشيعة - الحفاظ على أرواح الناس لذا صدرت فتاوى عديدة تحرم أو تبدي رأيا بتأجيل تلك التظاهرات ، وما أن حدثت التظاهرات وعلم المراجع كافة بأن الناس تظاهروا لتحقيق مطالب معينة وليس البعث المجتث من وراء هذه التظاهرات حتى سارعوا بإصدار بيانات من هنا وهناك تحث الحكومة على تحقيق مطالب الناس ، ولو تيقن للمرجعيات الدينية بعثية تلك التظاهرات لما لجأت لإصدار مثل هذه البيانات والبلاغات الدينية للحكومة العراقية والبرلمان ، 5 : لم تخرج التظاهرات مطالبة بسقوط حكومة المالكي ، وهذا فرق كبير بين ما حصل بمصر وما يحصل في العراق ، ويمكن تلخيص مطالب الجماهير بأسطر قليلة وهي أ : تحجيم الفساد الإداري والقضاء على المحسوبية والعشوائية في التعيينات ، ب : تحسين الخدمات من كهرباء وبطاقة تموينية ومجاري صرف صحية ، تقليل رواتب ومنافع الفئة السياسية ، ج : إيجاد قوانين منضبطة تسير عمل الأحزاب وإصدار تعليمات وتشريعات جديدة لانتخاب البرلمانيين وأعضاء مجالس المحافظات ، 6 : جوبهت هذه التظاهرات بسطوة من الجيش العراقي ، بدلالة تعرض الصحفيين والإعلاميين وهم مكلفون بنقل وقائع حدث ليس إلا ، وبخاصة لفضائية الأسياد الأمريكان ( الحرة عراق ) ، حيث وقع الاعتداء من قائد الفرقة حصرا لهذا الإعلامي من قناة الحرة عراق ، وما حدث للمتظاهرين فحدث ولا حرج ، عصي ، خراطيم ماء ، أطلاقات نارية في الهواء ، قنابل صوتية ، وهكذا تم تفريق التظاهرة بساحة التحرير ، وفرقت التظاهرة في الحلة من قبل عناصر مكافحة الشغب ، وفي الموصل خمسة قتلى ، وبقية محافظات العراق لاقت نفس المصير ، فتحية للديمقراطية الأمريكية التي تنفذها أحزاب السلطة الحالية ، وتحية للأحزاب التي تقول أننا لا نؤمن بالديمقراطية ونؤمن بآلياتها ، وتحية لذلك البرلماني الشجاع الذي صعد لسطح المطعم التركي المشرف على ساحة التحرير ، مع أفواج حمايته وهو يرقب بعين بصيرة ، وعقل واعي ، كيف تحقق الديمقراطية بعراقهم الجديد .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعثيون !!! يتظاهرون
- استقالة الصدر !وكشف المستور
- دكتاتورية الديمقراطية
- ( ...... أخت العراق البيه تربينه )
- أحزاب السلطة و( عركة أكصاصيب )
- ( سيري وعين الله ترعاكِ )
- ( الحجي بالتفاطين )
- (ضمير أبيض) بين الحزن والكيف
- مرض النرجسية
- ( مفيش حد أحسن من حد )
- (عرب دنبوس مو عرب ناموس ) بو عزيزي والصحوة العربية
- خيوط الغربة بين البصرة ولندن ووطن ... مستباح
- أحلام ثلجية
- عضو مجلس محافظة كربلاء ووجوب استقالة الحكومة العراقية
- الشكوى
- التغيير التونسي والعراقي والفرق بينهما
- الدكتور سعد الحداد شلال حلي متدفق
- المجالس الحلية
- يعيش البعث المجتث
- صناعة الدكتاتور


المزيد.....




- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - التأسيس للدكتاتورية