أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد صقر - الكوميديا في االمسرح المصري ..دراسة في نظرية الكوميدية العربية















المزيد.....

الكوميديا في االمسرح المصري ..دراسة في نظرية الكوميدية العربية


أحمد صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 16:10
المحور: الادب والفن
    


الكوميديا فى المسرح المصرى
دراسة في نظرية الكوميديا العربية
(الستينيات-السبعينيات)1
الأستاذ الدكتور / أحمد صقر- جامعة الإسكندرية
------------------

مما لاشك فيه أن مسرح الستينات شهد نُضجا وازدهارا ورَوَاجا جعلنا نقرأ أو نُشاهِد أعمال كثير من كتاب المسرح على المستويين العام والخاص (أقصد مسرح القطاع العام- ومسرح القطاع الخاص) الذى توقف من _1955- 1967)، وساعد كل هذا كُتًاب المسرح على تناول الكثير من القضايا الحياتية المعيشية التى تهم جمهور المسرح، وساعد هذا دون شك فى إشراك الجمهور فيما يشاهده ويراه، مما بلغ بالعملية المسرحية ككل (نصا- عرضا- مشاهدة) إلى قمة النضج الفنى والفكرى.
غير أننا فى أعقاب هزيمة 1967 وانهيار كل القيم والمبادئ والأفكار، بل الأحلام، التى يتبناها الكُتًاب واعتنقها جمهور المسرح، أثًر كل هذا دون شك على مصداقية ما يقدم إلى الجمهور، هذا إذا وضعنا فى الإعتبار انصراف الدولة، كشريك أساسى فى العملية المسرحية، وتخليها عن رعاية المسرح.

كل هذا دفع دون شك المسرح التجارى- الذى عرفناه منذ أيام "على الكسار" و"نجيب الريحانى"- إلى الظهور مرة أخرى ليضطلع بالمسؤلية كاملة، واعتمد فى ذلك على فنانى وممثلى ومخرجى المسرح الكوميدى التابع للدولة فى الستينات، إلا أنهم توجهوا بمضامين مسرحياتهم وجهة جديدة تختلف كليا عن وجهته فى الستينات، إذ أنها إتجهت وبشكل سريع متلاحق الخطى إلى تقديم مضامين بعيدة كل البعد عن النواحى الفكرية والثقافية، واعتمدت بشكل واضح على التسلية والترفيه، مما جعل مفهوم المسرح عند كثير من الناس لا تكاد تختلف عن النادى الليلى أو الكباريه.

إن هذا المناخ الذى أعقب الهزيمة كان "فرصة مواتية لازدهار المسرح التجارى، لأنه ابتعد فى كل ما يقدمه عن الواقع بما فيه ومن فيه، ولاذ بالحكاية الخرافية والجو الوهمى وعمد إلى ضرب أى منطق على رأسه من اللحظة الأولى.

من ناحية أخرى، فإن ما حدث بالمجتمع المصرى المعاصر فى أعقاب انتصار أكتوبر 1973 من نقلة اجتماعية واقتصادية وسياسية، بل وتغيير تام فى أيديولوجيات الحياة، إلى مرحلة عرفت بالإنفتاح الإقتصادى، وما أعقبها من تغيير ساعد دون شك على تثبيت الأفكار التى كانت سائدة من قبل، بل التأكيد على استمرارها وبلورتها وتطورها لتصبح هى النماذج التى لابد وأن يحتذيها المؤلف المسرحى لكى تحقق التسلية وكل المتعة الحسية، معتمدا- وبمساعدة المخرج والممثلين- فى ذلك على النكات والقفشات والإيحاءات الجنسية والعرى والرقص.
وقد نسىَ المؤلف المسرحى أننا إذا كنا نعانى من أزمة أو نقلة حضارية، مثلما حدث فى أعقاب هزيمة 67، فإنه نسىَ ما أصاب المجتمع المصرى من نقلة أخرى فى أعقاب انتصار 73، لم يدفعه إلى إعادة التفكير فى المضامين التى يرتضيها المؤلف مادة ليقدمها إلى المُشاهد، بل إنساق وراء هذا السبيل السهل، وفضًل السهل المدر للربح المادى، دونما سَعْىِ أو اجتهاد فى محاولة عرض مضامين مسرحية معاصرة، تعرض أنماطا كوميدية معاصرة، وتحاول، مثلما كان يحدث أيام "الكسار" و"الريحانى"، انتقادها وإيضاح أسباب سقوطها فى الخطأ والدعوة إلى تصحيح مسارها، بل وجدنا كُتًاب الكوميديا التجارية يسعون وراء تقديم معاناة الإنسان- إذ هم أدركوا معناها-، ولكن فى أسلوب يسفه سقوط أو يسخر من نقائصه، ويؤكدون على تفاهة كل ما يُعْرَض، بحيث افتقرت الكوميديا هدفها الذى كانت تنشده.
فمثلا عاد كُتًاب الكوميديا إلى نماذج من "الفودفيل" المصرى، التى كانت تقدمها مسارح القطاع الخاص أيام "الريحانى" و"الكسار" وطأمين صدقى" و"بديع خيرى" وغيرهم على مسارح "روض الفرج"، و"عماد الدين"، ولكنهم احتفظوا لهذه الأعمال بكل أنماطها من ملامح دون أن يسعوا إلى محاولة استخراج ملامح لهذه الأنماط من الحياة المعاصرة.
غير أن الكثير من الأنماط الكوميدية التى قدمت فى المسرح الخاص جاءت منفصلة تماما عن مُجْرَيَات الأمور فى المجتمع، واكتفى الكُتًاب فقط بتقديم الأفكار القديمة المستهلكة "ريا وسكينة"، "زقاق المدق"، وسعى الكُتًاب إلى تقديم عناوين تحمل الكثير من الإثارة، مثل "حزمنى يا بابا"، و"العين الحمرا"، و"الجميلة والوحشين"، و"علشان خاطر عيونك"، وغيرها، وأصبحت هذه الأعمال تَلْقَى نجاحا من جانب عدد كبير من الجمهور الفنى، ماديا- الفقير ثقافيا وعلميا.
على أننى لا أرفض المسرح التجارى الخاص، وأرى لتجربته الرائدة فى أمريكا خير دليل على استمراره وبقائه لدعم الحركة المسرحية، ولكن كيف يتم هذا؟
إن ما حدث فى أمريكا من اعتماد الحركة المسرحية كلية، طوال مراحل نشأتها وازدهارها وانتشارها، لهو خير دليل على دور هذا المسرح، الذى ساعد وتَحَمًل نفقات ازدهار الكثير من الكُتًاب الشبان الجدد، وساعد كذلك على ازدهار حركة المسرح الطليعى فى العشرينات، كل هذا يؤكد أن المسرح عامة، سواء العام أو الخاص، ولكن كيف يتم ذلك؟
إن هذا هو ما يجب أن يكون دور الهيئات والنقابات والفرق الخاصة، وليس دور الدولة، لأن المسرح فى أمريكا نشأ معتمدا طوال مراحله على القطاع الخاص ولم تتدخل الدولة إلا فى أثناء الأزمة الاقتصادية فقط.
وإذا كنا قد تحدثنا عما أصاب المجتمع المصرى من انهيار فى القيم والأعراف والمفاهيم فى أعقاب هزيمة 1967، ثم تأكيد بعض كتاب المسرح الكوميدى على ما وصل إليه الحال، كل هذا دفع بأذواق الجمهور والمتلقين إلى مستوى ردئ- لا نزال نعانى منه حتى الآن- تمثل فى استحسان النكات والتلميحات الجنسية والبُعد عما يشغل الرأى العام، ويشغل المواطن المصرى من قضايا.
إذا كنا قد سلمنا جدلا بأن لهذه المرحلة ظروفها الخاصة، ذلك أنها نتاج هزيمة وفقدان الثقة فى كل المحيط بنا، فإن الأمر يعد مقبولا، إذا قبلنا هذا على المستويين، مستوى المؤلف وكذا مستوى المتلقى أى الجمهور.
وبرغم هذه الظروف التى يمر بها المجتمع المصرى وكذا ساحاته المسرحية، إلا أن فرقة "تحية كاريوكا" المسرحية تكونت ولها من الملامح المختلفة ما جعل مسرحهم يملك الكثير من الوعى بفن الكوميديا أكثر مما يملك من الإمكانات والطاقات الفنية والمادية.
بدأت هذه الفرقة نشاطها المسرحى عام 1962 مركزة على كشف بعض مظاهر الفساد السياسى والاجتماعى والاقتصادى، كما تجلى هذا فى مسرحيات "روبابيكيا"، و"حضرة صاحب العمارة"، "يحيا الوفد"، "البغل فى الإبريق"، وكلها مسرحيات كتبها وأخرجها "فايز حلاوة" فى أسلوب يجعل كل مسرحية لا تخلو من قضية إجتماعية عامة تمس مشاكل الجماهير، عارضة إياها فى أسلوب كوميدى ناجح وبسيط. ورغم ما حققه مسرحه من نجاح، إلا أنه سرعان ما توقف بسبب قلة الإمكانات المادية.
وبرغم كل ما سبق فإننا لا نستطيع القول إن كوميديا الستينات، التى اقتربت لتصبح من نوع كوميديا الموقف، قد أصبحت مثلما هو الحال فى المسرح الكوميدى اليوم، ذلك أنها فى فترة الستينات نابعة من الدراما المكتوبة- أى النص المسرحى الكوميدى المكتوب-، وهذا بخلاف مسرح القطاع الخاص اليوم الذى لا يطبع نصوصه التى لا تعتمد على التلميحات الجنسية والألفاظ الخشنة والابتذال على طول الخط، مثلما نرى فى مسرح القطاع الخاص، بعد أن فقد الممثل الالتزام بالنص المكتوب وأصبح هو المؤلف الحقيقى للنص والعرض.



#أحمد_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا .. لسارقي أحلام شباب 25 يناير .قراءة في ثقافة المتسلقين .
- الخطاب المسرحي في مسرحية مغامرة رأس المملوك جابر التراثية (ر ...
- مسرح المونودراما وخصوصية البنية النصية والعرض .
- ماذا ننتظر وينتظر مبارك من بقائه في شرم الشيخ .
- الثورة المصرية بين وطنية النشأة وعولمة العلاج في التصدي لها
- المونودراما ... ظاهرة المسرح الفردي بين القبول والرفض .
- ملفات الفساد
- المسرح المدرسي وإشكالية مسرحة المناهج .
- المسرح المدرسي ..تعريفه..أهميته..مصادره..ومقوماته الفكرية وا ...
- مستويات الزمان والمكان في مسرحية الزفاف الدامي للكاتب الأسبا ...
- لقاء مع كل من الدكتورة المستشارة نهي الزيني وأمهات الشهداء.
- مفهوم الهوية في أجواء العولمة .
- شهدائنا مع الأنبياء والشهداء والقديسين في علياء الجنان
- ثقافتنا العربية في ضوء الانفتاح والعولمة والثورة
- الرؤية المستقبلية
- تحقق أمل التغيير وأصبح واقعا ولكن كيف نترك الفاسدين ؟ قراءة ...
- مفهوم العولمة وصراع الحضارات .
- مفهوم الثقافة وخصائصها في عصر العولمة .
- ثقافة التغيير بين القبول والرفض.. الشعب يغيير والرئيس والحاش ...
- السلطان الحائر ..الرؤية النصية وقضايا الديموقراطية


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد صقر - الكوميديا في االمسرح المصري ..دراسة في نظرية الكوميدية العربية