أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرام الراوي - حمى التظاهر














المزيد.....


حمى التظاهر


اكرام الراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 20:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الى اي مدى همش الشعب العربي على مدى عقود طويلة , وكممت افواهه حتى بدأ يتاكل ويطحن نفسه , ووصات به الامور الى ان يشعل النار في جسده احتجاجا" على القهر والظلم الذي يعيشه , بعد ان عجز عن ايصال صوته الى المتسلطين على , رقابه ومصيره , من خلال شلة من الجلاوزة والفاسدين من الحكام ومساعديهم المطبلين لهم مقابل ما يحصلون عليه من مال ه
لم نكن نسمع يوما ما ان احدهم اشعل النار في جسده احتجاجا" على الظلم والاستبداد , وبالرغم من ان من فعل هذا كان مثالا" مؤلما" وصارخا وعظيما" في نفس الوقت الا انه يمثل اسوأ انواع التعبير عن الاحتجاج فعندما يكون الانسان يائسا” وحبطا” وعاجزا” يفعل ذلك واكثر , ولكن علينا الاعتراف بان هؤلاء المحتجون لم يشعلوا الشرارة في اجسادهم وحسب بل اشعلوا شرارة اللسان والفكر للانسان العربي ليخرج عن صمته وسباته ويتصدى باغلى ما عنده وهي روحه من اجل استنكار الظلم والاستبداد واستطاع ان يقول اخير لا , انه امر يدعوللفخر والسعادة , ويثبت ان الشعب العربي وخاصة الشباب مازال حيا" وفعالا" ,ومن هنا فقد شهدنا خلال الاشهر الاخيرة الماضية ثورتين رائعتين قادها الشباب مستقبل الامم ونهضتها, شباب متنور ومتعلم وبالرغم من الظروف السيئة التي يعيشها الا انه لم يدع اليأس والاحباط يقتله ويدمره بل تمرد على الواقع , وحقق الانتصار في تونس اولا" ومن ثم في مصر , مصر التي ارادت ان تثبت للعالم العربي ان تونس وشبابها ليسوا افضل من المصريين وانهم سيقفون ضد الظلم ويقولون لا, وبالفعل استطاع المصريون ان يحققوا الثورة و وهم سائرون في طريق التغيير وبناء الحياة الجديدة للشعب المصري.
الا ان المثير هنا ان تلك الصحوة والثورات بدأت حمى عدواها تسري في جسد الامة العربية و وانتقلت الى ليبيا , التي يواجه فيها الليبيون اسوأ ظروفا" من قبل القذافي وزمرته المجرمة , وكذلك انتقلت عدوى التظاهرات والرفض الى اصقاع اخرى من العالم العربي , فها نحن نسمع مثيلاتها في اليمن والجزائر والاردن وبالامس العراق , لا بل حتى الدول الاكثر تخلفا" في العالم والعالم العربي تحديدا”, اصابتها عدوى حمى الرفض والمطالبة بالتغيير , انه لامر رائع ويدعو للبهجة والسعادة بالرغم من الهمجية التي يعامل بها الشعب العربي من قبل الانظمة الدكتاتورية واعوانها .
الا ان المطلع على مجريات الامور في الدول العربية التي بدأت تظهر فيها التظاهرات الغاضبة والرافضة للاوضاع الانسانية المتردية في مجتمعااتها , يلاحظ ان الشعب العربي يعاني من امية سياسية واجتماعية وفكرية كبيرة وخطيرة , كان بالتأكيد ورائها تلك الحكومات التي لم ولن ترد لتلك الشعوب النهضة والتنوير و بل ارادت ان تكون دمى تحركها بالنار والحديد ,وما يؤكد ذلك طبيعة التظاهر والشعارات التي يرددها المتظاهرون , تكاد تكون نفسها لا بل ان في بعض الدول كان المتظاهرون يرددون شعارات غير مطلبية , بل هي مجرد الاعتزاز بالوطن والشعب , وهذا دليل على تعاطف الشعب العربي مع بعضه البعض , اذ لم يجد هؤلاء الا التظاهر للتعبير عن هذا التعاطف , كما ان التظاهرات تعكس كسر حاجز الخوف من المسؤول ولحاكم الذي قمعه لعقود طويلة , كما انه وللاسف تبدو الصورة ضبابية وغير واضحة لهذا الشعب الذي بقي سجينا" للخوف والقمع , حتى انه لم يجد قادة تحرر او قوى وطنية شجاعة تنظمه وتقوده الى الطريق الصحيح وتخرجه من حالة الخوف والهامشية والضحالة التي كان يعيشها خلال العقود المنصرمة.
ترى هل سيجد الانسان العربي بعد كل تلك الاحداث المشتعلة مبتغاه وغايته في التحرر من اجلها؟ وهل سيشهد العالم العربي خلال السنوات القادمة , مجتمعات تسودها العدالة والديمقراطية والحريات الفكرية والاجتماعية؟ وهل سيخرج الانسان العربي من حالة اليأس والتهميش التي عاشها لعقود ؟ يبدو ان الامر لن يكن يسيرا" مطلقا.".
اكرام الراوي/لاهاي



#اكرام_الراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة متاخرة
- ولىّ وقت الصمت .. وعلت الاصوات المطالبة بالحرية
- ديمقراطية الدم
- هل ستكون حكومة العراق علمانية ؟
- هل هناك حياة لمن ننادي؟
- الزنا بالمحارم
- لابد من صحوه وطنيه وشعبيه ضد قوى الظلام
- اشك ان من يحكم العراق اليوم عراقي
- الشرفاء ينقذون العراق
- التربية والتعليم
- الدين والسياسه
- الدين والسياسه /4/تغيير المسار
- الدين والسياسه/تغيير المسار
- ولاء اكراد العراق لمن؟؟؟
- لاحياة لمن تنادي
- مصالحه وطنيه.. ولكن بشروط


المزيد.....




- تحليل لـCNN: روسيا الرابح الوحيد من هجوم ترامب على زيلينسكي ...
- دراسة تكشف أثر الماء والقهوة والشاي على صحة القلب
- أنشطة يومية بسيطة تعزز نمو طفلك وتطور مهاراته
- ظاهرة لن تتكرر قبل 2040.. محاذاة نادرة لسبعة كواكب!
- هل تحدد الجينات متوسط العمر؟
- موسكو رفعت سوية التواصل مع دمشق
- الدول العربية تُخرج إيران من تحت الضربة
- النمسا: السلطات توقف فتى في الرابعة عشرة من عمره للاشتباه با ...
- رفع عقوبات مرتقب عن سوريا ولافروف يحذرها من -تهديد-
- تركيا تساعد أميركا لحل -أزمة البيض-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرام الراوي - حمى التظاهر