هفال زاخويي
الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 14:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما يحدث حالياً في العالم العربي وبعض مناطق الشرق الأوسط من يقظة شعبية ترافقها ثورات غضب وإنتفاضات وتؤدي الى سقوط أنظمة عرفت بالقمع والطغيان واللصوصية ، ظاهرة طبيعية ونتيجة حتمية للسياسات الدنيئة والنتنة التي تمارسها الأنظمة والعوائل الحاكمة ، هذه الشعوب المنتفضة لا ترفع شعارات بائسة مثل التحرير والثورة حتى الموت وكل شيء من أجل النصر ،بل هي ترفع شعارات تطالب انظمتها الحاكمة بإنتهاج العدالة والحد من الفساد والكف عن نهب المال العام ، هذه الإنتفاضات الشعبية التي يقوم بها الأهالي بعيدة كل البعد عن الأدلجة والتنظير ، فهذه المطاليب الشعبية بالتغيير تنطلق من شعور عارم بالبؤس والشقاء والحرمان والظلم ، تنطلق من حقائق تفيد ان هذه الأنظمة تدير بلدانها بثقافة اللصوصية ، فهذه البلدان خلت تماماً من عمليات التنمية وتفاقمت فيها المشاكل وتفشت فيها البطالة وغدت شريحة الشباب تشعر بالخجل من نفسها بسبب تهميشها واقصائها وعجزها عن تحقيق تطلعاتها بسبب استحواذ الذين وصلوا الى أرذل العمر على كل شيء ،من خلال بقائهم والتصاقهم بالكراسي الى درجة أن مؤخراتهم أصابت بالقروح بسبب طول السنين التي يجلسون فيها على الكراسي بل لا يجعلونها تبرد من حرارة مؤخراتهم ليهيئوا انجالهم المدللين ابناء الآلهة ليجلسوا عليها ليستمر الطغيان وتستمر اللصوصية وتستمر بانوراما نهب المال العام بأسم مباديء الثورة والنضال.
إن هذه اليقظة الشبابية في هذه المجتمعات قادرة بل وأثبتت انها قادرة على إسقاط هذه الأنظمة المتهرئة الفاسدة من خلال الإعتصامات التظاهرات والعصيان المدني ، هؤلاء الشباب العزل يواجهون بروح شجاعة منقطعة النظير الآلة القمعية للأنظمة الحاكمة ويواجهون المؤسسات الأمنية التي هي عبارة عن مجاميع من البلطجية والعصابات المنظمة التي يستخدمها السلاطين بحق شعوبهم لقمعها وإذلالها ، رغم الدماء التي تنزف ورغم حدة القمع والإستخدام المفرط للقوة الا ان هؤلاء الشباب عقدوا العزم على طرد اللصوص من بلدانهم ليموتوا لاجئين وسط شعور مرير بالإحباط والذل والمهانة ، هؤلاء الذين كانوا بالأمس قد خدعوا الشعوب بأنهم ثوار ، غدوا طواغيت تزيحهم شعوبهم وتطردهم شر طردة بعد أن اشبعوها ظلماً وقهراً، وبعدما اصيبوا بالتخمة من الأموال والعقارات والشركات التي سرقوها من شعوبهم.
ان استمرار نهب المال العام ، وغياب العدالة ، وبقاء ثقافة التوريث لدى الأنظمة الحاكمة من أكبر العوامل المساعدة لسقوط هذه الأنظمة اللصوصية ، لقد بدأت الشعوب تعي سيناريوهات استمرار الطواغيت ، وبدأت تعي ان الوقت قد حان للقول لمن يحسن أحسنت وللمسيء أسأت كي تتجنب هذه الشعوب الويل والثبور.
•التاريخ هو هو مع إختلاف التفاصيل ، ونحن محظوظون لإننا نعيش لحظة تاريخية جميلة نرى معها سقوط الطواغيت وتهاوي العروش وهروب اللصوص.
#هفال_زاخويي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟