|
ماذا سيولد من هذه الانتفاضات ؟
سيلوس العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 13:22
المحور:
المجتمع المدني
ماذا سيولد من هذه الانتفاضات ؟ سيلوس العراقي ان ما تشهده البلدان العربية من غليان واتنفاضات وكما يحلو للبعض تسميته ثورات من اجل (الحرية والديمقراطية)، وغيرها الكثير من العناوين والاهداف النبيلة التي لمستخدميها ومعلنيها كل الحق في اعلانها، ولكن ستبقى عناوين لمرحلة آنية ستتبين مدى صلابة وقوة أو هشاشة هذه العناوين حالا وليس في مستقبل بعيد. هناك مثل شعبي يقول بأن الطفل الذي سيعيش يبين من غائطه ـ مع احترامي لكم واسفي لهذا المثل الذي لم اعثر على اصدق منه في التعبير عن الفكرة في هذه اللحظة ـ فبدأنا نلحظ بعض من هذا في مصر (الديمقراطية والحرية ليومين او 3 او لاسبوعين ) بالمعنى الحقيقي للمصطلحات وليس بالمعنى الاعلاني للفضائيات وللمتحدثين من المنتفضين مع كل الاحترامات لهم ولعواطفهم، فان الواقع لا يظهر بأن مصر او تونس او ليبيا او اليمن او حتى العراق وما سيليهما من انتفاضات في بلدان عربية اخرى مقبلة على تغيير نحو الديمقراطية ونحو التغيير الجذري في هذه البلدان، لان واقع هذه التحركات يكذَب كل الاعلانات التحررية مع الاخذ بعين الاعتبار صدقية الهدف من قبل المتنورين والتحريين الواعين للقضية الحقيقيية وهم قلة بين الجموع، حيث ان الغالبية الشبابية والبناتية هدفها تغيير حكامها وحكومات بلدانها، وهذا حق للشباب، ولكن من دون بديل أمين متوفر وجاهز لتحقيق اهداف ـ ما بعد ـ هذه الانتفاضات بامكانه ان يكون وفيا لتنفيذ وتحقيق امل الشباب الذي انتفضوا من اجله، والوصول بمركب البلدان الى شاطئ الحلم الشبابي، بوطن حر وديمقراطي لشعب حر سعيد يؤمَن الحياة المتمدنة والحرة لكل ابنائه. ان العيب هنا لا يقع على الشباب، بل على المجتمع ككل، فالمجتمع غير المؤهل ابداً الى الوصول الى هكذا شاطيء للاسف اقولها، لان قول الحقيقة المؤلمة يؤلم، فان المراكب اليوم لها شاطيء واحد سيحمل كل هذه البلدان العربية ، هو شاطيء القوى الاسلامية والاصولية والدساتير الدينية التي ستسيطر على مقدرات البلدان، وسوف لن تاتي بالخير ولو البسيط الذي ينشده الجميع او يتوقعه الكثير من المفكرين والكتاب والمتمنين والمتاملين ، بل ستبدأ من جديد الحروب والاضطهادت ضد الاقليات وضد المتحرين واليساريين والمتنورين،وستبدأ الاضطهادات : مذهبية او دينية او طائفية او سياسية دينية او اثنية من قبل حركات اصولية اسلامية واخوان مسلمين، في مصر ، وفي ليبيا وفي اليمن وفي غيرها لتبدا الحروب الاهلية والطائفية والمذهبية وأضف ما شئت من قوائم التسميات المختلفة وغيرها من الحروب، ستكون الفوضى (الخلاقة) التي ستشجع المختلفين على طلب الانفصال والتقسيم وغيرها من الاهداف غير المسموعة اليوم في الانتفاضات والتحركات الشعبية، ولكن سنسمع بها قريبا، وقريبا جدا، يتهيأ لي بأن معاهدة سايكس بيكو التي قسمت العرب من دون ارادتهم سيخترعها العرب منذ اليوم باسماء جديدة من اجل احياء تقسيمات جديدة بعد 100 سنة على سايكس (بيكو) الاولى التي ستفرخ تقسيم جديد يحلو لي ان اسميه سايكس (بينا ) ، تندرا بتسمية (بيكو) و(بينا) باللهجة العامية. فهذه المرة سيكون التقسيم مطلب بارادة شعبية ! او ستقوم حكومات شبيهة بايران وطالبان والافغان ليس هذا نبوءة بل قراءة للغد على ضوء نوعية غائط هذه الحركات الاسلامية التي ركبت او انها قاب قوشين او ادنى من الركوب على ظهر التحركات (الشعبية) والتي يمكنك ان تسميها باي لقب نبيل، الا ان ما يجمعها مع بعضها بكثير من التاكيد بان نقطة وصولها جميعا في المستقبل القريب واحدة، هي حكومات اسلامية ترغب بتحقيق (حلم) الشعوب الاسلامية ! وعلى هذا الاساس يمكننا ملاحطة الطريقة التي يتعامل كل العالم الحر معها، لان لا هم للعالم الحر الغربي اذا حكم الاسلام هذه الدول، المهم له ان يؤكد عمليا (للعالم كله) بان مع الاسلام لايمكن ان يتعايشوا لا الحرية ولا الديمقراطية الصحيحة ولا المجتمع المدني المتمدن بالمعنى الحديث ـ وليس الشورى في الامة الاسلامية ـ وبنفس الوقت لكي تجرب الشعوب العربية وتختبر حكم الشريعة الاسلامية الذي سوف لن يوصلها الى اي مكان بين دول العالم الحر الذي يحلم (بعض ابنائها) به اليوم. وبذلك ستتوفر مستقبلا انتفاضات ستكون اكثر أهمية ضد الحكومات الثيوقراطية الاسلامية التي ستتشكل. والى ذلك الحين على الشباب ان لا يخنع أو يتوقف عن الثورة والتفكير بعدم رفع شعارات صغيرة مثل : توفير الكهرباء ولقمة العيش والعمل، التي بامكان توفيرها ايضا في حكم اسلامي، بل ان يكون هدفه وشعاره الحقيقي هو لكل المستقبل، بتغيير ديمقراطي حقيقي يبعد كل الاديان واحزابهاعن الشارع والسياسة والحكم، ويحصرها فقط في اماكنها بكل احترام وتحضر. لتبقى الاديان محل احترام طالما لا تقف عثرة في بناء الديمقراطية والحرية الحقيقيين للانسانية، وبعكسه سيكون من الواجب الاختيار بين محاربتها او الخنوع الى آيات الله والفتاوى الفاشية والنازية لرجال الدين المتخلفين الفاسدين. انها مهمة صعبة، ولكن هذا هو قدر كتابة التاريخ العظيم الذي وإن كان يكتب منذ الحاضر ولكنه لن يُقرأ الاَ في الأخير.
#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من وحي مقالة المجد للحب
-
من طيار انتحاري الى نحات
-
طارق عزيز أنقذ رأس نزار قباني
-
خواطر من مذكرات دلوعتي داليدا
-
سجن أبو غريب في روما
-
ومن الأدباء من يخترع ويتنبّأ
-
تعليم من أجل الحب
-
تأملات في الطاقات الحارقة
-
لست هندياً
-
نموذج من شخصيات عالمية
-
لبيبة بيت القربان
-
مغامرات - تن تن - باللغة الآرامية لأول مرة
-
آن أوان النخب العراقية المخلصة
-
مسلمون حلّوا محل الله
المزيد.....
-
إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و
...
-
قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال
...
-
مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
-
تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت
...
-
أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر
...
-
السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
-
الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم
...
-
المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي
...
-
عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|