|
حول امكانية عودة اليهود العراقيين الى وطنهم العراق
حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 11:34
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
في اسبوع حوار التمدن كانت هناك تساؤلات من القراء حول امكانية عودة اليهود العراقيين الى وطنهم العراق فوعدت المتسائلين ان ابدي رايي في ذلك بعد انتهاء اسبوع الحوار نظرا لاهمية الموضوع وتعقيده. لا يمكن بحث هذا الوضوع بحثا حقيقيا بمناقشة هذه الامكانية في الحال الحاضر مباشرة وانما ينبغي ان نبحث ظروف وطبيعة الهجرة اليهودية او التهجير اليهودي من اصوله. اود اولا ان اعتذر الى قرائي الاعزاء الذين اغضبهم ورود كلمة جالية يهودية في احدى المقالات فانتقدوني ولاموني على ذلك ولكني لم اعتبر ولم اعلم ان كلمة جالية يمكن اعتبار انها تدل على ان اليهود ليسوا عراقيين. لم تكن فكرة تهجير اليهود الى فلسطين فكرة طرأت فجأة بعد قيام دولة اسرائيل. كان الموضوع مدروسا ومخططا ومقررا منذ بداية القرن العشرين على الاقل وكان جميع سادة العراق السياسيين المرتبطين بالاستعمار الانجليزي يعلمون ذلك حق العلم بمن في ذلك الملك فيصل الاول. بل ان المشروع كان يتضمن كذلك جلب الفلسطينيين بدلا منهم الى العراق. وعلى هذا الاساس سمح رسميا بنشوء حركة صهيونية ضيقة مورست عمليا من قبل مدير مدرسة ابتدائية كان له رسميا حق تسفير عدد معين من الشباب اليهودي الى فلسطين كل سنة منذ العشرينات. غير ان اليهود العراقيين كانوا يرون انفسهم عراقيين صميمين ولم يلتفتوا كثيرا لمثل هذه الحركة مما ادى الى اضمحلالها. لم يكن في بداية الحكم الوطني العراقي اي تمييز بين اليهودي وغير اليهودي من حيث حقوقه كمواطن عراقي. ودليل على ذلك ان اغلب موظفي السكك الحديدية والبريد المركزي ووزارة المالية كانوا يهودا. وكان اليهود يكونون نسبة عالية من طلاب الجامعات ومن البعثات العلمية. ولكن منذ سنة ١٩٣٥ بدأنا نشعر ببعض التمييز مثل تحديد عدد الطلاب اليهود في الجامعات وصعوبة قبول اليهود في الوظائف الحكومية وعملية طرد العديد من الموظفين اليهود القدماء من الخدمة بدون انذار او سبب مما كنا نسميه الضرب بالذيل. ولكن هذا التمييز كان من اعلى، من جانب السلطات، اما علاقاتنا مع غير اليهود من العراقيين، مع الشعب العراقي الذي نحن جزء منه، كانت علاقات عادية اخوية لا اثر للتمييز فيها. في النصف الثاني من الثلاثينات نشأت في بغداد حركة لبث الدعاية النازية بين المثقفين كانت تدار من قبل ناد يعود الى السفارة الالمانية باسم السفير الالماني، نادي غروبا. كان هذا النادي يدفع ربع دينار شهريا لكل طالب ثانوي او جامعي ويدفع للمدرسين مبالغ اكثر من ذلك لكي يشجعهم على الانتماء لنادي غروبا. وكان المدير العام في وزارة المعارف سامي شوكت يميل الى هذا الاتجاه وانشأ نظام الفتوة في المدارس الثانوية فكنا طلاب المدرسة الثانوية المركزية نلبس الخاكي وندرب بعد الدوام تدريبا عسكريا بالبنادق من قبل جنود من الجيش العراقي. وكان شعاره الرسمي "اخشوشنوا فان الترف يزيل النعم". وقد ازداد هذا الاتجاه كثيرا بعد عطلة سنة ١٩٣٨ الصيفية حين سافر وفد من المدرسين بقيادة اكرم فهمي الى برلين للاشتراك بمهرجان شبيبة على ما اعتقد جرى في برلين. فحين عاد هولاء الاساتذة الى بغداد كانوا يبثون دعاية نازية حتى اثناء الدروس العادية. اذكر على سبيل المثال ان مدرس الرياضة في يوم ماطر لم نستطع فيه ممارسة التمارين الرياضية اثناء درس الرياضة القى علينا محاضرة في الصف عنوانها "كيفية ابادة اليهود في المانيا" رغم ان صفنا كانت اغلبيته الساحقة من اليهود. وفي ١٩٤١ حدث انقلاب رشيد عالي الكيلاني الذي كان يميل الى محالفة الالمان بدل الانجليز مما ادى الى وقوع الحرب بين الجيش العراقي والجيش الانجليزي بقيادة غلوب باشا، ابو حنيچ. في هذه الفترة جرت بعض الاعتداءات البسيطة والاعتقالات السخيفة لبعض اليهود كاعطاء اشارة من زجاجة السيارة الى طائرة انجليزية او غير ذلك من الاتهامات السخيفة وكنا نسمع بعض التهديدات في حالة وصول هتلر الى العراق وكانت الحرب انذاك تدور في العلمين. انتصر الجيش الانجليزي على الجيش العراقي في هذه الحرب وهربت حكومة الكيلاني الى المانيا تاركة بغداد بدون حكومة. ووصل الجيش الانجليزي الى الصالحية في الكرخ في اليوم الاول من حزيران ١٩٤١. وكان من المفروض ان يجتاز الجيش الانجليزي الجسر الى الرصافة في هذا اليوم. في هذا اليوم صادف عيد الزيارة او عيد نزول التوراة عند اليهود فخرجوا بابهى ملابسهم احتفالا بالعيد وذهب عدد منهم لاستقبال الجيش الانجليزي عند عبوره الجسر الى الرصافة. ولكن الجيش الانجليزي لم يعبر الجسر وترك بغداد بدون حكومة يومي الاول والثاني من حزيران. كان هذا الامتناع عن عبور الجسر مقصودا اذ ان الجيش الانجليزي اراد ان تسود الفوضى في بغداد لكي يدخل بعد يومين منقذا وليس محتلا. في هذين اليومين جرى ما يسمى بالفرهود حيث هجمت جموع تتألف من الريفيين المهاجرين الى المدينة والمحيطين بها بالدرجة الرئيسية فنهبوا وقتلوا واغتصبوا ما استطاعوا خلال هذين اليومين. ان المهاجمين في الفرهود لم يكونوا اولئك المثقفين الذين انتموا الى نادي غروبا بل ان الكثير من هؤلاء المثقفين ومن عوائلهم دافعوا ما استطاعوا عن جيرانهم اليهود وحتى ضحى البعض بحياته في هذا السبيل. كنا في ذلك الحين نسكن في شارع باب الشيخ القرريب من جامع الكيلاني المركزي للسنة وكان البيت يطل على الشارع المؤدي الى الصدرية وهي حارة شيعية بالدرجة الرئيسية فخفنا من الاوضاع وذهبنا الى بيتنا القديم الذي ولدنا فيه. وفي يومي الفرهود وقف الجيران ضد كل شخص حاول الدخول الى بيتنا ونهبه. ومن الواضح ان الفرهود اقتصر على المناطق الفقيرة من المحلات اليهودية ولم يستطع اي انسان ان يبلغ المناطق الغنية كالبتاويين والكرادة والسعدون والعلوية وغيرها من المناطق التي كانت اغلبيتها من اليهود لان الشرطة حافظت على هذه المناطق وتركت المجال للمفرهدين ان يعيثوا فسادا في المناطق الفقيرة فقط. وفي الليلة الثانية من الفرهود ارسل قطاران مليئان بالجنود العراقيين من كركوك نزلوا صباحا الى الشوارع وقتلوا كل من كان يتحرك في الشارع بدون تمييز. ان الجيش الانجليزي هو المسؤول الاول عن الفرهود. والبرهان على ذلك هو انهم حاولوا ان يفعلوا نفس الشيء في البصرة فلم يستجب لهم احد مما اجبر الجيش الانجليزي الى القيام بكسر الحوانيت بطلقات نارية ودعوة الناس الى نهبها. كان للفرهود تأثير كبير على الشباب اليهودي فاخذوا يفكرون في كيفية تفادي مثل هذه الاحداث وعدم تكرارها حماية اليهود منها. واذذاك نشأت حركة صهيونية سرية واندفع معظم الشباب اليهودي للانتماء الى احدى الحركتين السياسيتين السريتين، الحركة الشيوعية والحركة الصهيونية، كوسيلة لضمان عدم تكرار مثل هذه الاحداث. واتجهت الاغلبية الساحقة من الشباب الى الحركة الشيوعية. وهذا احد الاسباب التي اظهرت كان اليهود هم الذين اوجدوا الحركة الشيوعية وقادوها. وليس خافيا على احد نضال الحزب الشيوعي ضد الحركة الصهيونية بدليل انه اسس عصبة مكافحة الصهيونية التي لعبت باجتماعاتها وجريدتها دورا سياسيا عظيما في فترة قصيرة من عمرها لم تبلغ الشهرين. وعند تشكيل احزاب برجوازية او بتي برجوازية علنية انضم عدد من الشباب اليهودي الى الحزب الوطني الديمقراطي والى حزب الشعب. وتجدر الاشارة هنا الى المظاهرة الكبرى التي جرت يوم الجمعة بعد تأسيس دولة اسرائيل بقيادة الحزب الشيوعي وشعارها الاساسي "نحن اخوان اليهود واعداء الصهيونية" اخترقت شارع الرشيد من الباب الشرقي الى باب المعظم حيث القى موشي حوري (والذي كان يدعى في اسرائيل موسى حوري حتى وفاته قبل مدة وجيزة) خطابا حماسيا وانهى المظاهرة. هكذا كان الوضع حين تأسست دولة اسرائيل. وليس في هذا المقال مناقشة موضوع التقسيم او موضوع دولة اسرائيل لان كل ماجاء اعلاه هو مجرد مقدمة من اجل فهم موضوع هجرة اليهود الى اسرائيل. فور نشوء الدولة الاسرائيلية ظهرت حاجتها الى المزيد من يهود العالم لزيادة عدد سكانها وعدد جنودها وكان من الطبيعي ان تتوجه الى البلدان العربية وخصوصا اليمن والعراق حيث يوجد عدد كبير من اليهود. تضافرت جهود بريطانيا واسرائيل والحكام العراقيين على تنفيذ الخطة التي وضعت منذ بداية القرن العشرين لتهجير يهود العراق الى فلسطين. وقد اوفدت عناصر من اسرائيل ومن بريطانيا للعمل على تحقيق هذا الهدف ضمن الحركة الصهيونية في العراق. وعلى هذا الاساس سن قانون السماح لليهودي الذي يريد الهجرة الى اسرائيل بان يتنازل عن جنسيته العراقية لكي يسافر اليها. وحددت لذلك مدة معينة. ولكن حتى قرب موعد انتهاء هذه المدة لم يوقع كثير من اليهود على مثل هذا التنازل. فما كان من القادة الصهاينة العراقيين والمبعوثين الا استخدام طرق التخويف لدفع اليهود الى التنازل فالقيت بعض القنابل على ناد وكنيس ولا اعرف تفاصيل ذلك لاني كنت انذاك في السجن. وفي السجن علمت من مصادر موثوقة انه كانت لدى المبعوثين اوامر تخولهم قتل نسبة عالية من اليهود لاجبار الاخرين على السفر. انتهى الامر وكانت عملية اسقاط الجنسية عن اليهود صفقات تجارية كبيرة بالنسبة لبعض قادة العراق السياسيين انذاك. هاجر اليهود او هجروا الى اسرائيل وكذلك هاجر العديد من العراقيين هربا من الظروف السياسية التي كان العراقيون عموما يعانون منها. وعدد المهاجرين او المهجرين العراقيين اليوم يحصى بالملايين وليس بالالاف كما حدث لليهود. فهل هناك تشابه بين هجرة اليهود وهجرة العراقيين الاخرين؟ اعتقد ان هناك فرقا كبيرا بين هجرة اليهود وهجرة غير اليهود لابد ان اشير اليه لكي استطيع الوصول الى بحث امكانية عودة اليهود العراقيين الى وطنهم العراق. فغير اليهودي المهاجر يصبح لاجئا في البلد المضيف ويبقى لاجئا عراقيا مدة طويلة قبل ان يصبح مواطنا في ذلك البلد. ولكن اللاجئ العراقي يبقى عراقيا بكل ما في الكلمة من معنى ويحق له ان يعود الى العراق كعراقي مهاجر في اية فرصة تزول فيها الظروف التي اجبرته على الهجرة. واكبر برهان على ذلك الاف العراقيين الذين هاجروا في فترة الحكم الملكي فعادوا الى العراق بعد ثورة تموز ليشاركوا اخوانهم العراقيين في بناء الجمهورية الفتية. حين هاجر العراقي اليهودي او هجر الى اسرائيل فقد جنسيته العراقية ولم يبق من الناحية الرسمية عراقيا ولا له حق العودة عند زوال الظروف التي اضطرته الى الهجرة. وعند وصوله الى اسرائيل لم يصبح لاجئا عراقيا في اسرائيل بل حالما وطأت قدماه المطار في اسرائيل منح هوية اسرائيلية واصبح مواطنا اسرائيليا يتمتع بكافة حقوق المواطنين الاخرين ويلتزم بجميع الواجبات المترتبة على اي مواطن اسرائيلي اخر. هناك فروق في معاملة المهاجرين الجدد من البلدان الاوروبية مثل روسيا وبولونيا وغيرها حتى اذا لم يكونوا يهودا في الواقع وبين المهاجرين من بلدان عربية او شرقية مثل اليمن والعراق وحتى مؤخرا من الحبشة اثيوبيا. ولكن الواقع هو نفسه اذ يصبح القادم الى اسرائيل مواطنا اسرائيليا لحظة وصوله الى المطار. واليوم يشعر بعض العراقيين وحتى الشباب منهم بعظم الخسارة التي تكبدها الشعب العراقي بفقدان هذه الفئة العريقة من ابنائه ويتمنون وحتى يطالبون او يدعون الى اعادة جنسياتهم العراقية والسماح لهم بالعودة الى وطنهم العراق. عاش المهاجرون العراقيون اليهود فترة عصيبة من السكنى في الخيام فيما يسمى بالمعابر يعانون من حر الصيف وبرد الشتاء ولا غذاء لاطفالهم سوى ما توزعه عليهم الحكومة من طعام نزير لا يكفي لغذاء اطفالهم. كانت الجماهير العراقية هي اكثر الجماعات المهاجرة الى اسرائيل ثقافة ففيهم الاطباء والصيادلة والمحامون والمهندسون والادباء والشعراء والموسيقيون والمعلمون والكتاب ولكنهم لعدة سنوات لم يستطيعوا الاستفادة من وجودهم في اسرائيل وعاشوا فترة من العوز والجوع والحرمان. وكان الشخص مهما كانت ثقافته وعلمه يبحث عن عمل يساعده على توفير بعض الطعام لاطفاله فكانوا ينجحون مثلا في الحصول على عمل في قطيف البرتقال وغير ذلك من الاعمال الجسمية البدائية التي لا علاقة لها بثقافتهم واختصاصاتهم. وليسمح لي القراء الكرام ان اقص عليهم قصة واقعية حكاها لي اخي عند وصولي الى اسرائيل. كان العامل الاسرائيلي في المزارع يلبس قميصا ونصف سروال اثناء عمله ولكن اخي الذي وجد عملا في قطيف البرتقال ذهب الى العمل ببدلته الانجليزية وحذائه وقبعته. وقد اعطوه حمارا ليحمله البرتقال الذي يقوم بقطفه. وفي الساعة الرابعة جاء المسؤول ليأخذ الحمار فاستفسر اخي منه لماذا فقال له ان يوم عمل الحمار ينتهي في الساعة الرابعة اما يوم عمله هو فيستمر حتى الساعة الخامسة. وفي اليوم الثاني في الساعة الرابعة اخد اخي الحمار الى المسؤول واضعا قبعته على راس الحمار. فسأله المسؤول لماذا وضع القبعة على راس الحمار فاجابه اخي اليس الحمار افضل مني في يوم عمله؟ ولكن هذه الفترة مهما كانت قاسية كانت فترة مؤقتة دامت عدة سنين. في خلال تلك الفترة جند الشباب نساء ورجالا لاداء الخدمة العسكرية التي يؤديها كل شاب وشابة في اسرائيل وذهب الاطفال الى المدارس وارسلت اعداد كبيرة منهم الى المزارع الجماعية التي تسمى قيبوص لكي يعيشوا ويعملوا فيها كغيرهم من الاطفال. وبعد فترة استطاع المثقفون بعد تعلم اللغة العبرية ان يجدوا اعمالا تتفق مع اختصاصاتهم كالاطباء والمهندسين والمعلمين والموسيقيين واستطاع المهنيون ان يمارسوا مهنهم كالبقالين والعطارين وبائعي الخضار واستطاعوا ان يديروا مطاعم تقدم طعاما عراقيا وغير ذلك من المهن والحرف العراقية الاصيلة. ونجح العديد من الشباب بعد اكمالهم الخدمة العسكرية دخول الجامعة والمعاهد الثقافية الاخرى. ولم يبق سوى التمييز العنصري بين الشرقيين السفراد والاوروبيين الاشكناز والسيطرة الشكنازية الكاملة على السلطة السياسية. اختلط الشباب في الجيش وفي الجامعات بغيرهم من الشباب وتكونت بينهم علاقات طبيعية فتزوج العراقي من رومانية وتزوجت العراقية من روسي او بولوني بصورة طبيعية واندمج الاطفال في المدارس مع زملائهم ومارسوا نفس النشاط معهم. رغم ان السياسة العامة من اعلى كانت تثقيف الطلبة الشرقيين ضد اصلهم الشرقي بكل الوسائل الممكنة. ولكن النتيجة كانت ان الاطفال المولودين في اسرائيل لم يشعروا بان وطنهم هو العراق بل شعروا ان وطنهم هو مكان مولدهم اسرائيل. ولم يبق في اسرائيل شيء اسمه عراقي. حتى الشيوخ الذين هاجروا من العراق اثناء شبابهم اصبحوا اسرائيليين من اصل عراقي. بقي الكثير منهم يعتزون باصلهم العراقي ولكنهم عاشوا كاسرائيليين. فالصبي الذي هاجر الى اسرائيل في العاشرة من عمره هو اليوم فوق السبعين من عمره وله اولاده واحفاده الذين لا يعرفون عن العراق الا ما يقصه عليهم جدهم عن العراق. في الوضع الحاضر يعيش هؤلاء الشيوخ بعد ان بنوا حياتهم الجديدة فاصبحوا متقاعدين يعيشون مع ابنائهم وبناتهم واحفادهم. هذا ما تبقى في الواقع مما يمكن ان نسميه اليهود العراقيين. فهل يمكن لهؤلاء ان يعودوا الى العراق اذا اعيدت لهم جنسياتهم العراقية؟ ما الذي يستطيع فعله هؤلاء الشيوخ اذا عادوا الى العراق؟ هل يستطيعون ان يبنوا حياة جديدة في وضعهم الحالي؟ هل يستطيعون اقناع ابنائهم واحفادهم بالعودة الى بلد لا يعرفون عنه شيئا غير اسمه؟ اعتقد ان مثل هذه العودة مستحيلة وغير قابلة للتحقيق. هناك حركة تدعو الى المطالبة بتعويض المهاجرين اليهود عن اموالهم التي تركوها عند هجرتهم. انها مجرد مطالبة باموال اي ليست مطالبة بالعودة الى العراق. لا اعتقد ان هناك اية امكانية حقيقية قابلة للتحقيق لعودة اليهود العراقيين الى وطنهم الاصلي العراق. اذا جرت بعض المحاولات لهجرة بعض الاسرائيليين الى العراق في الحال الحاضر بحجة انهم عراقيون فهذا لا اساس له من الصحة. ان من يهاجر اليوم الى العراق على انه عراقي هو اسرائيلي كان ابوه او جده عراقيا. واعتقد ان مثل هذه الهجرة لها اهداف اقتصادية بحتة او اهداف سياسية. لا عودة لليهود العراقيين الى وطنهم العراق.
#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
درس من ثورتي تونس ومصر الشعبيتين
-
جواب جديد الى د. حسين علوان حسين
-
قانون ازمة فيض الانتاج في النظام الراسمالي
-
جوابي الى يعقوب ابراهامي
-
الراسمالية وقانون فوضى الانتاج
-
اجوبة الى د. حسين علوان حسين
-
علاقة اليهود العراقيين بالموسيقى العراقية
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
-
هل تحقق في الاتحاد السوفييتي مجتمع اشتراكي حقيقي وكامل؟
-
فترة التحضير لبناء مجتمع اشتراكي
-
هل كانت ثورة اكتوبر ثورة اشتراكية؟
-
هل كانت ثورة اكتوبر خطأ ارتكبه لينين ام ضرورة تاريخية؟
-
الانتقاد واصوله
-
اليسار والحركات اليسارية (2)
-
اليسار والحركات اليسارية (1)
-
جواب على تعليق محمود مبارك بصدد قانون اجتثاث البعث
-
الان ادافع عن رأيي
-
ملاحظات حول التعليقات على مقال قانون الاجتثاث
-
قانون اجتثاث البعث جريمة ضد الانسانية
-
ملاحظات حول انتفاضة الكهرباء
المزيد.....
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
-
الجيش الإسرائيلي ينذر سكان 5 بلدات في جنوب لبنان بإخلائها
-
سحابة تسقط من السماء في إندونيسيا: سئمت من الطقس الممطر هناك
...
-
ترامب يستكمل تشكيلة حكومة باختيار بروك رولينز وزيرةً للزراعة
...
-
ترامب ينتهي من تشكيل إدارته باختيار وزيرة لتولي حقيبة الزراع
...
-
بوتين يوقع مرسوما: قاتل وسدد ديونك مع زوجتك
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|