|
عملية الصيد الأخضر : إرهاب دولة فى الهند. (مقتطف من كتاب -مدخل لفهم الثورة الماوية فى الهند-)
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 3288 - 2011 / 2 / 25 - 10:27
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
عملية الصيد الأخضر : إرهاب دولة فى الهند. مقتطف( من كتاب "مدخل لفهم الثورة الماوية فى الهند") "أخبار عالم نربحه"، 5 أفريل 2010 . لقد أشارت السلطات الهندية إلى أنّ الهجوم العسكري المناهض للماويين و المسمّى "عملية الصيد الأخضر" قد تعرّضت إلى هجمات حادّة ففى 3 أفريل قتل الأنصاريون على الأقلّ عشرة عناصر من الشرطة و جرحوا أكثر من عشرة فى هجوم بالمتفجّرات على سيارة شرطة فى الولاية الشرقية لأوريسا. و فى 5 أفريل ، فى منطقة دنتيوادا من ولاية تشهاتسغار ، أوّلا أوقع الماويون فى فخّ جنودجا كانوا يقومون بتفتيش الغابة و تاليا نصبوا كمينا لوحدة ثانية أرسلت لإنقاذ الأولى. ووقت كتابة هذه الأسطر ،وردت تقارير عن أنّ المعركة مستمرّة . صرّح وزير الداخلية الهندي شيدا مبارام بانّ "شيئا سيّئا قد حدث. يبدو أنّهم وقعوا فى فخّ نصبه الماويون و الحصيلة ثقيلة جدّا". لقد خسرت قوّات الأمن 72 جنديّا. ووصف سوتيك بسولسوهو صحفي بدلهي يعمل مع الب ب س، الهجوم بأنّه "ضربة تلقتها الحكومة" و إستنتج بأنّ "الحكومة دخلت فى حرب طويلة و صعبة". و مع نهاية 2009، بنشر للقوات العسكرية و بدعم من تقنية عالية و بأقسى ما أمكن ، أطلقت حكومة الهند عملية الصيد الأخضر. تشهد الهند حركية إقتصادية و يريد قادتها أن يحسنوا تعاونهم مع الإمبريالية العالمية. و ليس بوسعهم قبول ألاّ تكون مناطقا واسعة من البلاد تحت سيطرتهم ، و هم مصمّمون على سحق كلّ ما يعترض طريقهم ، لا سيما الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي) و الجماهير التوّاقة للتغيير الراديكالي ، الجماهير التى تشكّل الجيش الذى يقوده. و يجرى هذا الهجوم العسكري الداخلي غير المسبوق فى غاباتو جبال هي موطن حياة العديد من القبائل المحتلفة من الآديفاسي فى الولايات الهندية الوسطى و الشرقية لتشاتسغار،أوريسا، اندرابرادش، ماهارشترا و البنغال الغربية. و تتحرّق المؤسسات الهندية و العالمية لتقطيع أوصال هذه الأراضي كي تضع أيديها على ثرواتها و معادنها مثل البوكسيد و الفحم الحجري و الحديد.بالنسبة للآديفاسي ،الغابات مصدر حياة لكن حتى يستعملونها كان عليهم النضال ضد شرطة الغابات والشرطة المحلّية و المليشيات مثل سلوى جودوم التى تتلف محاصيلهم و تسرق مواشيهم و تغتصب نساءهم و تقتل الشيب و الشباب. منذ بداية التسعينات ،بفعل عملية التحرير الإقتصادي الذى حثّ عليه وزير المالية مانموهان سينغ (وهو الآن الوزير الأوّل) ،وضعت الهند على طريق التسريع فى لعب دور أهمّ من الإقتصاد العالمي. و فى هذه السيرورة ، زاد البون بين الأغنياء بصورة مذهلة و الفقراء بيأس إتساعا هائلا. و فى الوسط ، طبقة وسطى نامية من عمّال مراكز الإتصالات ،و من المختصين فى التقنيات الإعلامية،و موظفى شركات بحث عن أسواق إلخ صارت تعدّ 200 مليون نسمة. و قبلت الهند ضمن مجموعة القوى النووية العالمية بإمضائها إتفاقية نووية مشتركة مع الولايات المتحدة فى 2008. كان معدّل النموّ الإقتصادي حوالي 8% طوال عدّة سنوات و نخبة البلاد مفعمة بالثقة فى قدرتها و رغبتها فى إستغلال فائض المرابيح من القوى المنتجة،و الذخيرة الضخمة من اليد العاملة بأجور زهيدة و مدّخرات الأرض و المعادن.و لم يشهد الناس فى أسفل السلّم الإجتماعي أي تحسين فى وضعهم. و بالعكس ،زاد الوضع بالنسبة لنصف سكّان الهند شدة منذ إنتهاج الليبرالية. ومجموعة من أمثال هؤلاء المستغلّين هي مجموعة التاتا. تملك عائلة التاتا تملك عائلة التاتا سادس أكبر مصنع فولاذ فى العالم و بعض شركاتها تقع قرب المناطق القبلية. وضعت هذه العائلة جملة من المشاريع من "المواقع العذراءط داخل و خارج الهند لترفع من إنتاجها للفولاذ بملايين الأطنان. و مشروع ى"مواقع عذراء" هو مشروع مناطق لم يتمّ بناء أي شيئ من قبل عليها و هكذا تكون الأرض رخيصة الثمن و ليس هناك أية حاجة لتغيير أو تحطيم الهياكل الموجودة أو تكفّل بمصاريف أخرى. و قد أمضت تاتا بعد إتفاقيات مع الحكومة لبناء مراكز صناعية على الأراضي القبلية فى أوريسا و جهاركهاند و شهاتسغار. لقد سبقت عملية الصيد الأخضر سلوى جودوم وهي مليشيا موّلتها أحزاب الحكومة و حكومات الولايات المحلّية. و خلق تسرّب مشروع تقرير حكومي يشير إلى أنّ سلوى جودوم مولتها فى البداية تاتا و حديد آسور ، إنفجارا فى الصحافة ؛ و قد نشر هذا التقرير إنطلاقا فى صياغته النهائية . لقد إنتدبت سلوى جودوم السكّان المحليين الذين بالإمكان شراءهم للعمل كطغاة ووشاة ، موزّعة الهدايا أحيانا مجانا هواتف جوّالة مقابل معلومات. و بالنسبة للذين لم تستطع إشتراء ذممهم ، مارست عليهم الإرهاب. و العدد الرسمي للقرى التى جرى إخلاؤها فى شهاتسغار هو 644 قرية. و قد قُتل آلاف القرويين و جرى إيقاف تعسّفي للآلاف الذين قبعوا فى السجون. و أكثر من 300 ألف هُجّروا . وفلى محاولة لعزل الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) عن الشعب ، أجبر حوالي 50 ألف شخص على الحياة فى تجمعات إستراتيجية على الطريقة التى إستعملها الأمريكان فى الفتنام [قرى معسكرات إصطناعية] . و قد إعتبرت السلطات القرويين الذين لم يدخلوا تلك القرى المعسكرات ماويون. و الصحفيون و المثقفون المستقلّون الذين حاولوا نقل صورة عن هذه الفظاعات تعرّضوا للضرب و السجن أو المنع من البحث فى نشاطات سلوى جودوم. و فى نفس الفترة ، صرّح الوزير الأوّل مانموهان سينغ أنّ الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) "أخطر تهديد للأمن الداخلي" للهند. سياسة الحزب الشيوعي الهندي (الماوي9 "الأرض لمن يفلحها" فى تناقض مع تطوّر الرأسمالية الصاعدة فى الهند فى مستواها الأشدّ منافسة و بلا رحمة. و مثلما قال كادر من الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) للناشطة و الكاتبة أرنداتى روى [ كاتبة تقدّمية حصلت على جائزة نوبل للآداب] : "يريطون سحقنا ، ليس فقط من أجل المعادن لكن أيضا لأنّنا نقدّم للعالم نموذجا بديلا". بعض التقارير عن الحياة فى ظلّ سلوى جودوم : وفيما يلى بضعة جمل مثيرة من مقال هام لآرونداتى روى بعنوان "السير مع الرفاق" ( وهو متوفّر على الأنترنت و يعرضرأيها حول الوضع ضمن القبائل و حوا تاريخ الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) – و كذلك النجاحات و التراجعات الضرورية التى تفرضها عليهم الدولة- كما أشار إلى ذلك عديد الأعضاء و المدافعين عن الثورة).إنّها تقارير لنساء تنتمى إلى كرنتيكارى آديفاسي ماهيلا سنغثاناكيس) وهي منظمة جماهيرية يقودها الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) تقول إنّ منخرطيها يعدّون 90 الف إمرأة. و تعتنى هذه المنظمة بمسائل مثل الزواج بالإكراه، و تعدّد الزوجات و العنف الأسري و الحاجة إلى القطع مع الفكر القبلي التقليدي الذى يضطهد النساء. حين يجرى إيقاف النساء ، فإنّ هذه النساء تتوجّه جماعيا للسجون و تنجح أحيانا فى إطلاق سراحهنّ. " بينما إشتدّ القمع البوليسي فى بستار ، أضحت نساء "كمس" قوّة ضخمة وهية تجتمع بالمئات و احيانا بالآلاف لتواجه مواجهة مادية الشرطة. وجود "كمس" ذاته غيّر راديكاليا التصرّفات التقليدية و قلّص عديد أشكال التمييز التقليدية ضد المرأة. و بالنسبة لعديد النساء الشابات ، بات الإلتحاق بالحزب و خاصّة بجيش التحرير الشعبي الأنصاري وسيلة للهروب من جوّ مجتمع خانق. و قد تحدّثت الرفيقة سوشيلا وهي كادر سامى فى "كمس" عن الإرهاب المفزع الذى مارسته سلوى جودوم ضد نساء "كمس". قالت كان شعار جنود و ضباط سلوى جودوم " ستكون لنا زوجتان! ستكون لنا!" و حصلت إغتصابات و تجديع جنسي وحشية ضد أعضاء "كمس" و كانت عدّة نساء شاهدات على هذه الوحشية إلتحقن بجيش التحرير الشعبي الأنصاري و الآن تشكّل النساء 45 % من كوادره . إتصلت الرفيقة نرماد ببعضهنّ و إلتحقن بنا على الفور. " شعر الرفيقة رنكى قصير جدّا ... إنّها شجاعة لأنّ طريقة قصّ الشعر هذه تعنى أنّها "ماوية". و بالنسبة للشرطة هذا أكثر من دليل لتبرير حكم الإعدام.قرية الرفيقة رنكى ، كرمى هاجمها فيلق ناغا و سلوى جودوم فى 2005. حينها ، كانت رنكى منخرطة فى مليشيا القرية. و كانت صديقتاها لوكى و سوكى كذلك منخرطتان فى المليشيا و أيضا عضوتين فى "كمس"ز و بعد إحراق القرية ، ألقى فيلق ناغا القبض على لوكى و سوكى و طفلة أخرى ، و إغتصبوهن جماعيا و قتلوهن. : لقد إغتصبوهن على العشب ، أكّدت رنكى ، لكن بعد إنتهاء العملية لم يعد هناك عشب بتاتا" . حدث هذا منذ سنوات الآن . ذهب فيلق ناغا لكن الشرطة تأتى بإستمرار. " يأتون كلّما إحتاجوا نساء أو دجاجا". و آجيثا قصيرة الشعر هي أيضا. جاء جودوم إلى كرسيل ، قريتها، و قتل ثلاثة أشخاص بإراقهم فى مجرى مياه.و كانت آجيثا مع المليشيا [ الأنصاريين] و إتبعت خطى جودوم عن بعد إلى مكان قرب قرية إسمها بارال نار توداك. لقد راقبتهم و هم يغتصبون ستّة نساء و يطلقون النار على رقبة أحد الرجال . و تروى سو مترا قصّة صديقتين لها ، تيلام برفاتى و كملا اللتان ناضلتا فى صلب "كمس" كانت تيلام برفاتي من قرية بوليكايا جنوب بستار. و مثل كلّ شخص هناك ، شاهدت سلوى جودوم تحرق قريتها. عندئذ إلتحقت بجيش التحرير الشعبي الأنصاري و ذهبت على العمل فى غتس كشكال بشها تسغار. و فى 2009 ، كانت هي و كملا قد أتمّتا تنظيم إحتفالات اليوم العالمي للمرأة 8 مارس فى المنطقة. كانتا معا فى كوخ صغير خارج قرية تسمى فدغو.و قد حاصرت الشرطة الكوخ ليلا و شرعت فى إحراقه. فردّت كملا الفعل لكنّها قتلت. و لاذت برفاتى بالفرار لكنّه تمّ العثور عليها و قتلت فى اليوم التالى. و الرفيقة لكسمى وهي فتاة جميلة لها ظفيرة طويلة ، قالت لى إنّها شاهدت جودوم تحرق ثلاثين منزلا من قريتها جوجور. " حينها لم تكن لدينا أية أسلحة" قالت، "لم نكن نستطيع القيام بأكثر من النظر لما يحدث". لقد إلتحقت بجيش التحرير الشعبي الأنصاري بعيد ذلك. كانت لاكسمي واحدة من 150 أنصاري و أنصارية جالوا الغابة طوال ثلاثة أشهر و نصف الشهر ،سنة 2008، فى ناياغار ،أوريسا لأجل الإستيلاء على موقع سلاح شرطة منه غنموا 1200 بندقية و 200ألف خرطوشة من الذخيرة."" لقد نجح الآديفاسى، عبر جيش التحرير الشعبي الأنصاري بقيادة الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) فى بناء مقاومة صلبة و فعّالة لسلوى جودوم. و خلال السنة الفارطة فى للغار ، فى ولاية البنغال الغربية ، تطوّرت حركة هلمّة ضد القمع البوليسي و ضد مشروع هام لتطوير مؤسسة إرتأته حكومة الدولة. و قد أضعفتها المقاومة العنيدة ، وجّهت الحكومة فظائعا رهيبة للقبائل. و بالتالى ، شكّلت أكثر من ألف قرية لجانا شعبية ضد فظائع البوليس. و قد طالبوا بمعاقبة المسؤولين الحكوميين عن الفظائع. و قد طردوا الهيكلة الإدارية القائمة و أخذوا يشيّدون مجتمعا جديدا ،ببناء طرقات و حفر آبار و توزيع الأرض و إنشاء تعاونيّات فلاحية جماعية. و شيدوا مدارسا و مصحّات و غستدعوا أطبّة و ممرضين من خارج المنطقة. و هم يسعون لبناء إقتصاد مستقلّ و تطوير فلاحة جماعية. و قد قام الماويّون بدور قيادي فى هذا منذ البداية. وقد نال النضال فى للغار مساندة الكثير من القوى التقدّمية فى كافة البلاد و عالميّا. و قد بيّن أنّ سلوى جودوم كانت غير كافية لدفع القبائل خارج أراضيها. و كقوّة قمعية ، كانت غير مناسبة للنهوض بالمهمّة. صلب عملية الصيد الأخضر : مع عملية الصيد الأخضر ، تضاعفت إلى أبعد الحدود الحرائق و المجازر و النهب و التعذيب و الإغتصاب . وخلافا لسلوى جودوم ، هذه العملية منسّقة من قبل الحكومة المركزية التى ترتئى حربا طويلة و دموية إلى أن يتمّ " تطهير" المجال القبلي و إلحاق الهزيمة بالنكسالبايين ( مثلما تدعو الحكومة الماويين) . لقد بعث 100 ألف عسكري و فرق شبه عسكرية إلى مناطق الآديفسي. و الخطّة بالنسبة للمحتلّين أن يتوسّعوا تدريجيا من قطاع "مطهّر" على آخر. و بنيت عشرون مدرسة حرب فى الهند. و أنفق مانموهان سينغ فى المدّة الأخيرة 18 مليار دولار فى الولايات المتحدة لشراء كمّيات ضخمة من الذخيرة العسكرية بما فيها أنظمة تحديد المكان العالمية الأخيرة و الأسلحة الأوتوماتيكية ذات الرؤية الليلية. و قد زوّد الكيان الصهيوني بالطائرات و تدرّب المخابرات الصهيونية،الموساد ، قنّاصة الشرطة الهندية.و توحى تقارير إعلامية بأن مهمّتها هي إغتيال قادة الحزب الشيوعي الهندي (المايو) و الحركة الجماهيرية.وفق عديد التقارير الجيدة التوثيق و المصادر المطلعة ليست بالضرورة صديقة للحزب الشيوعي الهندي (الماوي) ، 30 إلى 40 قبيلة نقلت كلّ أسبوع فى مناطق الآديفاسي. فى قرية غومباد، تشاتسغار جرى إختطاف و إخفاء الشهود العيان الذين رووا مجزرة ).Tehalka.com إقترفتها الشرطة.( 24فيفري2010 وفى 22 فيفري، قتلت القوّة المركزية لشرطة الإحتياط قائدا، سرى للموهان تودو، وهو رئيس منتخب للجنة الشعبية ضد الفظاعات البوليسية، و شخصين آخرين فى للغار.و قد ظهرت الروايات المتناقضة للبوليس بشأن طريقة موت تودو. فقد أشارت بعضها إلى أنّه قُتل عند الهجوم على معسكر الشرطة ،و أشار البعض الآخر إلى أنّه كان مع فيلق ماوي و أصيب خلال هجوم للشرطة. و تشير روايات الشهود العيان إلى أنّه قُتل قرب منزله و أنّ جثّته قد جُرّت إلى حقول الأرزّ المجاورة. كان تودو أحد الممثّلين الرئيسيين فى لجنة المفاوضات مع حكومة الدولة و لم يتهم و لا لحظة بأنّه ماوي. و حسب زوجته ، كانت السلطات "تطارده منذ جوان الماضي. وقد حاول المجيئ للمنزل فى هذا اليوم لكنّه إختطف ليلا.و قد سمعنا طلقات نارية و توقعنا بخشية الأسوأ. و لم نكتشف أبدا ما حصل إلى صباح اليوم التالى حيث سمعنا أنّ جثته كانت فى مكان تشخيص جثث الموتى. ". و قال عضو بمنظمة حقوق ديمقراطية إنّه وجد أمر إطلاق نار على الماويين عند رؤيتهم لكن " أحدا لا يعلم من هو الماوي. تقول الشرطة إنّ الجميع ماويين".و يقول القرويون " حسب الشرطة البقر و 8 مارس2010.- worldNews الدجاج ماوييّن". - . و قد أنشأ العسكريون مخيمات فى الغابات و على طول الأنهار و المستنقعات. و أغلقوا المدارس و إستولوا على مبانى المؤسسات التعليمية لإستعمالهم الخاص. و أقاموا حصارا حول المناطق الغابية ،مانعين الاديفسي من الحصول على الغذاء و السلع التجارية التى تسمح لهم بكسب قوتهم و استعمال المياه. و يحاولون منع الماويين من الإندماج معهم و من تحصيل الغذاء من جماهير الآديفاسي. ثلث فقراء العالم : رغم أنّ الإحصائيات مختلفة ،فإنّ غالبيتها تشير إلى أنّ ثلث فقراء العالم يعيشون فى الهند.ويشير البنك العالمي إلى أنّ 42 % من 1.2 مليار نسمة تعدّها الهند ، يعيشون ب 1.25 دولار يوميا. و جاء فى دراسة للأمم المتحدة إلى أنّ 72 % يعيشون بفقط دولارين أو أقلّ يوميا.وورد فى تقرير للحكومة الهندية للجنة الوطنية للمؤسسات فى القطاع غير النظامي أنّ ).Reuters70 % من سكان الهند يعيشون بنصف دولار يوميا. ( 10 أوت 2007 ، و القبائل و الكاست فى أدنى السلّم الإجتماعي و المسلمون كثيفي العدد بصورة خاصّة ضمن قطاعات الشعب الفقراء بيأس ،و هم يعملون و يعيشون فى ظروف سيئة مماثلة أو أسوأ من ظروف موجودة فى مناطق أخرى من العالم. و السوق العالمي يدخل قلب حياة الكثير من الناس بطريقة جديدة ، بتأثيرات هدّامة حتى ضمن المناطق المرفهة أكثر بقليل من الهند الريفية.مثلا ، ضغطت الحكومة و المنظمات العالمية على الفلاحين الهنود ليزرعوا من أجل المنافسة فى السوق العالمية. وهم غير قادرين على خلاص آداءاتهم حين إنهارت الأسعار أو حين أتلفت الظروف المناخية السيئة محاصيلهم ، لم يجد الالاف منهم أي طريق آخر غير الإنتحار. فى المدّة الأخيرة، عقد الدكتور بيناياغ سان ،وهو شهير عالميا بمصحّته المجانية الموجّهة للجماهير الريفية الفقيرة فى تشاتسغار التى يديرها منذ 1981 والناشط فى مجال حقوق الإنسان، عقد ندوة مع عديد الجامعيين حول "العنف و العدالة فى الوقت الحالى" ،واصفا كيف أنّ عملية الصيد الأخضر تزيد أوضاع صحّة السكّان الذين هم بعدُ يعانون من نقص فى التغذية سوءا على سوء. و قال إنّ أكثر من 50 % من القبائل لهم مؤشّر حجم الجسم يساوى 18.5. و حسب معايير منظّمة الصحّة العالمية ، يعنى ذلك أنّ السكّان غى حالة مجاعة. و قد أطلق فى المدّة الأخيرة سراح الدكتور سان بعد ان قضى سنتين فى سجن فى تشاتسغار بتهم "خيانة و اعمال حرب ضد الدولة". و قد إتّهم ببعث رسالة من سجين ماوي كان يعالجه فى السجن إلى شخص خارج الشحن. أطلق سراحه بفعل الضغط العالمي مقابل غرامة مالية. ( 14 مارس ، ).Indian Express2010 بين أسطر "السير مع الرفاق" لآرنداتى روى ، عبّر أحد الأطبّاء النادرين فى أحد المخيمات التى زارتها عن وجهة نظر مشابهة جدّا. يرتفع عدد الكثير من المراض الناجمة عن فقر الدم لمدّة طويلة، إضافة إلى الأمراض "العادية" مثل الملاريا التى لا يمكن تجنبها أو يمكن الشفاء منها بتناول الأدوية. إنّ الطابع الكارثي حياة أو موت الذى تعنيه عملية الصيد الأخضر بالنسبة لملايين القبائل وسط الهند ليست بالأمر الهيّن لدى العديد من الشخاص الواعين ، بغضّ النظر عن رأيهم فى الماوية. إلى المدّة الأخيرة، هكذا تعبئات عسكرية على نطاق واسع كانت مخصّصة لحرب الهند مع الباكستان بشأن مسألة الكشمير أو ضد الحركات الإنفصالية فى المناطق الشرقية من البلاد.و قد تطوّرت حركة مناهضة لعملية الصيد الأخضر فى عدّة جهات من الهند، رغم خطر نعتها ب "الإرهابية" أو بأنّها ماوية من قبل الحكومة الهندية. و تاتى هذه المعارضة و المقاومة من طرق طبقية سياسية متنوّعة. فقد خلقت عملية الصيد الأخضر إستقطابا هاما فى المجتمع المنقسمة آراؤه حدّ التناقض. و تتركّز الأصوات بعض القوى المعارضة على التجاوز الجوهري لحقوق الإنسان الحالي لتشجيع مصالح نخبة المستثمرين الهنود. تاتا و آسورو فرداتا الذين أمضوا عقودا بعديد مليارات الدولارات مع الحكومة لنهب ثروات الجبال و الغابات التى يعيش بها الاديفاسي فى المناطق "التى تفشّى فيها" الماويون.و يفهم البعض لماذا يمثّل الماويون بوجهة نظرهم المغايرة للعالم ، قوّة جذّابة للآديفاسي. و رغم طموحاتها الجهويةو العالمية ، لا تقدّم الدولة الهندية خدمات عامّة مثل الصحّة و التعليم و أدنى التشغيل و الماء الصالح للشراب،و الغذاء و القروض الفلاحية أو حتى دولة القانون بالنسبة للآديفاسي و بقية "أفقر الفقراء". و عوض ذلك ، لا تفعل الدولة سوى إهانتهم يوميّا و قمعهم و إستغلالهم لأقصى حدّ.و قد ورد فى مقال بمجلّة فروتلاين وهي ليست مطلقا صديقة للماويين ما يلى : " فقدت الدولة شرعيتها فى الهند القبلية. و يبعث مشروعها للسيطرة العسكرية على الماويين الذين يتمتّعون بالدعم الشعبي ،يبعث على الضحك. فقواتها البوليسية غير فعّالة ، فاسدة ، سرعان ما تطلق النار و مناهضة للفقراء.تمثّل الدولة ميزات قليلة عدا للمجموعات الصناعية المفترسة التى تغتصب و تلوذ بالفرار ، إضافة للوزراء الفاسدين أيما فساد ( مثل مدهوكودا الذي يبدو أنّه راكم ثروة تعادل ربع ميزانية ولاية جهالركهاند لمدّة ثلاث سنوات). و ليس صدفة أن تتدخّل الحكومة المركزية للهند لتأكيد سلطتها التامّة القمعية على نطاق يحتوى على أغلب الثروات المنجمية والغابية فى الهند ، الآن محوَّلة إلى رأسمال خاص. لئن تواصلت العملية ، فإنّ عدد المدنيين المقتولين قد يتجاوز المئات بل الآلاف سنويّا، مثلما حصل ذلك فى الأرجنتين و البيرو ، حيث 50 إلى 100ألف شخص " إختفوا" فى عمليات معادية للتمرّد طويلة ).Frontlines لعقود". (عدد6 ، 13-26 مارس 2010 و يؤكّد آخرون بأنّ الجماهير تقع بين "نارين" ، الجيش الماوي و جهاز الدولة العسكري. فى الهند تسمّى هذه الفكرة "نظرية السندويتش" . إنّها تدعى رؤية القوى المسلّحة للدولة و قوى الثورة سيئتين على حدّ السواء. و تعارض "الحرب ضد الشعب" و تقول إنّ الحدود بين الأهداف المدنية و العسكرية ضبابية ، كما لو أنّه من الصحيح أن يتمّ صيد الماويين الثوريين. و يساند البعض إستعمال الغراهوندس ، قوّة نخبوية مناهضة للنكسالبايين تجوب الغابات و متخصّصة فى تكتيكات الأنصاريين لوضع حدّ لنشاطات الماويين. و تجانب هذه النظرة الواقع لأنّ عنف الدولة التى تنشر قواتها المسلّحة الإرهاب ضد الجماهير بغية الحفاظ على سلطة المستغِلِّين مغاير للعنف التحريري للمضطهَدِين الذين يرفعون رؤوسهم./.
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شبح الحرب ضد إيران و التكتيك الشيوعي الماوي (الفصل الثاني من
...
-
إنتفاضة شعبية فى إيران : وجهة نظر شيوعية ماوية(الفصل الثالث
...
-
الإسلام إيديولوجيا وأداة في يد الطبقات المستغِلّة (الفصل الر
...
-
مساهمات ماو تسى تونغ فى تطوير علم الثورة البروليتارية العالم
...
-
حقيقة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى( مقتطف من كتاب -ال
...
-
تعتقدون أن الشيوعية فكرة جيدة لكنها غير قابلة للتطبيق؟ قوموا
...
-
-الإشتراكية أفضل من الرأسمالية و الشيوعية ستكون أفضل حتى !-
...
-
الماوية : نظرية و ممارسة -5 - ملاحق كتاب - الثورة الماوية فى
...
-
من مكاسب الثورة الماوية فى الصين( الفصل الخامس من كتاب - الث
...
-
الماوية : نظرية و ممارسة - 5 - الثورة الماوية فى النيبال و ص
...
-
الماوية: نظرية و ممارسة - 6- - جمهورية إيران الإسلامية :مذاب
...
-
الماوية : نظرية و ممارسة - 4 - - الثورة الماوية فى الصين : ح
...
-
إلى الأمام على الطريق الذى خطه ماوتسى تونغ ( نص للحركة الأمم
...
-
الصين : من تحرير المرأة إلى إستعبادها( فصل من كتاب -الثورة ا
...
-
من الصين الإشتراكية إلى الصين الرأسمالية
-
الماوية: نظرية و ممارسة 2 - عالم آخر، أفضل ضروري و ممكن، عال
...
-
الماوية : نظرية و ممارسة 4 - الثورة الماوية فى الصين : حقائق
...
-
الماوية: نظرية و ممارسة 3 - لندرس الثورة الماوية فى النيبال
...
-
خرافات حول الماوية
-
الماوية : نظرية و ممارسة 1 - علم الثورة البروليتارية العالمي
...
المزيد.....
-
-حل العمال الكردستاني مقابل حرية أوجلان-.. محادثات سلام مرتق
...
-
عفو «رئاسي» عن 54 «من متظاهري حق العودة» بسيناء
-
تجديد حبس المهندس المعارض «يحيى حسين» 45 يومًا
-
«نريد حقوق المسيحيين» تظاهرات في سوريا بعد إحراق «شجرة كريسم
...
-
متضامنون مع المناضل محمد عادل
-
«الصيادون الممنوعون» في انتظار قرار مجلس الوزراء.. بشأن مخرج
...
-
تيار البديل الجذري المغربي// في خدمة الرجعية يفصل التضامن م
...
-
جريدة النهج الديمقراطي العدد 585
-
أحكام ظالمة ضد مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني والجبهة تند
...
-
السيد الحوثي: العدو اعتدى على متظاهرين بسوريا واطلق عليهم ال
...
المزيد.....
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
المزيد.....
|