علي جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 3287 - 2011 / 2 / 24 - 10:34
المحور:
كتابات ساخرة
جل مشاكلي الزوجية تتعلق بقضايا مضحكة وليست ذات اهمية، فمثلاً لدي حذاء لونه ابيض اقرب للحذاء الرياضي ، هذا الحذاء طالما تسبب لي بمشاكل عديد مع زوجتي التي تصر على رميه في سلة المهملات وعدم ارتداءه ثانية باعتبار ان عمره الافتراضي قد انتهى مع اني اشتريته منذ اكثر من عام، لا انكر ان لونه اصبح اسمر وقياطينه تقطعت وقاعدته اصبحت مليئة بالثقوب، لكن مشكلتي اني احب هذا الحذاء لانه يريح قدمي ولا يبعث الروائح الكريهة.
هذا الصباح بينما كنت استعد للذهاب الى العمل نشبت معركة عنيفة مع زوجتي لانها منعتني من ارتداءه واصرت على رميه، وانا بالمقابل رفضت اعتراضها واخبرتها بان هذا الحذاء لان يغادر البيت ابداً وحتى وان اصبح قديم وليس ذا منفعة ولايتناسب مع روح الموضة العصرية فاني لن ارميه خارج البيت واني ساضعه في "البوفية" كتحفة فنية قيمة.
كلامي اغضب ام زينب "زوجتي" وظلت واقفة امامي وشرار الغضب يتطاير من عينيها وانا قبلت التحدي وبادلتها نفس النظرات، لكنها سرعان ما ابستمت واخذت تضحك بقوة لدرجة البكاء وانا ما زالت على ثبات موقفي لم اتزعزع، سألتها لماذا تضحك؟ قالت اضحكني اصرارك وولعك بهذا الحذاء الابيض الخرب الذي يشبه ولع وحب الرئيس الليبي المستبد معمر القذافي للكتاب الاخضر الذي لا يختلف كثيراً عن حذائك من حيث الشكل والمضمون.. ضحكت معها لكني اخبرتها ان حذائي هذا افضل بكثير من الكتاب الاخضر لانه لايضر احد ولم يزعج احد غيرك في حين كتاب القذافي يمثل الافكار الرجعية والرديكالية بكل ابعادها وهو شيك لقتل الناس واعدامهم لاتفه الاسباب كما انه يعد الانظمة الديمقراطية في العالم ليست ديمقراطية لانها لا تؤمن بنظام المؤتمرات الشعبية التي يبشر لها الكتاب.
زوجتي استطاعت ان تنتصر علي في النهاية دون ان تعلم ذلك لاني قررت ان ارمي الحذاء في سلة المهملات ليس لاني لا احبه او خضعت لضغوطاتها انما لانه شبه بالكتاب الاخضر وهو امر لايشرفني ابداً ان يكون لي حذاء بالمستوى المضمحل لهذا الكتاب.
#علي_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟