عادل الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 3287 - 2011 / 2 / 24 - 10:33
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لم نكن بحاجة أن تُذكرنا صحيفة أميركية " نيويورك تايمز " بأن مظاهرة يوم 25 فبراير في العراق سوف تفشل لكون قرقوزات المرجعية قد قرروا ذلك . وببساطة لأن شعب العراق العظيم هو نفسه الذي إنتخب تلك الحكومة أو رئيس تلك الحكومة وبقية لفيف تلك الحكومة على أساس طائفي وديني مقيت ! ولا تحتاج كذلك أن تعرف من هو نوري المالكي ومن هو مقتدى الصدر ومن هو السيستاني والحكيم , فهم جميعا ينهلون من منهل الحلال والحرام وكأننا في تحشيشة دينية قادمة من صوامع صحاري الإنقطاع ! مُشكلة هؤلاء مبنية على تأسيس توهمي في مُخيلاتهم , تأسيس توهمي حيزه الحلال والحرام , فلا علاقة لهم بالدساتير والبرلمانيات وحرية الصحافة ,ومدى تأثير الإعلام في فضح الفساد والتجاوزات وما علاقة الفن بهذا الفضح لمؤسسات الدولة الفاسدة , وما قيمة المُثقف في تلك العملية , وما هي منظمات المُجتمع المدني , وما هي النقابات العمالية إلى غيرها ..
والواقع أن النبِه سوف يفهم أن صحيفة الـ " نيويوك تايمز " تسخر بنا عندما تُنوه أن يوم الغضب العراقي ليس مثل المصري ولا التونسي , لأنه قائم على أساس طائفي , وهؤلاء الطائفيين جميعهم الآن في الحكومة.. وتلك وقائع نفهمها نحن , وربما نشاطر هذه الصحيفة , بل أكثر إننا كنا توقعنا أن العراق لن تقوم له قائمة إلا في حالة نفض غبار التفكير الطائفي وانه لا يستلم تعليماته من مُعممين ودينيين ليست لهم صلة ربط بمفاهيم ليست من إختصاصاتهم : الدولة والمجتمع وما هو النظام الأصلح .
ونعيد لا يجب أن تفهمها على أساس العاطفة الخادعة , على سبيل المثال , عندما تم الإعتداء على إتحاد الأدباء , خرجت مظاهرة مُكونة من مئات المُثقفين في شارع المُتنبي دفاعا عن الحريات العامة , لكن في ذات الوقت أمر " مُقتدى الصدر " منافحيه للخروج في مظاهرات ضد مظاهرة المُتنبي , فخرج الآلاف لأن مظاهرة المُتنبي بالنسبة لجماعة الصدر مجموعة من الخمارة لا أكثر , وحتى لو حاولت أن تلقي عليهم بعض الحجج عن نوعية تلك الناس التي خرجت في شارع المتنبي فإن عقولهم أبعد ما تكون عن ماذا يعني المُثقف والأديب , ولماذا تذهب بعيدا , يعني الناس العامة مُحتمل لا تفهم من هو الكاتب والأديب الفلاني , لكن ماذا عن ممثل المرجعية في العراق " اليعقوبي " الذي وصمهم بعدم الأدب ! وعلى هذا فالأكيد ان " نوري المالكي " سخر من مظاهرة الأدباء والمثقفين العراقين لأنه لم ينبس بشفرة عما جرى , وكأن حاله يقول : هذا هو العراق الحالي ويجب أن ترضخوا إليه , بلا ثقافة بلا أدب , حياة العراق اليوم : توضؤ وذهاب للجامع وتأييد للمالكي والصدر والسيستاني والحكيم وليس فُرق موسيقية ومسرحية وسينمائية وأدبية !!
وعلى هذا نتوقع أن مظاهرة يوم الجمعة القادم سوف تهدم المتوقع المُناط بها , لأن العراق في وضعه الحالي بحاجة لسنوات طويلة لكي ينفض غبار الطائفية , أو بتعبير آخر يحتاج ليُجرب كل تلك التي تتحكم بواقع الشارع العراقي اليوم لكي ينفضها إلى المزابل , وطبعا بإنتفاضات من الوعي النسبي من خلال الفضائيات ومواقع الإنترنت , لأنه ما يُقال عن مدى إستشراء الإنترنت في العراق إنه لا يحتل إلا نسبة عشرة في المئة من الإستخدام العام .
#عادل_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟