حسين خميس
الحوار المتمدن-العدد: 982 - 2004 / 10 / 10 - 05:02
المحور:
القضية الفلسطينية
ايمان الهمس ابنة الثالثة عشر من سكان قطاع غزة وهويتها الوطنية فلسطينية ، هذه الفتاة حكم عليها شارون والجيش الاسرائيلي بالعدام رميا بالرصاص حتى الموت لانها تنتمي للشعب العربي الفلسطيني العدو اللدود لشارون والمؤسسة الصهيونية بشكل عام ، وبالطبع فايمان الهمس ليست الفتاة الفلسطينية الاولى والخيرة التي تستشهد لكونها فلسطينية الانتماء ولكن قضية استشهاد ايمان الهمس وظروف استشهادها تكشف الكثير من المعاني والرسائل التي لا يزال البعض يشكك فيما نقوله ونكشف عنه ، وفي حيثيات استشهاد الفتاة ايمان الهمس تكشف صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية يوم الجمعة 810 ان قائد وحدة جبعاتي في الجيش الاسرائيلي اطلق النار على الفتاة الفلسطينية من نقطة الصفر بعد ان كان موقع اسرائيلي قد اطلق النار عليها قبل دقائق ومن ثم قام بتفريغ مخزون رشاشه على جثة الفتاة بالرغم من معرفته وتاكده ان الفتاة قد فارقت الحياة منذ الطلقة الاولى التي اطلقها جنود الموقع والسبب في قيام الجنود باطلاق النار على الفتاة هي اقترابها مسافة سبعون مترا من موقع للجيش الاسرائيلي وتقول رواية الجنود الذين تواجدوا في الموقع العسكري ان بعضهم ومنذ الطلقة الاولى انتبه الى ان الجسم المشبوه الذي يتحرك هو فتاة فلسطينية تحمل حقيبتها المدرسية فلذلك اوقفوا اطلاق النار في حين استمر البعض باطلاق النار حتى سقطت الفتاة على الارض فتقدم قائد الوحدة وقام باطلاق رصاصتين في رأس الفتاة بالرغم من تأكده بان الحديث يدور عن فتاة بريئة لا تشكل اي خطر على الموقع الاسرائيلي ومن ثم قرر التاكد بان عملية اعدام الفتاة قد تمت فقام بتفريغ مخزون رشاشه في راس الفتاة لتتم بذلك عملية الاعدام كما يتتطلب شرف المهنة في صفوف جيش الاحتلال .
والحديث كما ذكرنا سابقا عن استشهاد الفتاة الفلسطينية ليس استثنائيا لانها تنضم الى الاف الشهداء الابرياء الفلسطينيون الذين استشهدوا في اطار العمليات الاجرامية التي يقوم بها جيش الاحتلال في فلسطين المحتلة ولكن الملفت للنظر ان الكشف عن هذه الجريمة ياتي غداة تنفيذ تفجيرات طابا التي استهدفت السياح الاسرائيليين في المناطق السياحية في مصر وكانت الصحف الاسرائيلية قد صدرت غداة التفجيرات بمانشيتات عريضة وصور كبيرة لاطفال اسرائيليين اصيبوا بالتفجيرات وثيابهم ملطخة بالدماء مع عناوين بارزة وكبيرة تبين حجم الضربات التي تعرض لها السياح الاسرائيليون ، وفي الوقت نفسه فان اجهزة الاعلام هذه وعلى مدار اربعة سنين من تغطيتها للانتفاضة الفلسطينية ونشاطات جيش الاحتلال كانت دائما تحجم عن الكشف عن ممارسات الاحتلال اليومية بحق الفلسطينيون وبالذات في هذه الايام مع انطلاقة الحملة الكبرى لجيش الاحتلال في قطاع غزة لتطهيرها من المقاومين فان هذه الاجهزة الاعلامية تتغاضى عن نقل الحقيقة ونشر الصور الحقيقية لما يحدث في قطاع غزة من كوارث وعمليات تدمير وقتل للاطفال والمدنيين دون تمييز وتنشر فقط ما يروق لها من اخبار وصور الافي حالات اكتشاف سبق صحفي كما الحالة في حادثة الشهيدة ايمان الهمس .
والمصيبة هنا ان هنالك في الاجهزة الاعلامية الاسرائيلية يدور نقاش واسع حول شرف المهنة في الجيش الاسرائيلي ووضع معايير محددة تحدد كيفية الالتصرف في اوقات المواجهة مع الخصم الفلسطيني متناسين انه لايوجد شيئ اسمه اخلاقيات وشرف مهنة مع وجود الاحتلال .
فلسطين 9102004
#حسين_خميس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟