أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسَلم الكساسبة - تلك الجماهير الثائرة مالذي حركها ؟؟














المزيد.....


تلك الجماهير الثائرة مالذي حركها ؟؟


مسَلم الكساسبة

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 20:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يخطئ من يظن أن الجماهير العربية ثارت من أجل لقمة العيش وحدها ، أي (الجوع) مع أنه لوحده مبرر وسبب أكثر من كاف لأن يثوروا.

ويخطئ من يظن أنهم ثاروا بسبب الاستبداد الذي هو سلب واغتصاب السلطة واحتكارها والاستئثار بها وممارستها من خلف أبواب موصدة وفي دائرة اطلاع ضيقة جدا بتغييب الشهود وإقصاء الشركاء ، مع انه بدوره ولوحده سبب أكثر من كاف لأن يثوروا حتى لو لم يقترن ذلك الاستبداد بالسلطة باستبداد بالناس ومصائرهم ،وبرئ من تلك الممارسات المنحطة والمهينة التي تلازم الاستبداد عادة .

وربما أيضا لا يكون دقيقا كذلك أن نقول أنهم ثاروا بسبب الفساد وتحول السلطة إلى( سخطة ) ، ومن سلطة لحماية مصالحهم ورعايتها في مواجهة المحتكرين وأصحاب البزنس إلى سلطة تتحالف في الداخل مع كل أولئك ضدهم وتتاجر بهم وبمصالحهم في سوق البزنس وأرباب المال والأعمال .. وبدلا من الأساليب التقليدية بتلقي الرشا بشكل حذر ومحدود لتمرير مصالح هؤلاء وصفقاتهم باتت تلك السلطة المستبدة تفوض وتبيع لهم علنا سلطتها المستبد بها وتأتي بهم إلى سدة صنع القرار تحت رعايتها ليصنعوا ويشرعوا من القوانين ما يخدم جشعهم ويعينهم لامتصاص المزيد من الدماء.

ويخطئ أيضا من يظن أنهم ثاروا بسبب تحالف تلك السلطة مع أجهزة القمع والبوليس السري والجهري مع ما يتبعه من القمع وتقييد الحريات وما يرافق كل ذلك من أساليب شريرة وومناهج كيدية شيطانية ومقيتة جدا . مع أنها سبب كاف للثورة.

ويخطئ من يظن انه بسبب ارتهان إرادة الأمة والوطن والانبطاح لقوى أجنبية لمقايضتها البقاء وشراء الدعم منها برهن إرادة الشعب والوطن وقراره.

لكنه في الحقيقة بسبب أن سلطة الفرد المستبد شاءت ذلك أم أبت لابد لها في الخاتمة أن تجمع كل تلك المصائب فوق رؤوسهم دفعة واحدة . وهم غن تحملوا واحدة منها فلن يتحملوا كل تلك المصائب والموبقات مجتمعة .

ففي الداخل استبداد بالسلطة فتجويع بسبب النهب والفساد فاضطرار السلطة إلى القمع والقهر لضمان السكوت ومع حاجتها لمزيد من القوة اضطرارها للتحالف ضد الشعب مع الجشعين وأرباب البزنس وإطلاق أيديهم لامتصاص دماء الناس لان هكذا سلطة في النهاية لن تتحالف مع الجائعين بل مع من هم في طبقتها وأهدافهم ومصالحهم تتلاقى وأهدافها ومصالحها.

وفي الخارج ستجد سلطة بهذه المواصفات نفسها أيضا مضطرة للتحالف مع قوى معادية للشعوب والانبطاح لها ورهن إرادة الوطن والأمة لشراء الدعم الخارجي منها بذلك الارتهان.

فيتحالف ضدهم مع أعدائهم في الداخل والخارج.

ينهب السلطة التي يسلطها سيفا على رقابهم مستقويا بمن تحالف معهم في الداخل والخارج.

لا يكتفي بأن يمتص دماءهم بل ويعطي الإذن لمن تحالف معهم من مصاصي الدماء ليكملوا المهمة عنه معه.

فتصل الأمور إلى حد لا يمكن الرضي به والسكوت عنه لان الموت يغدو ألذ طمعا من هكذا حالة .

وإن الذين لاحظوا كيف أن الثورات العربية الأخيرة بدأت في أنظمة اجتمعت فيها كل تلك العناصر والشروط : من تحالف مع الجشعين في الداخل وتحالف مع قوى مُعادية في الخارج رَهَنَ لها مَن في السّلطة إرادة الأمة ، وعدا عن الاستئثار بالسلطة التي جيرها لهؤلاء في الداخل وأولئك في الخارج مع ما يلي وينشأ عن كل ذلك من فساد يلد التجويع والمهانة فيضطر الممسك بالسلطة مع هذه الحالة إلى القمع الذي هو بدوره يلد الإذلال والقهر والذي يشحن النفوس بطاقة النقمة وهكذا في تراكية لوغاريتمية ، وهو ما يمكن وصفه بمجمله بأنه حالة من العداء السافر للجماهير والتعالي عليها والاستخفاف بها ، فتتشكل من مجموع ذلك كله قضية كرامة وحرية وبيئة قابلة للاشتعال في أية لحظة . وهو ما حصل وما زال يترى على التراب العربي .

إنها الكرامة إذا وشعور الرجال بقهر الرجال وبمرارة الاستعلاء والاستخفاف وإدارة الظهر للشعوب .. وليست بدافع من أية مفردة من تلك المفردات وحدها حتى الخبز دواء المعد الخاوية هي ما يوصل تلك الجماهير إلى اللاعودة والذهاب في مطالبها إلى آخر الشوط.



#مسَلم_الكساسبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متلازمة الفاد والاستبداد وثنائية الفصل والوصل .. (2)
- متلازمة الفساد والاستبداد وثنائية الفصل والوصل.
- مدرسة بالية ومهنة غير مشرفة ..
- -جميعنا البوعزيزي.. جميعهم ذلك المخلوع-


المزيد.....




- كان محكومًا بالسجن مدى الحياة.. لحظة لقاء فلسطيني بزوجته في ...
- لافروف وفيدان يناقشان الوضع في سوريا والقضايا الإقليمية
- كيف تصادمت طائرتان في أجواء واشنطن؟ تفاصيل غريبة عن حادث مطا ...
- -نقوم بالكثير من أجلهما-...ترامب يصر على استقبال مصر والأردن ...
- مظاهرة حاشدة لأنصار عمدة مدينة اسطنبول أثناء مثوله أمام القض ...
- فرقة البيتلز تعود بالذكاء الاصطناعي وتترشح لنيل جائزة غرامي ...
- الشرع رئيساً.. بداية لإرساء منطق الدولة أم خطوة نحو المجهول؟ ...
- الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي في منطقة ز ...
- هيئة الأركان العامة الأوكرانية تعترف بوضع قواتها المعقد على ...
- شبكة -NBC- تكشف تفاصيل جديدة حول حادث تصادم الطائرتين في مطا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسَلم الكساسبة - تلك الجماهير الثائرة مالذي حركها ؟؟