أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - الشعب الليبي يحطم قيوده














المزيد.....


الشعب الليبي يحطم قيوده


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في هذه الأيام التي يقف فيها الشعب الليبي بصدره العاري في وجه فلول نظام لا يستحق أن يعيش 42 يوماً وليس 42 سنة، يقف الأحرار في جميع أنحاء العالم إلى جانبه في عزمه الأكيد على التخلص من هذا "العيب" التاريخي! هذه حلقة جديدة من حلقات مسلسل تصفية شعوب المنطقة لحساباتها مع الأنظمة الاستبدادية الخارجة على منطق التاريخ والقوانين الوضعية والشرائع السماوية.
أعرف الشعب الليبي عن كثب، وقد كنت معاراً للتدريس لمدة سنتين في ليبيا للبحث عن لقمة العيش الكريمة خارج بلدي في النصف الأول من تسعينات القرن الماضي. وأعرف من الليبيين من هو القذافي، وقد شاءت الصدف أن تكون كلية الطب التي درست فيها في مدينة "سبها" بجوار المدرسة التي درس فيها "القائد" في المرحلة الابتدائية.
ولدعم قبيلته في سبها، جاء القذافي بآلاف التشاديين، بحجة أنهم ينتمون إلى قبيلته، ولهم الحق بالعيش في ليبيا، ومنحهم المال. شكل هؤلاء حزاماً حول المدينة، والذي تحول إلى مصدر للمخدرات والجريمة والدعارة، وعانى منه السكان الأصليون كثيراً.
عاشت ليبيا في تلك الفترة تحت الحصار بسبب قضية "لوكربي"، وأدى ذلك إلى مصاعب كثيرة لليبيين والمغتربين في هذا البلد. هذه مصيبة واحدة من المصائب التي سببها لشعبه نظام استبدادي متخلف. وكنا مضطرين لمشاهدة مسلسلاته التلفزيونية التي تعرض لزياراته اليومية تقريباً للمدن والقرى، من أجل دعم سياساته وتسويقها عند القبائل الليبية. كان يلقي بكلماته كيفما شاء بين الجماهير الهاتفة المحيطة به، كمهرج هاوٍ يكاد يصدق نفسه. لم يكن ثمة من مهرب، فمن نظام استبدادي إلى آخر والفرق في التفاصيل والنكهات المحلية، فإلى أين المفر؟
من مطار طرابلس وحتى وصولي إلى سبها، كنت أتسلى بقراءة شعارات "الكتاب الأخضر" السمجة والمنتشرة في كل مكان، من مثل: "المركوب حاجة ضرورية" و "الناقة تلد.. الدينار لا يلد" وغيرها أعجب، مما لا أتذكره أو طردته من ذاكرتي! إنها "فلسفة" ثورية متخلفة مثَّلت النسخة الليبية المشوهة من الانقلابات الثورية التي عمت المنطقة.
قدم هذا النظام أسوأ صورة عن ليبيا، وقمع شعبها بالحديد والنار، وضيع ثرواتها في كل اتجاه، وهو يريد الآن حرق هذا البلد. لقد نكبت شعوب منطقتنا بأسوأ أنظمة حكم، لدرجة يصبح معها الاستعمار والأخطار الأخرى مجرد سحابة عابرة. وهتفت الشعوب لقادتها حتى التهبت حناجرها، ونكل بخيرة أبنائها أو هُجروا، وعندما استفاقت على مصيبتها، اكتشفت متأخرة الوجه الحقيقي لهؤلاء.
ما يحدث في ليبيا الآن يجب أن يحرك ضمائر العالم والأمم المتحدة بأسرع ما يمكن، وبصورة عملية، إنه امتحان آخر لمصداقية الدول على الشاطئ الآخر للمتوسط والمحيط الأطلسي. وتحية لكل من وقف بجانب الشعب الليبي، وخاصة علماء الدين الذين ناصروه، باستثناء فتاويهم عن القتل، فهذه لا أحبذها.
كان من المتوقع أن يكون الثمن باهظاً فيما يتعلق بمسألة التغيير في ليبيا، وذلك نظراً لطبيعة نظام الحكم الاستثنائية من حيث الفجور، علاوة على حالة الحاكم النفسية غير السوية بكل المقاييس. ولكن ذلك يؤكد أيضاً أن التغيير حاصل لا محالة في ما تبقى من أنظمة الاستبداد، والتي أثبتت أنها لن تتعلم أبداً.
بلد بعد آخر، تقدم شعوبنا التواقة إلى الحرية ضروباً من البطولات والتضحية جعلتها محط اهتمام العالم وتقديره. ومن الآن فصاعداً ستدخل التاريخ كقوى فاعلة ومؤثرة في جميع المجالات. وسيتلقى الإرهاب ضربة قاصمة، وسيختفي تدريجاً في ظروف لم تعد تنتجه.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير كعلاج نفسي للشعوب العربية
- في هذه الظروف العصيبة!
- ألسنا جميعاً نحب سوريا!
- فجر الحرية الجديد
- دروس ثورة الياسمين التونسية
- وهم الأبدية العربي
- هل المشكلة في الأقليات أم في الأكثرية؟
- محنة رياض سيف
- البرادعي بين التكفير والتفكير
- أية مصلحة وطنية
- الآفاق المفتوحة للتواصل على شبكة الانترنت
- هل وقعت حماس في الفخ؟
- سر الأرملة السوداء
- في اللغة الفارغة والمعاني الخادعة
- مشهد قطع الرقاب في اللوحة البعثية القاتمة
- الوطنية المسلوبة
- محظوظ شعب سوريا ونظامه!
- جنون عظمة السلطة و-خرف- المعارضة
- تضامناً مع الدكتورة ماري الياس...لأنني خبرت ذلك مراراً
- في التمييز بين المقاومة والإرهاب


المزيد.....




- اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب ...
- أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع ...
- بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين ...
- السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق ...
- حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا ...
- مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب ...
- الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق ...
- بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط ...
- نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - الشعب الليبي يحطم قيوده