سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 18:12
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
جاءت الثورة الليبية كامتداد وتطوير للثورة التونسية والمصرية بل ونقلة نوعية في مسيرة تحرير البشرية. فقد اتسع تأثيرها ليشمل جميع شعوب العالم وعزز ثقة البشرية بوحدتها و بقدراتها على تحقيق تحررها. فقد هبت جميع شعوب العالم لنصرة الشعب الليبي مستنفرة طاقاتها لدعم صموده وتجريد النظام الليبي من مقومات شرعيته الدولية ومن ادواته وركائزه في معظم انحاء العالم . حيث استقال معظم سفرائه وممثليه على الساحة الدولية وفي المحافل والمنظمات الدولية. واعلان ادانتهم وشجبهم للارهاب الدموي الذي شنه النظام الليبي وتبرئهم من جرائمه ومطالبين بمحاكمته كمجرم حرب ضد ابناء شعبه. فقد استنفر النظام الليبي كل الوسائل المعاصرة والسلفية لتركيع شعبه , بدءا بالمرتزقة من اكلي لحوم البشر واستخدام الحيوانات والسيوف الى احدث الاسلحة الفتاكة بالجملة والمفرد كالقصف الجوي بالقنابل والغازات الى اشكال من الاشعاعات التي تفجر الاحشاء اوتشل الاطراف.
واذ وقف اقطاب النظام الراسمالي العالمي وكل ادواته ومنظماته ووسائل اعلامه من الثورة المصرية وقفة المتفرج الواثق من قدرة النظام المصري وهو من ابرز ركائزهم على سحق الثورة ثم اضطرارهم للتفريط به بعد اتضاح عجزه عن الصمود, والثقة بقدرتهم على استبداله ,فانهم اليوم وهم يشهدون تعاظم قدرات الشعوب وامكانياتها واتساع وتطور تحركها, يستنفرون كل طاقاتهم لافشالها, باساليب مختلفة . فامريكا والدول الاوربية المطمئنة على استقرار شعوبها تحت ضغط الازمة الاقتصادية الشاملة, تستنفر طاقاتها باسلوب موارب في دعم النظام الليبي لادامة استثماراتها واستغلالها لثروات الشعب الليبي فضلا عن استنفار كل الامكانيات والادوات لافشال الثورة حتى ولواقتضى الامر ابادة الشعب الليبي واستبداله بالمرتزقة , ولوقف تاثيرها على سائر الشعوب, بل وتقديمها مثلا مرعبا لعموم البشرية . في حين عجزت ادواتها في المحافل والمنظمات الدولية عن دعم او تبرير جرائم النظام الليبي بل واضطرت تحت ضغط الشعوب لعقد مجلس الامن جلسة خاصة لادانة جرائم النظام واتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية الشعب الليبي. في حين تدرك شعوب العالم بخبرتها المتراكمة عبر تاريخ المنظمات الدولية ومجلس امنها بمهماتها وبما اصدرته من قرارات واتخذته من اجراءات بحق اعداء البشرية تحت ضغط الشعوب في اوج تحركاتها وذهبت ادراج الرياح .فلا يتوقع منه اكثر من بيان ادانة للجرائم ووعود باتخاذ اجراءات وتحقيقات تذروها الرياح . ولكن الثورة الليبية صعدت الى حد كبير من رعب جميع الانظمة العربية وشعرت باهتزاز كراسيها وعجز اسيادها عن حمايتها وبدأت تتسابق بتقديم التنازلات والاصلاحات لدرء تحرك شعوبها او لاخماده كما يجري في اليمن والعراق والاردن.
ومهما تكن نتائج الثورة الليبية والتي ما زالت في زخمها المتصاعد وتاثيرها المتسع فان ليبيا لم تعد كما كانت قبل الثورة , بل ولا العالم لم يعد كما كان. فالبشرية تسير نحو تحررها بخطوات متسارعة تعززها امكانات متطورة وثقة متعاظمة
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟