أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال شاكر البيابي - النخب السعودية: تخبط ونشاز في إيقاع العصر














المزيد.....

النخب السعودية: تخبط ونشاز في إيقاع العصر


نضال شاكر البيابي

الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 13:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


"النخب الثقافية السعودية" ما هي أفكارها ومشاريعها ، ونماذجها ودورها ، وفعاليتها ، والأهم من ذلك كله، مقدار مصداقيتها ، ومدى التناغم بين الأفكار والممارسات؟
للنخب السعودية وجهان ، أو اتجاهان:
1-وجه ليبرالي مشوه ، وأكاد أقول مسخا هجينا، تنحصر مهماته "الليبرالية " في التسلق على قضايا المرأة ، لكنه بمنأى عن مشكلات المرأة التي يختبئ وراءها، سنجده يعاني العماء والفصام والكساح عندما يتعلق الأمر بالشأن الحقوقي والسياسي الداخلي، لأن تلك القضايا
كما يبدو سفاسف لا تليق بـ"ليبراليته" العريقة.
2-والوجه الآخر، ديني إيديولوجي، تنحصر مهماته" الإسلامية" في اجتثاث جذور "الرذيلة " ومحاربة "الشيطان"(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)وتحويل الدين إلى متلصص على نوايا وعقول البشر" الضالين".
الأول ليبرالي بامتياز عندما يتعلق الأمر بـ"المرأة" ، وتقليدي حد النخاع خارج تخوم تاء التأنيث، ونصرته للمرأة غالبا مشروطة ، بمعنى أن تكون هذه المرأة المغلوب على أمرها والتي أثارت زفراتها "حفيظته الليبرالية "خارج أسوار قبيلته ، عشيرته، أسرته..
والثاني لا يرى شيئا في الحياة اليومية خارج إطار الدين .
الأول يزيف المفاهيم بقناع ليبرالي مزدوج ، والثاني يحرس المفاهيم ويعتّقها بأمر سماوي.
الأول انتقائي، يستعير بعض مبادئ عصر النهضة الأوربية ويسعودّها قسرا.
والثاني انتقائي أيضا، ولكن باجترار مظاهر وقيم عصر " السلف الصالح".
الأول يحيل كل الأفكار والمفاهيم (العقل ، الحرية، الديموقراطية، المجتمع المدني ..إلخ) إلى مجرد معلومات يرددها على شكل محفوظات ، دون أن يبتكر علاقة نقدية مع ذاته وفكره ومع حقل الأفكار التي يتبناها اعتباطيا.
والثاني يردد بشكل آلي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية دون محاولة التأمل والكشف والتقصي ، بحيث يبدو أنه يرواح مكانه وسط ثبات متجذرعلى مستوى القراءة للنص ، ولا يوجد ثمة فارق جوهري بينه وقارئ من القرن السابع الهجري.
الأول عجز عجزا فاضحا عن تجديد القيم العقلانية التي "يجعجع" بها عند كل مناسبة ، فهو لم يقدم نقدا تفكيكيا للأفكار التنويرية المستعارة ، وإنما أكتفى بالجعجعة والرغاء .أي أنه " تعامل مع فكرة التنوير بصورة غير تنويرية" حسب تعبير علي حرب، وفي الوقت ذاته يطالب الماضويين الإسلاميين بالتجديد في الفكر الديني وعصرنته.
والثاني أعمته نرجسيته الدينية، فهو يحيا على هامش التاريخ الحديث ، وعلى الرغم من عقمه الفكري ، وهزال وقصور أدواته " التغيرية" إلا أنه ظن عبثا أن مهمته الرسالية تقتضي قيادة المجتمع إلى الجنة "المجتمع الطهراني المثالي"وإن اقتضى ذلك الجبر والإكراه.
الأول يعاني استلابا " تقدميا" إزاء الأفكار التنويرية المستعارة، وثمة ازدواجية فاقعة بين أقواله التنويرية وممارسته الاستبداية.
والثاني يعاني استلابا إزاء القيم الاجتماعية الكامنة في بطون التراث العربي، وقد يحاكم الآخرين من خلالها، ولا تخلو أيضا معاييره من ازدواجية ، وذلك يبدو واضحا في أدبياته الطافحة بدعاوى الإصلاح والتقوى والزهد ، بينما ممارساته تفند كل تلك الإدعاءات الزائفة.
الأول يظن أن الديموقراطية مجرد شعار أو وصفة سحرية يمكن تطبيقها بسهولة بمعزل عن التجربة التاريخية والمحركات الاجتماعية والوعي الذاتي ، وكأنما الواقع السياسي طاريء ودخيل على النسق الاجتماعي ، ناسيا أو بالأحرى متناسيا أن الأنظمة السياسية بصرف النظر عن كنهها هي نتاج للنسق الاجتماعي .
والثاني من خلال اختطافه للمعرفة الإسلامية، يزعم أنه ممثل الحقيقة، والحق، والعدالة ، والوصي على الحريات والحقوق والهوية والأمة، والمؤتمن على القضايا والمصالح.
ولعمري إن تلك المزاعم والممارسات هي حجب للحقيقة التي يدعونها ، والحقيقة التي لا لبس فيها ، أنهم مجندون لكي يحافظوا على ديمومة التخلف .
ينتج من هذا الحراك الثقافي في السعودية وأعني على وجه التحديد الديني الايديولوجي ، والهجين الليبرالي ، أقول ينتج كما هائلا من التناقضات والتشوهات.. تطعن في صلاحية ومصداقية شعاراتهم المجوفة ، فلم يستطع أحدهما إنتاج مفاهيم ومناهج تحمل طابع الابتكارحيث يمكن التعويل عليها بشكل جدي على المدى البعيد على الرغم من غرفهما من تركة معرفية ثرة ،لأن أدواتهم قاصرة عن فهم وتشخيص الواقع ومشكلاته ، فالعائق ليس في ذات الفكرة أو الشعار بقدر ما هو في حامل الفكرة ، وفي منهجه ووسائله وتقليديته الصنمية.
بعبارة أخرى.. قد تكون الفكرة خلاقة في ذاتها ، لكنها قد تتهافت وتتحول إلى عقيم إذا لم تجد تربة خصبة تحتضنها . وما يحدث هنا هو استنزاف للوقت والجهد هباء على أفكار منجزة ، بينما الأرض جدباء.



#نضال_شاكر_البيابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما آن للثبات من تحول ؟!
- المناهج الدينية ، وزر الماضي وعبء المستقبل
- قراءة في الفلسلفة «العدمية» لنيتشه
- أنا أفكر، إذن أنا موجود
- لا يوجد في البنات صغيرة !!
- من يذكي النزعات الطائفية في أوطاننا ؟!
- حرق القرآن الكريم..كلنا ندين بشدة ولكن..!
- الهيئة عندما تنتهك إنسانيتنا!
- شخصنة الاختلاف
- عندما يتحول المثقف إلى روزخون ..!
- مجتمعنا السعودي وبعبع الحرية
- البريك والرغاء الطائفي وتأصيل الكراهية..!
- الكارثة الأخلاقية..تكريم الجلادين..!
- انتظار المخلص..وأسئلة حائرة
- شات القنوات الفضائية والحب المحرم
- (المرأة ومجتمع التناقضات)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال شاكر البيابي - النخب السعودية: تخبط ونشاز في إيقاع العصر