أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - عصابة اللهو الخفي المصرية في قاووش واحد














المزيد.....

عصابة اللهو الخفي المصرية في قاووش واحد


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 11:43
المحور: كتابات ساخرة
    


درجت العادة في منظومة الاستبداد والفساد العربية أن يتسيد الجهلة واللصوص والأغبياء والخارجون عن القانون، ويجوّع الشرفاء والأحرار، وهذا هو حال مصر مبارك التي أطلق فيها يد لصوص الفساد والنهب العام، كسياسة عامة للدولة، فكان ما كان من مصيره المعروف، والمثل الشعبي يقول: "الحق البوم يدلك على الخراب"، وهذا "البوم" الفاسد هو ما قاد مبارك إلى نهايته التراجيدية المعروفة، وهو ما قاد النظام الرسمي العربي إلى الهاوية السحيقة التي يتخبط فيها، ويحتل بموجبه قوائم الفساد والعار في كل الإحصاءات الدولية، وصدام حسين مثلاً أحاط نفسه بشلة من "الشوفيرية" السابقين، واللصوص، و"أجدع" واحد فيهم لم يكن لديه شهادة دراسة إعدادية من حسين كامل، إلى علي حسن المجيد، وسلمهم مقاليد البلاد والعباد فكان له ذلك المصير الأسود الذي أراد ولاقاه، وقل لي من تصاحب أقل لك من أنت؟

واليوم، فمن غرائب الصدف، وأعجبها، أن يجتمع رموز الفساد الكبار في النظام المصري البائد، في زنزانة واحدة، ويقادوا جميعاً في سيارة شرطة واحدة، إمعاناً في إذلالهم، وبصحبتهم الجنرال، صاحب المعالي حبيب "أمه" العادلي، وزير الداخلية المصري الذي كان حتى وقت قريب، الحاكم الفعلي، والعرفي لمصر، يأمر وينهي ويسيد ويميد. وهذه هي حكم ودروس الحياة، وقوانين الزمان، الذي لا يعرف أي نوع من الطمأنينة والأمان، ومن يعتقد أن المليارات ستجلب له الأمان، فهو واهم, بالمطلق.

فقد جاء في الأنباء، ويا لمحاسن الصدف، اجتماع كل من وزراء الداخلية والإسكان والسياحة، السابقين، بالإضافة إلى رجل الأعمال أحمد عز، إمبراطور الحديد المعروف، وأمين التنظيم في الحزب الوطني الحالم، في "عنبر واحد، وقضاؤهم ليلتهم الأولى في سجن مزرعة طرة، كاي مجموعة من اللصوص الصغار يقبض عليها في عملية تهريب، أو قضية دعارة، وأستغفر الله، في شقة "مشبوهة" كما يسميها الإعلام العربي، أو "شلة" حشاشين في هزيع الليل الأخير وقد تسببوا بمشاكل وإقلاق للجوار، أو مجموعة بلطجية و"زعران" يتشاجرون في الشارع العام ويتحرشون بالنساء، فأتتهم "كبسة" من البوليس و"لمتهم" جميعاً ليباتوا ليلتهم في السجن، حتى الصباح ليأتي "المأمور" ويكتبوا تعهداً بعد تكرار فعلتهم الشنعاء..

والصورة لم تنته ها هنا، فقد كان في استقبالهم، أو بانتظارهم، رجل الأعمال البارز السابق، إمبراطور العقارات وسرقة أراضي الدولة بالحلال طلعت مصطفى، المحكوم، بعد استئناف بالإعدام، بخمسة عشر عاماً، بسبب إدانته بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، بواسطة ضابط أمن الدولة السابق محسن السكري، الذي يتمتع معهم بقضاء أجمل الأوقات في ذات السجن المصري. هذه هي وجوه مصر "الكبيرة" وبكل أسف، رجال أعمال، وساسة، وجنرالات، ووزراء، وضباط أمن دولة، تجتمع في سجن واحد، وفي عنبر واحد، فأية دول يحكمها هؤلاء اللصوص الرعاع، بل أي مصير ينتظر هذه المجتمعات؟ ها هم "وجوه" مصر السابقين بكل أسف، الذين كانوا يحتلون الواجهات والمشهد العام!!!

في الحقيقة الأمر من جهتنا ليس مستغرباً على الإطلاق، فهذا هو مكانهم، وهذا هو مستواهم الطبيعي ومكان أمثالهم من "الصيـّع الضيـّع" كما يقول المصريون، وهذا هو تصحيح للوضع الشاذ وغير الطبيعي الذي كان سائداً في فترة تغول الفساد والانفلات والفوضى التي ميزت حقبة مبارك. نعم هذا هو الوضع الطبيعي لهم، فالوضع غير الطبيعي، والمستهجن، هو وجودهم في تلك الأماكن الحساسة والعامة المرموقة التي شغلوها لفترة طويلة من الزمان كانت كافية لتضع مصر الحضارة والتاريخ في ذلك الوضع الشاذ وغير اللائق بين الأمم التي وجدت نفسها فيه، جراء تسيد الجهلة واللصوص والأغبياء، على مفاصل الدولة.

وبالطبع الصورة الجميلة، والطبيعية، لن تكتمل إلا بوجود معلمهم، وسيدهم، وكبيرهم الذي علمهم السحر الرئيس المؤمن محمد حسني مبارك الذي يجب أن يتصدر "العنبر" ويكون "عكيد القاووش*" أو يجسد ذات الأدوار الشريرة التي جسدها "توفيق الذقن" أو محمود المليجي في السينما المصرية وهو في كل الأحوال لا يختلف كثيراً عنهما، وهذا ما يتوقعه البعض، وننتظره جميعاً، في ظل الاستعداد لمحاكمة العصر الكبرى التي تتهيأ لها وتعدها منظمات حقوقية مصرية بتهم الفساد والنهب وجمع أموال عامة بطرق غير مشروعة.

هل تكتمل الصورة ويجتمع الخلان والأحباب والأصحاب ورفاق السوق وأصحاب السوابق المسجلين خطراً، و"رد السجون" في المستقبل القريب، من عصابة "اللهو الخفي" التي روعت مصر والمصريين المساكين أولاد البلد "الغلابة" على مدى ثلاثين عاماً من النهب المنظم والسرقة، والسطو على المال العام على عينك يا تاجر وفي وضح النهار؟هل يتحقق ذلك؟ لم لا فكل شيء جائز، وكما قال الشاعر:

الليالي من الزمان حبالى ****مثقلات يلدن كل عجيبة

*القاووش هي لفظة تركية، والله أعلم، للمهجع أو غرفة السجن الكبيرة.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيف الأحلام القذافي: سيف من خشب أتى ليكحلها فعماها
- سقوط الاستراتيجيات الأمنية للأنظمة العربية
- إياكم أن يضحكوا عليكم: لا لرشوة المواطن العربي
- هل جاء دور العقيد الليبي؟
- لن تحميكم أمريكا ولا إسرائيل، ولا ملياراتكم، بل حب شعوبكم
- باي باي: في رثاء معسكر الاعتدال العربي
- هل تكفّر الجيوش العربية عن تاريخها القديم؟
- طوبى للأغبياء: الغباء يصنع المعجزات
- هل تتحرر مصر من حقبة مبارك الوهابية ؟
- تنحوا، طال عمركم، قبل أن تُنحوا، فذلكم خير لكم لعلكم تفلحون! ...
- اقبضوا فوراً على فيصل القاسم مفجر الثورات والشوارع!!!
- سَيُصْلى ثورة ذات غضب
- ما أغنى عنه ماله وما كسب
- وامرأته حمّالة الذهب
- أطعموا شعوبكم كي تحبكم ولا تثور عليكم
- لا تفرحوا كثيراً في مصر فالإخوان قادمون
- هل فجّر مبارك خط الغاز الذاهب لإسرائيل؟
- زمن المهمشين: لا صوت يعلو على صوت الصامتين
- يا شماتة إيران فيكم!!!
- ماذا بعد انهيار معسكر الاعتدال لعربي؟


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - عصابة اللهو الخفي المصرية في قاووش واحد