أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - نساء الثورة الشعبية ونساء النخبة الحاكمة














المزيد.....

نساء الثورة الشعبية ونساء النخبة الحاكمة


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 09:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تتشابه نساء النخبة مع رجالها فى الخضوع للسلطة الحاكمة ونفاقها، ثم الانقلاب السريع عليها بعد السقوط والتنصل منها، شهدنا ذلك منذ عهد الملك ثم عبدالناصر ثم السادات ثم مبارك، أكثر النخبة (الرجال والنساء) تهليلا وتبجيلا لمبارك وأسرته أكثرهم هجوما عليهم اليوم بعد نجاح الثورة الشعبية، يتعفف الذين وجهوا إليهم النقد اللاذع فى عز سطوتهم من تجريحهم الآن، لأن الضرب فى الميت حرام، كما يقول المثل الشعبى، لكن الهجوم والتجريح شىء والمحاسبة أو المحاكمة العادلة شىء آخر، من حق الشعب أن يحاسب حكامه على ما فعلوه، لهذا أطالب بإلغاء قانون الحصانة تماما.

تتشابه النخب المثقفة نساء ورجالا فى الازدواجية الأخلاقية الشائعة فى النظم الطبقية الأبوية، يزداد التناقض الأخلاقى بازدياد القرب من السلطة وزيادة الطموح الثقافى، ما هذا المثقف الذى يقبل جائزة مبارك أو الملك أو السلطان ثم يرفضها بعد سقوطهم؟

هل يتساوى هذا المثقف أخلاقيا مع زميل له رفض الجائزة وهم فى قمة الجبروت؟ وما الفرق بين كاتبة تمدح سوزان مبارك وتهلل لحصولها على درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة، وكاتبة أخرى تعلن عن رفضها نفاق الجامعة؟

ما الفرق بين وزير لا يقدم استقالته إلا بعد سقوط مبارك، وشخص آخر يرفض المنصب ومبارك فى سطوة الحكم؟ لكن الأمور تختلط على الكثيرين، ومنهم من يطالب بالتسامح ونسيان الماضى والتركيز على بناء المستقبل، لكن بناء المستقبل يحتاج إلى تقييم الماضى، محاسبة كل شخص على أخطائه حتى لا تتكرر فى المستقبل، حتى ينال كل إنسان ما يستحقه وتتحقق العدالة.

كثيرون من النخب المثقفة فوجئوا بالأخلاق الراقية للثورة الشعبية، نساء ورجالا وأطفالا، مسلمين وأقباطاً، كيف سادت بينهم المودة والوحدة والتعاون والسلام، كيف غسلت الثورة الأنانية والكراهية، كيف قضت على الازدواجيات الأخلاقية، كيف جعلت الرجل ينظر إلى زميلته الثائرة كإنسانة مساوية له فى كل شىء.

رقصت معهم وأنا أضحك وأبكى، غمرنى الفرح والحزن فى آن واحد، الفرح بالحرية والعدالة الجديدة بين الرجال والنساء، والحزن على زمن طويل انقضى، من الطفولة حتى نهاية العمر دون أن أعيش الحرية والعدالة، تأخرت الثورة سبعين عاما وكنت أحلم بها منذ العاشرة من عمرى.

تحت إحدى الخيام فى ميدان التحرير جلست مع مجموعة من النساء، مصريات عاديات خرجن من بيوتهن لأول مرة، سألتهن عما يطلبن من الثورة، قالت واحدة إنها تتمنى أن يحمى القانون الجديد الأسرة والأطفال من عبث الرجال وسوء سلوكهم مع النساء، وقالت امرأة أخرى المرأة فى بلدنا تعيسة بسبب الفقر وخيانة زوجها لها، أو يطلقها من غير سبب أو عشان يتجوز غيرها، إحنا ما عندناش حقوق ولا كرامة.

بعد تشكيل اللجنة لتعديل بعض بنود الدستور من رجال ليس بينهم امرأة واحدة اجتمعت بعض النساء لتشكيل اللجنة الشعبية لتأسيس الاتحاد النسائى المصرى، دار الحوار حول ضرورة تجميع قوى النساء المشتتة فى قوة واحدة،

قالت شابة عاشت أسبوعين تحت الخيمة فى ميدان التحرير: الاتحاد قوة يا أخواتى، دون قوة سياسية لا يمكن أن نأخذ حقوقنا، اتحاد الشعب فى ثورتنا كان القوة التى أسقطت النظام، اعترضت عليها امرأة من النخبة المثقفة، قالت: أنا لا أرى أى داع لتكوين اتحاد نسائى، الثورة الشعبية أذابت الفروق بين الرجال والنساء، نحن فى حاجة إلى مبادرات مدنية تهتم بمشاريع التنمية كمحو الأمية، حملات التوعية السياسية والحقوقية، حملات النظافة وكنس الشوارع ودهان الأرض وتنشيط السياحة.

اتفقت الأغلبية مع الشابات الثائرات وتراجعت الأستاذة من النخبة المثقفة إلى الوراء، وهذا هو درس الثورة المصرية، تطور العقل الثورى للشباب والشابات وسبق عقول النخبة المثقفة المترددة، المتأرجحة بين الحكومة والمعارضة، بين التمرد والخضوع، بين الصدق والنفاق.



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المصرية مستمرة حتى تحقق أهدافها كلها (٢)
- الثورة المصرية تضع قيما وعقدا اجتماعيا جديدا
- نساء تونس ونجاح الثورة الشعبية
- الإبداع المتمرد لا يموت
- استعادة العقل المصرى هى الأمان الوحيد
- النساء وكتابة الأدب
- نساء ورجال القرن الواحد والعشرين
- هل ينمو فكر جديد؟.. حوارات نوال ومنى
- أعظم نساء ورجال القرن؟
- خروف العيد: حوارات نوال ومنى (٢)
- خروف العيد: حوارات نوال ومنى (١)
- تمجيد المرأة والعقل الأجنبى.. وتحقير أنفسنا وزوجاتنا
- السلطة الأبوية والتجارة بالجنس
- صمتوا حين كان الكلام واجباً
- الضمير الحى فوق الهوية القومية والدينية
- وجوه تتكرر فى كل عهد
- الدكتوراة الفخرية والتعددية والنسبية
- جلسة مع كاتبات فى القاهرة
- الصورة المفبركة بدل الحقيقة المؤلمة
- المرأة الكاتبة


المزيد.....




- المالية الجزائرية: تعديل سن التقاعد للمرأة 2024 الجزائر.. تع ...
- ” التقديم متاح الآن “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- “إلحقي قدمي بسرعة” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- أهم المكسرات في خسارة الوزن عند النساء!
- ?على المرأة استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض
- تدريس مادة التربية العسكرية للفتيات .. جدل ساخر عبر مواقع ال ...
- مقتل امرأة وإصابة 10 بإطلاق نار داخل -ماكدونالدز- بئر السبع ...
- حشود تحرق مركزًا للشرطة بعد -اغتصاب وقتل- فتاة تبلغ من العمر ...
- في الثمانين من عمرها.. تتنافس تشوي سون هوا على لقب ملكة جمال ...
- “من هنا” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - نساء الثورة الشعبية ونساء النخبة الحاكمة