أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد وادي - لصوص بحماية القانون














المزيد.....

لصوص بحماية القانون


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 03:51
المحور: كتابات ساخرة
    


لصوص بحماية القانون
جواد وادي
ألا ينطبق هذا العنوان كتوصيف دقيق لأنظمتنا العربية برمتها ودولتنا العراقية الجديدة وما ترتب عن هذا الوضع من كوارث تدفع الشعوب المحرومة لأن تؤدي ضريبة فادحة من الدم والتضحيات ؟
لا يختلف اثنان على أن جميع الأنظمة العربية تلتقي في قفة واحدة من حيث النهب والسطو والالتفاف على المال العام وبشتى الوسائل المستور منها والمعلن ومن يغاير هذا التعريف فيقينا انه يعاني من لوثة وينبغي أن يكون بين المجاذيب لا العقال وذوي الرجاحة أو من مافيات النهب المنتشرة على عموم الوطن العربي.
لماذا كل هذه الفوضى الخلاقة التي امتدت على رقعة الوطن العربي والبراكين تتعاظم يوما بعد آخر والدول العربية تنتظر دورها لتطالها الحمم بأعنف حالاتها.
هل من عاقل ذي سلطة ويقرأ الأحداث بعين البليغ أن يطرح مثل هذا السؤال مرات ومرات بدل أن يتحول إلى أصم وأبكم فهو لا يبصر ولا يعي ولم يعد بمواصفات آدمية؟
هذا هو شأن السادة أصحاب القرار السياسي ومن يتولى مهام قيادة العراق صغيرة كانت مهمته أو كبيرة والذين يفترض بهم أن يتدخلوا بقوة وبسرعة لإيقاف نزيف النهب والسرقات الموصوفة للمال العام بما لهم من سلطة عليا كأعضاء في الرئاسات الثلاث، الجمهورية والحكومة والبرلمان، رغم ما نسمع بين الفينة والأخرى من تنديد بهذه الظاهرة الخطيرة في العراق التي تشابكت حالاتها بين ما كان عليه نظام طاغية العراق المنهار من فساد عظيم لتتعاظم الظاهرة بشكل خطير وتنتشر كالهشيم في النار لتصبح مهمة كل من يتمكن من التقاط بضعة ملايين من الدولارات قبل فوات الأوان لأنه متيقن انه لا يختلف عن الآخرين في السطو على المال العام وآخر ما يفكر فيه ويحرك ضميره أن يترك العراقي في عوز وبطالة وحرمان ليقول أنا (شعلية) ودوني والطوفان لتعود ثقافة السطو بهذا الانتشار المخيف في مجتمع كان فيما مضى من الشعوب الفاضلة.
هؤلاء مجرمون بامتياز وينبغي الوقوف بحزم ومن كل الفعاليات العراقية لإيقاف هذا الهدر الذي يهدد حياة الناس لان لصا طويل اليد لا يختلف عن الإرهابي الذي يبيد الناس، كلاهما يهدف للتخريب ونهش اللحم البشري بقسوة وسادية وخيانة عظمى.
في لقائه مع الصحفيين والإعلاميين العراقيين مؤخرا تناول السيد رئيس الوزراء أمر الفساد في المجالس البلدية ومجالس المحافظات وقال بأنهم منتخبون ولا صلاحية له بتغييرهم إلا عن طريق انتخابات جديدة.
هل هذا كلام يقبله عاقل؟ كيف يتم السكوت إزاء نهب المال من قبل هؤلاء (المنتخبين) ولم يتم إيقافهم عن مهماتهم وإحالتهم إلى القضاء ومحاسبتهم والتدقيق بمصادر ثرائهم السريع والفاضح بدعوى أنهم منتخبون.. الله. الله!!!
إذن فليسرق المسؤول ما تيسر له من ملايين بالدولارات طبعا، هذا الذي أنتخبه المغفلون بدافع ديني وطائفي دون أن يعوا خطورة ما فعلوا، ولا مساءلة تطاله لأنه محصن بأصوات الجياع والمحرومين.
وإذا ما ضبط متلبسا بالسرقة لا صلاحية لأي كان إزاحته وإحالته للقضاء لأنه منتخب وهذا ما يشجع اللصوص بإطالة أياديهم دون حسيب مع وجود الرقيب. اللهم إن هذا منكر.
كيف تريدون من الناس المحرومين أن يلوذوا بالصمت وعلى مسمع ومرأى ومقربة منهم من ينهش بلحمهم. أينما يولي وجهه هذا العراقي البائس يجد نفسه محاطا بالمشاكل ونواقص لا حصر لها في الخدمات وهذا ليس حدسا بل ما وقفنا على تفاصيلها الفاجعة وبلاده على أنهار من الخيرات .
لا ينبغي أن ندير ظهورنا على تكالب النهب التي باتت هدفا لا محيد عنه لعديمي الضمير والقيم يساعدهم في ذلك الصمت وهو بحد ذاته قبولا ومباركة لما يحدث. حين كنا في بغداد لا نتوقف عن السؤال عن سبب إهمال أحياء كبيرة لا تحتكم على أدنى نوع من الخدمات. يأتينا الجواب الكارثي بان الأموال المرصودة لأي مرفق من الخدمات لهذا الحي قد صرفت على الورق ولا وجود لأي تحسين للخدمات، وكأن الزمن يتوقف عند لحظة استلام الأموال والأرصدة المخصصة للإصلاح دون أن يلمس الناس أي تحسن وهكذا انتشرت هذه الظاهرة وبالتالي نسمع السيد رئيس الوزراء توصيفهم بأنهم منتخبون ولا صلاحية له بتغييرهم.
هذا برأي تستر ومباركة لطقوس النهب من هرم السلطة الذي كنا نأمل منه أن يكون أكثر حرصا على المال العام بحمية المواطن الذي ينبغي أن يكون من أشد المحاربين لهذه الظاهرة المهولة.
كيف لمنصف ومراقب نبه لما يحدث في العراق أن يطلب من المحرومين أن يتمالكوا أعصابهم ويتزنوا وهم بإحساس مهين وأمل مفقود وضياع حقيقي للوطن والمواطن والملايين تتهرب لذوي الكروش المنتفخة والسلاميات الطويلة المجرمة وتبييض الأموال على قدم وساق.
منذ سنوات ونحن نرى ونسمع ونتابع أخبار إلقاء القبض على فلان وعلان من اللصوص المسؤولين من وزراء وموظفين سامين ولكن أين هم وأين هي الأموال المسروقة وما هي التدابير لمحاسبتهم وأين هو دور هيئة النزاهة والقضاء العراقي المستقل وغيرها من الأسئلة التي ليست سوى طلاسم لا يفهم كنهها غير الضالعون بنهب أموال العراقيين الحفاة.
لتكن تظاهرات يوم الجمعة 25 شباط من القوة والوحدة والتكاتف للمطالبة بوقف النهب والعمل على الإصلاح الحقيقي وتصحيح الاعوجاج في السلطة وتوابعها ومحاسبة اللصوص وإحالتهم على القضاء أمام مرأى ومسمع الناس وبذل الجهود الحقيقية للإصلاح وإعادة بناء البلد المخرب ونأمل أن يتم التظاهر بمسؤولية وسلوك حضاري وتنبه وحس وطني لا يسمح للمخربين والمندسين وذوي المآرب الخطيرة في التخريب أن تنال من سلمية المطالبات المشروعة.
وعلى السلطة إن أرادت أن تنأى عن الفتن والمشاكل التي لا تحمد عقباها أن تسمع وتعمل بعين العقل وتأخذ الأحداث الراهنة في الوطن العربي دروسا لا يمكن تجاهلها إلا من قبل السفهاء ولا أظن أن عاقلا مستعد لان يكون من حزب السفهاء أبعدنا الله من شرورهم وأذاهم وطوبى لمن يأخذ العبر من أخطاء الآخرين.
[email protected]



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد كما وجدتها لا كما ودعتها
- فراس عبد المجيد شاعر يخرج من ركام الأزمنة المرة...
- حسين إسماعيل الأعظمي فنان وباحث أصيل لفن المقام العراقي
- ارفعوا أياديكم عن إتحادنا
- الكاتب المسرحي ماجد الخطيب يوثق لمحنة وطن وعذابات أمة
- أول الغيث قطر.......
- مذبحة سيدة النجاة لن تكون الأولى ولا الأخيرة
- هزلت والله...!!
- طيور عابسة مرثية لكل المغتربين
- هاكم أجساد العراقيين على حمولة من ناسفات أيها القتلة
- حوتة صغيرة فعلت كل هذا فماذا عن الحوت الكبير؟!
- حذار من غضب العراقيين.. أيها اللصوص
- إتحادنا....واتحاداتهم!!!
- حذار من الغلو أيها الطائفيون
- أي هوان أنت فيه يا عراق؟!
- قصائد
- هل نأت الانتخابات عن ابتلاء الطائفية؟
- الحركة العمالية من المد الجماهيري إلى الانكفاء
- للورد حكاية أخرى
- ابواب لم تعد موصدة


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد وادي - لصوص بحماية القانون