أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - الثورة حركة تغير في التاريخ














المزيد.....

الثورة حركة تغير في التاريخ


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 23:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


الثورة حركة تغير للتاريخ

ترددت طويلاً إمام سلم الأولويات ، لهذا المشهد العربي المنتفض حتى التغير ، فرأيت إن اعرض للحالة الفلسطينية لسببين الأول : إن الثورة في عالمنا العربي تقيس مدى ثورية حكامها وأنظمتهم بمدى توافقه مع النضال الفلسطيني ، وثانيا : لان القضية الفلسطينية هي معبر شعوب المنطقة نحو الحرية والديمقراطية ، ذلك ليس بسبب دور إسرائيل في المنطقة ، بل إن الامبريالية تجد / وهي محقة / أن قيام دولة وطنية فلسطينية مستقلة وديمقراطية ، يحسم الصراع في المنطقة لصالح الشعوب و التقدم وإنهاء الهيمنة التي امتدت منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية ، ووقف نهب الشعوب العربية ثروات وإمكانات وحتى عقول .
لم يكن ( الفيتو ) الأمريكي جديداً ، بقدر ما جاء مفضوحاً وعاجزاً ، فأميركا اليوم تماما مثل الحكام العرب غير قادرة على استيعاب المتغير ، خاصة بعد إن هزتها الأزمة المالية ، وفشلت مضامين حروبها السياسية ، ويتراجع وضعها باستمرار كأول دولة صناعية، فانبت هذا المناخ 1هنيات سلفية ، كما حصل لدينا لكنه اخذ عندنا طابعا دينيا ، وهناك أطلق عليها في أمريكا ( المحافظين الجدد ) في محاولة لوقف حركة التاريخ والحياة حتى تبقى أميركا إمبراطورية قادرة قاهرة مستنزفت للشعوب ، وهي حالة معروفة للقبائل والدول حين تشعر أنها بدأت تأخذ خط الهبوط بعد إن حلمت ( وفق ) منظريها أنها مسيطرة حتى خط نهاية الزمان ،خاصة حين خرج السوفيت في الصراع.
في مطلع الخمسينيات و الستينيات من القران الماضي ، انتفضت الشعوب العربية ضد الهيمنة الامبريالية بإشكالها ومشاريعها ، لكن توازن القوى لم يكن لصالحها والجيوش العربية كانت ضعيفة سواء بالتجهيز او بالإدراك ، فانطلقت تتخبط بانقلابات متوالية ، رأت فيها الشعوب العربية محاولات للتقدم لكنها أفرزت بطبيعة الأمور أنظمة دكتاتورية ، وأصبح المشهد العربي يضم قيادات من مستوى عقيد حتى لواء يحكم وجميعهم يملكون قدرات القمع ولا يتوافقون مع التطور الذي يتجاوز قدراتهم وارتباطاتهم ، وهكذا أصبح الطوفان محتماً.
وما زال الجاري في فلسطين / رغم حالة المخاض والتوثب الشعبي / إلا خروجا عن العرف الأميركي الذي لعب دور ( أستاذ التربية للصفوف الروضة ) وفشل في إن يقدم إلا ضمانات لا إسرائيل ، يعزز موقفه ضعفه وفقدانه حتى الحديقة الخلقية للبيت الأبيض ( أميركا للاتينية ) ، مع الإدراك لصعوبة الوضع السياسي لإسرائيل ليس لأنها عادت لتجد إمامها جبهتين شرقية وغربية ،بل لأنها بما تمتلكه من عجرفة تقترب باستمرار من النموذج الجنوب إفريقي أيام حكم الابرتهايد ،وتزداد عزلة إمام شعوب وحكومات العالم ، وهذا الجدار العازل لا يختلف عن معازل السود في نظام ( الابرتهايد ) ، وقد عبرت جلسة ( الفيتو الأمريكي ) عن تزايد العزلة الإسرائيلية وحليفتها وإذا كان العالم أصبح يدرك استحالة البقاء في أنظمة عصور مضت ، فان شعوبنا العربية أطلقت بالدم رسالة تغير ، لتنظيم أنظمة معاصرة وديمقراطية ، والجزيرة الإسرائيلية ، لم تعد تستطيع العيش تحت ظل السيف ، كما لم يستطيع نظام بريتوريا العيش رغم امتلاكه المال والقنبلة الذرية ورغم حلفه مع أميركا وإسرائيل !!
لكن بقاء الفلسطينيين أيضا في حالة التنطع والاختلاف ، لم يعد ممكنا بقدر ما يمنع الاستفادة من المتغيرات الحاصلة إمامنا ، والموضوع ليس فقط بالدين والأخر بالتاريخ ، فهذه الفزاعة الاسلاموية سقطت في هبة الشعوب ، وليس الإسلام حالة جامدة لها سدنة متوارثين من عهود ما قبل اختراع الهاتف !! فبينهم شباب واع قادر على إدراك اللحظة والتعاطي معها فالخوف على الوطن وليس الدين ، والآخرين مطالبين بان يدركوا إن التاريخ لحظة زمنية لا تستطيع إمساكها بقدر ما تستوجب تطوريها ، لذلك يشعر الذين يصرون على نصر التاريخ انه توقف لهم على طريقة ( الوقف الديني ) والى ما ذلك حيث الحديث يجري هذه الأيام عن ( الاستوزار ) وتشكيل مجلس وزراء جديد ، وهي حالة عبثية مثيرة للألم ، فنحن نحتاج إلى قيادة فقط .
نحتاج إلى قيادة ثورية ، تستطيع إمساك اللحظة والاندماج فيها ، ضمن صبغة الأمن القومي العربي ، وبالتالي توجيه رسالة إلى الشعب إننا انتقلنا الى الحالة الثورية المطلوبة من الشباب الفلسطيني وشباب الأمة العربية كلها ، وبهذا نخرج أيضا عن رهانات مقولات ( حل السلطة ) البائسة ، فلا يجوز إن نتراجع عن ايه حقوق حصلناها مهما بدت ضئيلة ، فقط مطلوب ان تصبح قيادة دون مرافقين وسيارات حديثة و( فوتيك ) دون بدلات رسمية وبرامج بروتوكولات وما إلى ذلك ، وننتقل إلى العيش مع الشعب في المواجهة المفتوحة والمتحالفة مع الشعوب العربية والمستندة الى حركة الشعوب وقواه الحية ، وتغير القاموس الفلسطيني مثل بدل وزير يصبح الأخ المناضل او الرفيق القائد ، هذا واقعنا وتلك طريقنا وليس إمامنا إلا صبغة ( م.ت.ف ) ممثلاً شرعياً وحيداً وهو من وقع الاتفاق إن كان هناك من لا يزال يهتم بذلك .
فالمرحلة حين ترفع فيها شعارات الشعب الرافض للانقسام ، فإنها لا تعني الجمع بين مختلفين ، ولكنها تقول الاتفاق على برنامج مرحلي كفاحي للشعب الفلسطيني ، وأجراء انتخابات على تلك القاعدة لنعيد الثورة الى حياتنا ونعزل المتسلقين أصحاب المراسم والذين لم يكونوا يوما مع نضال شعبنا فأصبحوا قادة له ، ان الوحدة الوطنية ليست خواطر ولكنها تصويب وليست قسمة بين وريثين ( فتح + وحماس ) أنها وحدة الإرادة والشعب على طريق استكمال الاستقلال الوطني



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل السلطة للشعب
- زمن الثورة وزمن هزيمة الردة
- عاشت ثورة الشعب التونسي البطل
- تحية للشعب التونسي
- لمصلحة من يذبح المسيحين
- تحية لعمال سيدي بو زيد
- عيد الميلاد وفهم الاخر
- هجرة المسيحين او الغربة الوطنية
- الثورة هي الحل
- الفضائية حالة نضالية متقدمة
- مراجعات نقدية
- الانغلاق الفكري الديني
- ثقافة الفكر السلفي العصبوي
- الراهن الفلسطيني والخيارات
- حول منع العمل واستهلاك منتج المستوطنات
- لا زالت الطبقة العاملة قاطرة التاريخ
- المفاوضات والمرحلة الراهنة
- المفاوضات والاستيطان
- الحركةالنقابية الفلسطينية تاريخ واقع افاق
- الضمان الاجتماعي للعمال الفلسطينين


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - الثورة حركة تغير في التاريخ