مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 19:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تشتد ساعة بعد اخرى الدعوات المطالبة لحشد المواطنين الى التظاهرات التي ستنطلق يوم الجمعة القادم 25 / 2/ 2011
وفي الوقت الذي نشهد فيه فشل القيادات السياسية الحزبية التي توالت منذ سقوط نظام صدام الدكتاتوري وتقاعسها في اداء اعمالها واستشراء الفساد في دوائر الدولة ، وشيوع الرشوة واطلاع المواطنين وتذمرهم من الطرق المتخلفة في استغلال السلطة نرى لزاما علينا التأكيد على ضرورة الانتباه الى ما تخطط له القوى الارهابية في محاولة لقلب الحالة الديمقراطية التي انطلقت بعد زوال النظام الديكتاتوري الى نقيضها وفرض واقع جديد سيتميز باثارة النوازع الشريرة المنفلتة التي شهدنا مثلها ايام 8 شباط الاسود وخلال حكم البعث وجرائمه التي كان ابطالها اشباح عدي وفدائي صدام والجيش الشعبي ومن لف لفهم .
ان تطور الامور الى مديات بعيدة غير مناسبة للوضع العراقي ومحاولة فرض اجندة احداث مشابهة لما حدث في تونس ومصر يشكل استخداما خطيرا لاسلوب غير ملائم للوضع العراقي الراهن الذي يحمل سمة الديمقراطية الجنينية التي ولدت اثر سقوط النظام الصدامي وضرورة تطويرها واللجوء الى الاساليب الديمقراطية السلمية وعدم فسح المجال امام الارهاب وازلام النظام الصدامي في الهيمنة على الشارع وقيادته ضد اهداف المواطنين الراغبين في تطوير واقع الخدمات المتردية في العراق وتحقيق التنمية الحقيقية لا التكالب على العقود الوهمية وسرقة اموال الشعب والوطن .
كما ان القوى الدمقراطية ستتحمل مسؤولية اكبر في وضع قواعد اللعبة وتحديد دورها في التظاهرات السلمية وعدم اعطاء اي دعم مهما كان صغيرا لقوى الشر فتتمكن من القفز الى واجهة الاحداث واخذ زمام المبادرة من ايدي القوى الوطنية العراقية التي لم تستطع ادارة دفة الحكم كما ينبغي وتمادت في تغليب المصالح الحزبية الضيقة واستغلال الدولة ووضعها في خدمة الحزب والاسرة ، فانتجت وضعا شاذا تسبب في تفشي التذمر بين اوساط الشعب ، واصبح من السهل استغلال فتيل الازمة وخروج المواطنين الى الشارع للتعبير عن غضبهم من الاوضاع المزرية التي يعيشونها والواقع المتخلف الذي فرضته عليهم الاحزاب والقوى التي تمكنت من السلطة اثر الانتخابات التي صوتت فيها الملايين لاحزاب لم تتوقع منها ان تختطف حتى لقمة الخبز من افواه اليتامي والارامل وتسير بالجموع نحو التخلف والامية و الفساد والرشوة .
التظاهرات مشروعة ولكن حذار من استغلالها من قبل الارهاب والقوى المعادية للديمقراطية ، وحذار من الاصطفاف معها في فضاء ومكان واحد.
بغداد مساء الاثنين 21 / 2 / 2011
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟