أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كمال سيد قادر - أنتصار ألأنتخابات هزيمة للأرهاب















المزيد.....

أنتصار ألأنتخابات هزيمة للأرهاب


كمال سيد قادر

الحوار المتمدن-العدد: 981 - 2004 / 10 / 9 - 15:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ألأرهاب هو سلب لحقوق ألمواطنين و ألأنسان بصورة عامة لأنه موجه ضد ألمواطن و ألأجنبى على حد سواء. أنه فى ألدرجة ألأولى سلب لأقدس حق على وجه ألأرض و هو حق ألحياة ألذى تقدسه ألقوانين ألطبيعية و ألوضعية و ألعرفية و ألسماوية، و هو سلب لحرية ألأنسان، ألحرية ألتى لتحول ألأنسان فى غيابها ألى عبد لا أرادة له لأن ألأرهابى يصبح هو ألذى يتحكم فى طريقة حياته و يحدد نطاق حركته و كيفية ألتعبير عن رأيه. فألأرهاب هو سلب لحق ألأنسان فى ألعيش فى أمان و بعيدا عن ألخوف. و حق ألأنسان للأشتراك فى أدارة بلده عن طريق ألأشتراك فى أنتخابات عامة و حرة و نزيهة هو شرط أساسى لضمان ألحقوق ألأخرى ألتى تصون كرامة ألأنسان. لهذا فأنه ليس من ألغريب بأن ألأرهابين تكون لهم حساسية خاصة ضد هذا ألنوع من ألأنتخابات لأنها هى طريقة تعبير ألأنسان عن أرادته ألحرة ما تشكل عند ألأرهابيين خروجا من ألأرادة ألتى يحاولون هم فرضها على ألناس بألقوة و ألأكراه.
ففى ألعراق حيث ستجرى أنتخابات عامة و حرة و نزيهة فى بداية ألسنة ألقادمة أصبحت هذه ألأنتخابات بمثابة صفارة أنذار للأرهابيين للأستعداد لتنفيذ أوسع عملية أرهابية فى ألعراق و هى منع أجرائها أو على ألأقل أفشالها أذ لم يستطيعوا منعها و ذلك خلال أجبار أكثرية ألمواطنين من عدم ألأدلاء بأصواتهم و ثم من خلالها سلب ألشرعية منها.
هذه ألمحاولات ألأرهابية ليست غريبة على ألمجتمعات ألديمقراطية خاصة فى بلدان عالم ألثالث أو ألأنظمة ألديمقراطية ألفتية. ولكن كما تظهر لنا تجارب هذه ألدول فأن كل هذه ألمحاولات لم تجنى لحد ألآن غير ألفشل وهى ستفشل أيضا فى ألمستقبل لأن أهداف ألأرهابيين فى سلب ألأرادة ألحرة للمواطنيين هى منافية لقانون ألطبيعة نفسها ألتى أساسها ألحرية و أى محاولة للتلاعب بهذه ألقوانين لا يكون مصيرها ألا ألفشل. أن ألأنسان ولد حرا و سيبقى حرا وألا لأنتهت ألحياة على وجه ألأرض لأن لا حياة بدون حرية. و تأريخ ألبشرية مليئة بأمثلة لقوى و أمبراطوريات جبارة أعتقدت بأنها تستطيع فرض أرادتها على ألآخرين عن طريق ألقوة ألى ألأبد و أصبحت هى نفسها تأريخا و أنتصرت ألحرية دوما.
صحيح بأن محاولات جماعة ما فرض أرادتها على ألأكثرية عن طريق ألقوة تسبب آلام غير مبررة لكثير من ألناس لفترات من ألوقت تكون بعض ألمرات طويلة و تؤدى أيضا ألى سفك ألدماء و لكن فى نهاية ألمطاف ستكون ألنصر للحرية.

لذا فأن محاولة ألأرهابيين فى ألعراق منعنا من حق ممارستنا لأرادتنا ألحرة خلال ألأشتراك فى أنتخابات حرة و نزيهة ستسبب لنا بعض ألمتاعب و لكنها ستفشل فى نهاية ألمطاف. ستفشل كما فشلت محاولة ألمتطرفين من أليمين و أليسار فى كولومبو لمنع ألمواطنين من ألأدلاء بأصواتهم. ففى ألأنتخابات ألرئاسية و ألبرلمانية فى سنة 2002 مثلا حاولت ألجماعات ألمسلحة ألمتطرفة ألتى تقدر أعدادها بعشرات ألألوف و تملك ألمال و ألسلاح خلال ألأتجار بألمخدرات و تسيطر على مساحة من ألبلد أكبر من مساحة سويسرا أفشال هذه ألأنتخابات خلال موجات من ألعنف راح ضحيتها أحد ألمرشحين ألرئاسيين و أختطف ثان لمنعه من ألأشتراك فى ألأنتخابات و قتل ألعشرات من رؤساء و أعضاء ألمجالس ألبلدية حيث قتل ما لا يقل عن خمسون من رؤساء بلديات و أكثر من ثمانين من أعضاء هذه ألبلديات و أعلنت هذه ألمنظمات ألأرهابية حضرا على أشتراك ألمواطنين فى هذه ألأنتخابات و لكنها فشلت فشلا ضريعا أذ تم أنتخاب برلمان جديد فى آذار و رئيس جديد فى آيار نفس ألسنة. لقد تحدى ألمواطنون ألكولومبيون ألأرهاب و توجهوا ألى صناديق ألأقتراع بأعداد هائلة أعطت شرعية كاملة للأنتخابات. فلم يبقى بيد ألأرهابيين ألأ ألقيام بأعمال أنتقامية للتعبير عن أحباطهم حيث حاولوا أغتيال ألرئيس ألمنتخب و لكنهم فشلوا و ثم لم يجدوا ضحية أسهل من وزير ألثقافة ألسابق لأختطافه و قتله و حاولوا تفجير ألبرلمان عن طريق هجوم أنتحارى بطائرة مفخخة و لكن محاولتهم أكتشفت سلفا. كولومبيا بقت ديمقراطية تنتخب و تزدهر و ألأرهابيون هم أليوم فى تراجع مستمر.

و محاولات ألمتطرفين ألمسلحين ألمستمرة لأعاقة ألأنتخابات فى ألهند أكبر ديمقراطية فى ألعالم و منذ تأسيسها لم تنجح و لو مرة واحدة لحد ألآن. ألهند تعانى من ظاهرة ألعنف و ألأرهاب فى كثير من ولاياتها من قبل جماعات متطرفة و أنفصالية. فهناك جماعة ألناكساتانيل ألمتطرفة ألمسلحة ألتى تنشط فى ألعديد من أكبر ولاياتها تشمل دائرة نشاطاتها من حدود نيبال ألى ولاية تاميل نادو و كذلك هناك بعض ألجماعات ألمتطرفة فى كشمير تمارس ألعنف ضد ألمدنيين و بدون تميز. ففى ألأنتخابات ألبرلمانية ألهندية فى آيار 2004 مثلا حاولت هذه ألجماعات أعاقة ألعملية ألأنتخابية خاصة فى ولايه كشمير حيث هددت بعض ألجماعات ألمتطرفة بقتل كل من يشترك فى عملية ألتصويت و لكن ألناخبين تحدوا لهم من خلال ممارسة حقهم فى ألتصويت مجازفين بحياتهم من أجل هذا ألحق ألأساسى. و هناك ألعديد من ألأمثلة فى دول أخرى تثبت فشل هذه ألمحاولات.

صحيح بأن ألحالة ألعراقية تختلف عن مثيلتها ألهندية و ألكولومبية لأن للعراق ماضى دموى و لا تجربة لحد ألآن مع أنتخابات ديمقراطية و مع هذا فأن تجارب دول أخرى كانت يوما ما فى وضع مشابه لوضع العراق فى ألماضى تبشر بخير للعراق أيضا. هناك جنوب أفريقيا ألتى أجرت أنتخابات حرة سنة 1994 لأول مرة بعد قرون من حكم ألأستعمار و أربعة عقود من نظام ألفصل ألعنصرى و نجحت نجاحا باهرا بألرغم من تكهنات بعض ألمحللين ألذين تنبأوا بأمكانية أنتهاء ألأنتخابات بألفوضى و ألعنف ألعرقى. لكن ألذى حصل فاق كل ألتوقعات أذ تحولت هذه ألأنتخابات ألى مهرجان جماهيرى للتعبير عن مشاعر ألأخوة و ألصداقة بين كافة ألجماعات ألعرقية و ألدينية و ألطائفية فى ألبلد أشتركت فيها ألأكثرية ألساحقة من ألناخبين حيث تجاوز ألتصويت ألحدود ألطائفية أذ كان هناك من ألسود من صوت لصالح أحزاب تمثل عادة ألبيض و بألعكس.
و أننى لا أستغرب أذا تحولت ألأنتخابات ألعراقية ألى مهرجان مماثل و تحولت ألى يوم مصالحة و تجديد لعهد ألأخوة بين كافة ألقوميات و ألأديان و ألطوائف ألعراقية حيث ينسى ألكل ألماضى ألمؤلم و ألأنسان بطبيعته يميل ألى نسيان ألآلام و ألسلم و ألسعادة.
ألمهم هو ألآن ألمرحلة قبل ألأنتخابات لتهيئة ألأرضية ألمعنوية لنجاح هذه ألأمنية لأننا نعرف جميعا ما هو ألثمن ألذى يجب أن ندفعه نحن جميعا أذا فشلت ألتجربة الديمقراطية فى ألعراق و أنتصر ألأرهاب. لا أحد منا يريد أن يتحول ألعراق ألى ساحة لتصفية ألحسابات ألقديمة و أبادة جماعات عرقية و دينية و تشريد أهله. يجب أن نضع كل ألخلافات جانبا من أجل أنقاذ ما يمكن أنقاذه ألآن بغض ألنظر عن من أرتكب هذه ألأخطاء و لماذا أرتكبت. دراسة ألتأريخ هو مفيد لكل من يريد أن يفهم ألخطر ألذى ينتظرنا فى العراق أذا فشلنا فى تجربتنا. فنحن لا نريد أعادة تجربة لبنان و صومال و رواندا و سيراليون و ليبيريا.



#كمال_سيد_قادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوردوستان بين حق تقرير ألمصير و ألواقع السياسى
- ألمبادئ ألأساسية للنظام ألأنتخابى فى ألعراق
- أقتلوا أرهابيا أسمه ألفقر
- ألفساد ألأداري ..... أفيون ألعراق
- ملف العلاقات الكوردية الاسرائيلية: صداقة أم أستغلال


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كمال سيد قادر - أنتصار ألأنتخابات هزيمة للأرهاب