جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 20:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يوم الجمعة الآتي، يهل 25 شباط / فبراير على ساحة التحرير بشمس ٍ بغدادية ٍ من نوع جديد مفعم برائحة (القداح) حين تنهض جماهير المظاهرة السلمية الموعودة، المتجمعة من شباب ٍ يطرق أبواب الدنيا والدولة، بأصوات السلم و الحرية ومحبة الوطن محمولة على أريج القدّاح، كي تدرك أسماع من لا يعرف أن الشبان الشجعان هنا في ساحة الحرية، تحت نصب الحرية، يشدون بالغناء الربيعي لإلحاق الهزيمة الكبرى بالإرهاب، الذي تلاعب بفضاء المدن العراقية خلال السنوات السبع الماضية، قاتلا المواطنين المدنيين، ناشرا الأحجار المعرقلة للتنمية والأعمار، كي يظل سقف الدولة العراقية الجديدة مهشما، ولكي تحاط الديمقراطية الناشئة في العراق بالأسلاك الشائكة وبعواصف الرعب والإرهاب.
كفى بؤسا ً،
كفى ترملا ً بين النساء،
كفى يتما ًلأطفال الرافدين،
كفى جوعا ً في بلاد الخير والنفط والنخيل،
كفى ظلاما ً في بلاد الشمس والمعرفة،
كفى شوارع متوارية بالتراب والمزابل،
كفى شعبا ً يحتجب عن الدنيا بهوان،
يوم 25 فبراير ينطلق نداء القدّاح من ساحة التحرير،
تتألق به نجوم الحرية في عز الظهيرة،
يمتد فيه صوت الشعب العراقي المستقيل من صمت السنوات السبع الماضية، ظامئا ً نحو الحرية المنشودة بوفرة نداء جسور : أيها العراق قارع دهرا ظالما ومظلما.
في إهاب شعاع الشمس ينطلق صوت المتظاهرين أشعاراً ضد البطالة، بحركةٍ سلمية ٍ تقودها حشود يوم القدّاح، منادية بالكفاح للدق العاصف على حديد الفساد والفاسدين المتسيد على اغلب مفاصل الدولة العراقية وعلى الكثير من موظفيها الساعين إلى المنافع الشخصية على حساب الجماهير الكادحة ، الضائعة بين أمس ٍ ذابل ٍ وغد ٍ لا ضمانة فيه إن لم ترفع همومها ، ولواءها، بأيديها.
يوم القدّاح الآتي في 25 فبراير ينطلق فيه صوت متحرر،
صوت ليس معتما،
صوت مفتوح على ضرورة التغيير في بلد ملحمة جلجامش،
صوت يحمل حساسية السلم الاجتماعي،
صوت رهيف الشعور بالوطنية الحقة،
صوت يعلم ربيع العراق مبادئ الوحدة الوطنية الحقيقية.
صوت غارق بالفخر لأن نبعه عراقي بلغة متألقة ببريق ناصع لا تنضب فيه مواهب أبناء الشعب وشبابه.
صوت ناصع بالمسيرة السلمية وصادح بموسيقى الحب والحرية.
سيمكث القداح في ساحة التحرير بانتظار هدير الجراح العراقية بصوت الشباب الحر يعلو ويعلو وينتصر..
في يوم القدّاح 25 شباط يتحول رقاد العراقيين وصمتهم إلى حراك ٍ منتصر ٍ حينما يمضي الهتاف من فم إلى فم إلى الأعالي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟