أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الطيب آيت حمودة - الجزائر .... وعبرة الإنتفاضات المجهضة .















المزيد.....


الجزائر .... وعبرة الإنتفاضات المجهضة .


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 11:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


غني عن البيان أن الإستدمارات الغربية انتهجت أسلوب التفريق بين الشعب الواحد لإحكام سيطرتها على مقدرات البلاد والعباد لمئات السنين ، وأدرك الجزائريون بعد عناء جهد اللعبة القذرة ، وفهموا منهلها وبُعدها ،وفجر وا لتقويض سياستها ثورة ( 54 المجيدة ) ، التي وضعت صوب عينها أهدافا استراتيجية صاغتها بحكمة وتبصر مفادها ( أن الثورة ثورة شعبية ) وأن ( قيادتها جماعية ) وأن ( لا مكان للزعامة الفردية ) وهي الثورة التي أثمرت وأينعت بقطفها ثمرة الإستقلال الوطني ، هذا الإستقلال الذي نحن على أهبة الاستعداد للإحتفال بذكراها الخمسين عمرا .
** الجزائر .... قبل الإستقلال .
تجربة الجزائريين مع ا لإنتفاضات المجهضة عديدة سواء أكان ذلك ضد الإستدمار الفرنسي ، أو ضد نظامها السياسي القائم منذ الإستقلال بنمطية واحدة وبأسلوب قائم لحد الآن .
*ففي عهد الإستدمار الفرنسي خاض شعبنا ثورات ( محلية جهوية ) أكثر منها (وطنية )، فكل منطقة يصلها الإستعمار إلا وتثور ، بدأ من ثورة الأمير عبد القادر ، وأحمد باي ، وصولا الى ثورات التوارق في الجنوب مرورا بانتفاضات الزعاطشة وأولاد سيدي الشيخ ، والإخوة الرحمانيين ، وفاطمة نسومر ..... الخ ، فهي عشرات ٌ من الإنتفاضات والحركات طيلة القرن التاسع عشر، غير أنها قمعت (بضم القاف) وأفشلت و تم تدجينها سريعا ، وغيَّر الجزائريون أسلوب الكفاح والمقاومة التي اتخذت الأسلوب السلمي السياسي وفق ثلاث تيارات متباينة في طروحاتها ، منها الديني الإصلاحي ،ومنها الإستقلالي ، ومنها الإدماجي ، ومنها اليساري ، وأبانت عن خلاف زج بالشعب في أتون الشقاق والخلاف والنفاق ، فلولا أحداث الثامن ماي 1945 ، وما أعقبها من ثورة التحرير لبقي حالنا رهين الإستعمار .
*ثورة التحرير الكبرى ( 54/62) هي الوحيدة التي استقطبت الجميع ، وهي الوحيدة التي جمعت المجهود مركزا ، بفضل مبادئها وقوة بأسها المستمد من وقود لا ينضب ( الشعب ) رغم وجود اختلالات شابتها ، لكنها حافظت على وهجها وصدق منهجها خاصة عند فرض سلطانها على البلاد جميعا ، و إرباكها لفرنسا خصوصا التي أجبرت على الخضوع للإرادة الثورة الشعبية عبر سلسلة من التفاوضات ، انتهت بإعلان استقلال الجزائر في 5 جويلية 1962.
** الجزائر ... ..بعد الإستقلال .
في عهد الإستقلال كان الجميع يحلم بدولة جزائرية تظلل الجميع ، في إطار دولة (مدنية ) تستبعد من أجندتها الخلافات التاريخية ، والإثنية ، والعقدية والفكرية ، والإديولوجية ، لينعم الكل بخيرات البلد وبشمسها الدافيء ، وطبيعتها الخلابة ، التي هي مثار وابل من الحسد علينا ، باعتبار أننا لسنا أهلا لهذه النعمة ( الوطن) الذي لم نحمد الله على تملكه وصونه لنا لا لغيرنا بعد تحريره.
وأهم ما ميز البلاد بعد استرجاع السيادة الوطنية ، هو طغيان الساسة والسياسة ، وتحجيم للمعارضة ، وتغليب للعسكري على المدني ، و التنفيذي على التشريعي ، استبداد في الحكم ، وتوسيع في صلاحيات الرئيس ، أسوة بالجمهورية الفرنسية الخامسة ، أوالنظام الرئاسي الإمريكي ، مع بروز نمو اقتصادي لم يكن متكافئا مع مقدرات البلاد، إما بسبب النمو الديموغرافي المتسارع ، أو لوجود اختلالات واختلاسات في التسيير ، مع ما عاصرها من نهوبات ، و شابها من تحويلات مشبوهة بآلاف الملايير ؟؟!!!..خاصة أيا م الإنفتاح الإقتصادي الذي أعقب وفاة (هواري بومدين ) في 1979 ،مرورا بالعشرية السوداء ، وزمن ( آل خليفة ) الذي اتخذ مطية للفساد ونهب المال العام بمباركة من النظام ، فلو استغل ذلك الخير كله لصالح الشعب لما كانت الفاقة ، ولما كانت الإحتجاجات ، والإضرابات ، والانتفاضات الشعبية العفوية .
** قام الجزائريون بانتفاضات عدة زمن الإستقلال ، في 1980 ، وفي 1988، وفي 1991 ، وفي 2001، غالبها ممركز على المطالبة بالتغيير والحكم الراشد ، غير أن ذلك الحراك وتلك الإنتفاضات الدموية كثيرا ما أجهضت بالكلام الديبلوماسي المعسول ، والوعود البراقة التي سرعان ما توضع في الرفوف ضمن الأرشيف ، أو ترمى في سلة المهملات .... وبقيت دار لقمان حالها منذ الإستقلال إلى يومنا هذا ، حيرة ، وفساد ، ونهب للمال العام ، وحكم بوليسي استبدادي .. لا يتواني لحظة في تفكيك الشعب وفق أجندة فرق تسد كما شاهدنا ماضيا ونشاهد حاليا ( كسمة مشتركة بين الحكام العرب ) ، وبلغ الذل والحرمان لدى الشباب أن ارتموا في أحضان الهجرة السرية ، وكثيرهم أكله حوت البحر المتوسط ، وفيهم من مارس الحرام ، وهو في نفسه مرددا للقول المأثور :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد
ولعل ما نشاهده من تمزيق للشعوب في اليمن ، والبحرين ، وليبيا حاليا بين مناصر للنظام ، ومقارع له سوى نسخة ننتظرها عندما يصل دورنا الفعلي للقيام بالثورة ، وما كنا نعانيه أيام الإستدمار الفرنسي ، تكرس على يد ذوينا مجددا وبأساليب مثيلة ( فرقهم لتكون سيدا عليهم) ، وهو ما ترآى البارحة للعيان في باحة الوئام التي يمكن تسميتها من الآن فصاعدا ( ساحة الخصام ) بعد الشنآن الذي رافق العصيان بين ( الشعب يريد اسقاط النظام ) و بين( الشعب الذي يريد إسقاط المظاهرات ) .
مجمل القول هو أن الإنتفاضات الشعبية مآلها الخسران إذا لم يتكاثف الجميع في انجاحها والشعور الحتمي في تغيير الواقع من ملمحه المتردي العفن ، إلى ملمح جديد يتناغم فيه الجميع بحرية وإرادة ورغبة في تكوين مجتمع مدني يدرك بأن الدولة في خدمته ، وليس العكس ؟ وإذا كان النظام عرف المبتغى لنفسه ، وأدرك سبل تحقيقها والحفاظ عليها بمختلف الأساليب ولو بانتهاج سياسة مكيافيلي ، فإن شعبنا الجزائري ما زال يعيش مخاضا هوياتيا عسيرا فهو بين الشرق والغرب حائر ، وبين الإسلام والعلمانية متوجس ، وما بين مضادة النظام ومسايرته منقلب ، فإلى زمن جديد وهزات فاعلة قد توقضه من زلاته الرجيمة ، والتي بإمكانها أن تجعله شعبا جديرا بالحياة ، وهل ما أدركة جيل 54 سيدركه جيلنا الحالي ؟؟؟ ، ذاك ما سينبؤنا به الحراك الجزائري المتماهي مع الحراك الثوري العام الذي نعايشه هذه الأيام من عدن إلى المنامة وإلى بنغازي ليبيا ، ثم إلى جيراننا الأقرب في مملكة المغرب ، ونبقى دائما حائرين في الإجابة عن سؤال : لماذا ثار جيراننا وتخلفنا نحن ؟ ونحن وأياهم في الهم سواء ، ولماذا انتفاضاتنا يشوبها الشك ؟ ويعتريها الفشل ؟ ونتائجها غير مضمونة العواقب ؟ وإن نجحت فهي حراك شعبي إصلاحي أكثر منها (ثورة ) بالفهم الحقيقي للثورة .



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الخلل في بوتفليقة أم العسكر ؟
- ثورة مصر في الميزان .
- الريس بين التنحي الرحيم .... والتنحي الرجيم ؟!!
- من يوم الغضب ...إلى يوم الرحيل .
- في ميدان التحرير.....مصر لمن غلب !!
- المظاهرة المليونية .... وخطاب حسني مبارك ؟؟
- في مصر ... جيش ، شرطة ، بلطجة ..وأشياء أخرى .
- .... مصر ثانيا .... فمن الثالث ؟
- ثورة تونس ! ... ياصاحبة الجلالة والعظمة!
- علي الحمامي والقومية المغربية (*) .
- من يريد إجهاض ثورة تونس ؟
- دستور الجزائر 1963 ، من منظور أول رئيس للمجلس التأسيسي الجزا ...
- ثورة يناير بتونس ... دروس وعبر .
- عبد الرحمن اللهبي ، الهلاليون وانتفاضة شعب تونس ... وأشياء أ ...
- انتفاضة تونس في طريقها إلى التتويج .
- الشباب الجزائري ..... وظاهرة الهدم الذاتي .
- الجزائر تحترق ، والشعب يختنق ، وقادتها ساكتون .
- العروبة والإسلام ...تكامل أم تنافر ؟ (2/2)
- العروبة والإسلام ...تكامل أم تنافر ؟ (1/2)
- ألفة يوسف .... وحيرة مسلمة .


المزيد.....




- -معاوية-.. خالد صلاح كاتب المسلسل يوضح الغاية منه
- وزير الدفاع الأمريكي يرد على هيلاري كلينتون بصورة لها مع لاف ...
- ممثل شهير يعلق شعار -فلسطين حرة- على صدره خلال حفل -أوسكار- ...
- زيلينسكي يرد بحدة على سيناتور جمهوري طالبه بالاستقالة
- ستارمر يرفض إلغاء الدعوة الموجهة لترامب لزيارة بريطانيا
- بعد المشادة مع ترامب ونائبه.. زيلينسكي يُعلق على موقف أوكران ...
- ابتكار بخاخ أنفي لمساعدة المصابين بإصابات دماغية رضية
- رئيس وزراء اليابان حول المشادة بين ترامب وزيلينسكي: لا ننوي ...
- مسؤول إسرائيلي: المفاوضات ستبدأ بمجرد موافقة -حماس- على مقتر ...
- أزمة كهرباء وانهيار العملة.. احتجاجات في حضرموت تعكس معاناة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الطيب آيت حمودة - الجزائر .... وعبرة الإنتفاضات المجهضة .