مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 11:05
المحور:
الارشيف الماركسي
الأناركي
إيريكو مالاتيستا *
ترجمة : مازن كم الماز
الأناركي , بالتعريف , هو شخص لا يريد أن يضطهد ( بكسر الهاء ) الآخرين أو أن يكون هو نفسه مضطهدا ( بفتح الهاء ) , إنه يريد أقصى قدر من السعادة , أقصى قدر من الحرية , من النمو ( الازدهار ) الأكثر كمالا لكل البشر .
تعود كل أفكاره و كل رغباته إلى شعور التعاطف , إلى احترام كل الكائنات , شعور يجب أن يكون قويا بما يفي ليدفعه كي يتمنى السعادة للآخرين بنفس الدرجة التي يتمناها لنفسه , و أن ينكر مصالحه ( امتيازاته ) الشخصية التي يحصل عليها من تضحية الآخرين . إذا لم تكن هذه هي حاله فلماذا سيكون عدوا للظلم و لماذا لن يسعى لكي يكون هو نفسه مضطهدا لغيره ؟
يعرف الأناركي أن الفرد لا يمكنه أن يعيش خارج المجتمع . و أنه على العكس , كإنسان يوجد فقط لأنه يحمل نتائج عمل أعداد لا تحصى من الأجيال السابقة , التي تتلخص فيه , و لأنه يستفيد طوال حياته من تعاون معاصريه .
إنه يعرف أيضا أن نشاط أي إنسان يؤثر في حياة الجميع بشكل مباشر أو غير مباشر , و لذلك فإنه يدرك القانون العظيم للتضامن الذي يحكم المجتمع إضافة إلى الطبيعة . و لأنه يريد الحرية للجميع يجب عليه أن يتمنى أن يصبح هذا التضامن الضروري , عوضا عن أن يكون مفروضا أو مقبولا بشكل غير واعي و لا إرادي ( أو قسري ) , عوضا عن أن يترك للصدفة و أن يستغل لمصلحة البعض و لضرر الآخرين , أن يصبح واع و طوعي و أن يتبدى في المنافع المتساوية للجميع .
إما مضطهد ( بكسر الهاء ) أو مضطهد ( بفتح الهاء ) أو التعاون في سبيل الخير الأكبر للجميع : لا توجد هناك احتمالات أخرى . و الأناركيون يقفون بالطبع – و لا يمكنهم أن يفعلوا شيئا آخر – إلى جانب التعاون الحر و الجماعي .
دعونا لا "نتفلسف" و نتحدث عن الفردانية , و إيثار الآخرين و بقية الألغاز ( الأحاجي ) . سنتفق بسرور على أننا جميعا فرديون . كلا منا يسعى وراء إشباعه الخاص , لكن الأناركي هو ذلك الذي يجد إشباعه الأقصى في النضال لخير الجميع , للوصول إلى مجتمع سيشعر فيه كأخ بين إخوته , بين بشر أصحاء , أذكياء , متعلمين و سعداء . الذي يمكن أن يعيش برضا بين عبيد و أن يحقق ربحا من عمل العبيد ليس , و لا يمكن أن يكون , أناركيا .
نقلا عن http://www.marxists.org/archive/malatesta/1913/08/tragic-bandits.htm
* مالاتيستا : أناركي إيطالي عاش بين 1853 و 1932 . ( هذا مقطع من مقال أطول و بعنوان مختلف و قد وضعت له عنوانا يتناسب مع القضية التي يتناولها هذا المقطع – مازن كم الماز ) .
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟