أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بابكر عثمان - في الادب والفكر تقريع العوام ولقاح الافهام














المزيد.....


في الادب والفكر تقريع العوام ولقاح الافهام


محمد بابكر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 21:27
المحور: الادب والفن
    


لله دره المتنبئ حين قال

ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت
على عينه حتى يرى صدقها كذبا


فبعقله الفطن وحكمته البدوية , ادرك ما انفق فيه الفلاسفة دهرا طويلا , ادرك ان الحقيقة ( الدنيا ) غير جامدة وان معرفة الانسان المتجددة بالكسب وبطول التجربة كفيلة ان تدلل على مرونة الحقيقة وديناميتها حتى يظن الرائي ان لا حقيقة وكلها اوهام .
ونحن هنا لا ننشد حكمة المتنبئ بعقله الطماح , بل كل مسعانا هو ان نتجرد للمتجاسرين من ( العوام ) على شئون الخاصة وهؤلاء في بلادنا من كثرتهم ومن سوء تدليسهم وتجنيهم على اهل الدربة بتنا نشك في ان في هذه البلاد بعض من العارفين ،،،
سائني هذا الامر كثيرا مما دفعني لاوليه قدرا كبيرا من التامل فاوصلني تاملي لحقائق عدة ارتايت ان اجرد عنها السواتر لتبين سوئتها اولها في أننا في السودان ضحايا لثقافة شفوية oral culture متجذرة في الوعي الجمعي السوداني , نلحظ هذا الامر في القاموس اللغوي السوداني ( بقولو , قالو لي ) ولو سالت القائل عن من يروي عنهم ( ديل منو البقولو ؟؟ ) حتما ستكون الاجابة ( جماعة كدة !! ) شملت هذه الثقافة الشفوية كل مناحي الحياة وتجاسر كثير من الادعياء والعوام في ما لا يعرف ،،، ( في الرياضة , السياسة , الاقتصاد , الادب , النقد , الفكر , الفنون) .
هذا التجني لم يقف على ما اسلفنا بل امتد حتى إلي العلوم التطبيقية التي من فرط دقتها لا تحتمل قليلي المعرفة من اهل المجال بله المتجاسرين من العامة , يصيبني الذهول عندما اجد ( والدتي ) تتخير ما شاءت من اصناف العقاقير الطبية وتتناوله دون الرجوع لطبيب , وعندنا احتج على سوء هذا الامر تردد لي الجملة المحفوظة ( اسئل مجرب وما تسال طبيب ) , في رايي اننا نعايش ازمة شاملة هي ( عدم التخصص وعدم المنهجية ) وما كان لنا ألا ان نتجرد لها بالنقد والتنوير وليس في ما ذهبنا اليه تماهيا مع الذات او ان نحسب اننا من الخاصة دون العامة , فما لنا فيه علم نحن خاصة فيه وما ليس لنا علم به فنحن عوام فيه .
الحقيقة الثانية وهي مرتبطة بشكل وثيق بالاولى , وهي اننا غير متجردين في الحقائق ولا نبحث عنها , وحتى عندما تبدو لنا نواريها بعويش ( الجودية ) فكثيرا ما لاججنا جهال القوم وعندما تشهر لهم سيف العلم ورصانة المنهج يعمد الناس الى التوسط والمداراة ،،
يحضرني في شان عدم بحثنا عن الحقيقة وتجردنا في الحق حادثة حدثت في مسجد كوستي الكبير ،، وهي ان احد الاخوان الجمهوريين خطب في جمع من العامة فيه,, فسحر البابهم برصانة علمه وبليغ بيانه حتى اهتزت رؤوسهم من جميل قوله وهم لا يعرفون انه جمهوري , فاتاهم احد السوقة يلومهم ( كيف تسمعوا للجمهوري ده , فقاموا على الاخ الجمهوري فضربوه حتى ادموه ) .
ياربي!!! اولم يسمع هولاء السوقة قول سيدي علي الكرار ( اعرف الحق تعرف رجاله ) فتركوا جميل قوله وانصرفوا لما سمعوه من ثقافة شفهية تقول بكفر الجمهوريين ، ومن هولاء العامة من تكالب على الادب ظانا ان رحابته التعبيرية تحتمل لغوه وسوء تدبيره ،، وتناسى او نسي ان الادب تحكمه صرامة النقد وقواعده الادبية , بل ذهبوا في تدليسهم اكثر من تجاوز قواعد الادب بانكارهم ان ليس للادب قواعد اصلا وباتوا يرددون العبارات المستهلكة ( الحداثة في الادب تتطلب التمرد ) وبالتاكيد نحن لا نجيش الجيوش لتحول دون تحديث الادب فالتحديث ناموس الحياة لكن هذا التحديث يجب ان يكون وفق ضوابط وقواعد لا نشترط ان تكون هي نفس القواعد القديمة او كما قال معاوية محمد نور , وبرتنارد رسل ( كل صاحب مدرسة ادبية جديدة هو مطالب بالضرورة بان يقدم قواعد خاصة بها او يحتكم للقواعد القديمة ) لانه لابد للادب من معيار وينسحب هذا الامر على ضروب الفنون من تشكيل وغناء ونحت فللمدرسة السيريالية في التشكيل قواعد تقاس بها كما لغيرها ويجب للمجدد ان ياتي بقواعده او يحتكم للقديم اما ما يدعون له من تمرد فهو تمرد غير مضبوط يفقد الادب منهجيته فشاننا مع هولاء ( نجالدهم حتى يستبينوا النصح ) او يبينوا لنا ختل ما ذهبنا اليه . أقول قولي هذا آملا أن يفتح هذا المقال مساحات رحبة للتفاكر والنقاش......



#محمد_بابكر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بابكر عثمان - في الادب والفكر تقريع العوام ولقاح الافهام