اسماعيل موسى حميدي
الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 20:33
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لم تكترث الحكومة بعد بهموم المواطنين والغور بجد في تفاصيلها التي اصبحت لازمة من لوازم الشعب وما زالت(اقصد الحكومة) مشغولة بتشكيلتها طويلة الامد واتباع سياسة "ارضاء الخواطر" للمتخاصمين من السياسيين ومحاولات الكر والفر والغالب والمغلوب للكتل البرلمانية في عالم السياسة ، فقد استغربت الجماهير الثائرة قبل ايام بالمقترح الذي دعا بجعل نواب رئاسة الجمهورية اربعة نواب بعد ان اقتصر عددهم على ثلاثة لرئيس الوزراء ، هل هذا المطلب ياترى اذا ما طبق سوف يفرح الجماهير ويلبي حاجات المتظاهرين الذين يملؤون الشوارع غضبا بسبب تردي المعيشة؟.
اذا ما حسبنا هؤلاء النواب السبعة، رواتب ومخصصات ،موظفون وافواج حماية وسكن ،ربما لفاقت صرفياتهم مئات الملايين من الدولارات في الشهر الواحد ،وهذه المبالغ مجتمعة تكفي لبناء ناطحة سحاب في كل شهر في بغداد، ماذا لو تنازل السياسيون العراقيون المجتمعون تحت قبة البرلمان عن هذه المناصب وجيّروا بالفعل مخصصات هذه المناصب لبناء ناطحات سحاب في بغداد ليتفاجأ اهالي العاصمة بغداد بناطحة سحاب تلوح في افق الكرخ مرة وفي الرصافة اخرى في مطلع كل شهر ..وعلى عدد الاشهر خلال السنوات الاربع من عمر الحكومة سيكون لدينا في بغداد ثمانية واربعون ناطحة سحاب تزين العاصمة وتخرجها في اجمل مظهر ،وتحل عند ذلك الكثير من مشكلات السكن وضيق الدوائر والمؤسسات العامة وغيرها، نعم انا غير بطر ولا بحالم ولكني اخذت ورقة وقلم وقمت بحساب دقيق لمخصصات النواب السبعة فكان الرصيد ما يعادل بناء ناطحة كالتي نراها في اوربا ،وعندها ستحل مشكلة مستعصية لتشكيل الحكومة منذ اشهر وبذلك سوف يلبي السياسي نداء الناخب الذي ادلى بصوته من اجل العراق والذي هو اليوم منتفظ في الشارع يطالب الحكومة بتحسين حاله ،هل سيجرؤ السياسيون ويتنازلون كثيرا من اجل شعبهم المقهور ،وهل سنشهد اشخاصا بهذا المستوى الذوقي من التضحية وايثار مصلحة الفقراء على المصالح الشخصية وتغليب روح الوطن على روح الفئة او الجهة او المذهب لينتصر بعد ذلك السياسي والفقير والوطن .
#اسماعيل_موسى_حميدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟