حامد المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 02:11
المحور:
الادب والفن
إنسان يهتز كالبندول دائما وآنيا ، يشكل مع حركته بعض الأحيان شبه زاوية منفرجة....يتحول الطرفين من مؤخرة آليته , يرتكز بقدميه على الأرض يلف نصف جسمه بغطاء , ويظهر في النصف الأعلى منه بعض الأحيان عاريا...يتقدم كل بهذه الوظيفة التي هي شغله الشاغل , فيحرك قدميه لتضيع داخل قدر كبير من النحاس , يفرك بالرمل , وبعض الحوامض التي تزيل القصدير السواد من مكانه , ليبدو فضيا هذا القدر المسود من الخارج قليلا والمبيض من الداخل بأجمعه .
صاحبي (الصفار) الذي امتهن هذه المهنه نصف الدائريه في التحرك , يخلق فنيا بحركة آليته من الخلف نواحيس لتبييض السواد , وجعل إناء الطعام , قادراًعلى تحمل الحرارة , والمؤونه ,دون أن تكون له المباشرة في خلق الأشياء لجسيمات جديدة من شأنها ان تنعم المتذوق أو الأكل بلذة شهيه .
دنيا(الصفار)ليست هذه الوحيدة في خلق جمالية قدر الطعام , وإنما هناك طرقات حديدية , دقيقة , تصنع مربعات متناسقة من الداخل والخارج وإن كان الداخل خاليا من طرقات الفأس الحديدية فإن الخارج هو الذي يشكل التشكيل الرباعي على مدى استيعاب المكان وما كان في يوم من الأيام القدر الفارغ من التشكيل الرباعي , بالمربعات الفنية ,ملائما لسير غور عملية تحضير الطعام . كل الطعام ليس له , فكل ما كان القدر كبيرا بلا غطاء من جنس القدر , يغطى بآنية عريضة توضع فوقه حتى تتأجج الحرارة من أسفله وهو موضوع على ركائز ثلاث إلى أعلاه على الغطاء المبعثرة عليه لبعض الأخشاب المشتعلة نارا , وقبل النضج يدعك كل ما في الإناء , ليكون خلطة لذيذة من صنع الإنسان الدائر بنصف دائرة , والحائر مابين تذوق ما في القدر , والعيش بأمان في مكانٍ آخر , وهو قد قبض أجرته من مؤجر المقادر , ومن الموصي بصنع الهيكل البرونزي المسود.
#حامد_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟