أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعدون محسن ضمد - الجياع يتجمعون














المزيد.....

الجياع يتجمعون


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 21:36
المحور: حقوق الانسان
    


كنت أقول: أن سحب الحراك (الإنتفاضي) الجماهيري ـ بنموذجيه التونسي والمصري ـ إلى العراق عمل مرتجل وغير مدروس. وأن الذي يعمل على ذلك يخاطر بعصفوره الذي بيده طمعاً بالحصول على العشرة الواقفة على شجرة الأماني والطموحات، والموشكة على الطيران بعيداً جداً، كنت أقول: لم يكن لدى التونسيين والمصريين ما يخسروه، انتفاضة هذين الشعبين انتفاضة رابحة بكل المقاييس، فباستثناء الخسائر بالأرواح ماذا يمكن للمنتفضين على الحكم الدكتاتوري الاستبدادي الفاسد أن يخسروه؟ لم يكن لدى التونسيين ما يخاطرون به، ولم يكن لدى المصريين ما يحرصون على الاحتفاظ به.
لدينا ديمقراطية وليدة يمكن لنا أن نخسرها ونغرق في فوضى الاحتراب الطائفي من جديد، لدينا انتقال سلمي للسلطة يمكن لنا أن نخسره لصالح الاستئثار بها من قبل طائفة أو قومية أو حزب. ومن جهة أخرى لدينا جيوش مسلحة ونائمة تنتظر تخلخل الوضع الأمني من أجل أن تعمل بنا ذبحاً وتهجيراً تحت شعارات المقاومة الجوفاء. ولدينا ميليشيات تنتظر فرصة مناسبة تعيدها لميدان الذبح والنهب والسيطرة على آبار النفط وموانئ التصدير. بيد العراقيين عصفور يستحق أن يحرصوا عليه ولم يكن بيد، لا التونسيين ولا المصريين، ولا حتى جناح أو منقار من هذا العصفور.
كنت أقول ذلك إلى أن انتشر فيروس الدعوة إلى التظاهر في مواقع الفيس بوك العراقية وانتشرت حمى المسيرات الحاشدة في مدن واقضية ونواحي العراق، وعند ذاك لفت نظري أمران، الأول أن جميع تلك المسيرات الحاشدة كانت تطالب بالخدمات وتحسين فرص العمل، كانت إذن حشود جياع، ولا يجوز لنا أن نطالب الجياع بانتظار وعود نعرف سلفاً أنها زائفة. والأمر الثاني هو الخوف والارتباك والإحساس بالخطر الذي بات يدب بأوصال المسؤولين والسياسيين العراقيين. الأمر الذي دفع بهم للبحث عن أي فرصة لإصلاح الخلل أو تطمين المواطنين.. عندما لفت نظري هذان الأمران وشاهدت الإحساس بالتقصير والخطر يلوح على ملامح السلطة التنفيذية عرفت أن هناك فرصة حقيقية يمكن لنا أن نحسن استغلالها للخروج من مستنقع الفساد الذي أوقعنا فيه صعود جماعات لا هم لها سوى انتهاز الفرص واستغلال المناصب لحصد المنافع الشخصية وتحقيق الطموحات الرخيصة.
صحيح أن خطر الاقتتال الطائفي لم يزل كبيراً جداً، وصحيح أن انعدام الثقة لم يزل هو السمة الأكثر وضوحاً من بين سمات حراكنا السياسي على طريق بناء الدولة، وصحيح أن المسيرات التي ستعم بغداد والمحافظات ستكون مهددة بانقسامها إلى مسيرات شيعية وسنية وعربية وكردية وإسلامية وعلمانية، كل ذلك صحيح وممكن. لكن اللعنة على المخاوف التي تقف بطريق انتفاض الجماهير الجائعة والمخذولة والمنكسرة، اللعنة على المخاوف التي يمكن لها أن تشكل فرصة نفاذ يهرب من خلالها الفاسدون والمزورون والانتهازيون، اللعنة على المخاوف التي تشكك بقدرة الشعوب على تلمس مصيرها في ليل التحديات الحالك. نعم كنت أقول لا لانتفاض العراقيين، والآن أقول نعم لمسيرات الاحتجاج التي يمكن لها وحدها أن تلقن لصوص العراق ونفعييه درساً بالوطنية والشرف والنزاهة.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقل الثلاثة شراً
- مشنقة لمبارك في بغداد
- ديدن المناضلين
- شراكة الاضعف
- تعالوا نؤسلم المجتمع
- الملثمون
- أسلمة المجتمع
- أحمد القبانجي
- ما بعد المحاصصة
- الثور الأبيض
- نموذج ميؤوس منه*
- بيان استنكار (هامس)*
- عندما نقتل القاضي*
- حفارو قبور*
- أربعة مقالات في الإيمان*: (3-4)
- اربعة مقالات في الإيمان: (2)
- اربعة مقالات في الإيمان (1)
- الوعي الانقلابي
- بغداد مهددة
- رصاصة المثقف


المزيد.....




- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعدون محسن ضمد - الجياع يتجمعون