أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - جمال الهنداوي - ما زال هناك عمر للاستبداد في اليمن..














المزيد.....

ما زال هناك عمر للاستبداد في اليمن..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 20:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ليس انتقاصا من حقيقة ان الحراك الثوري والانتفاضات الاحتجاجية الشعبية العربية قد قدمت دليلا واضحا على أن الشعوب, وان كانت قد اسرفت في الصبر الطويل على الظلم وحكم الاستبداد ..إلا أنها إن اختارت ان تدق على باب القدر ..فهي قادرة على إحداث التغيير المطلوب..وليس تغافلا عن تشابه انظمة الاستبداد العربية في الورقية والفساد والهشاشة المتأصلة في عمق تكوينها البنيوي..ولكننا لا يمكن ان نتجاهل تأثير الخواص المجتمعية لهذا البلد او ذاك على نتائج هذا الحراك..وعلى اغلال يد النظام او اطلاقها في قمع وكسر وتحطيم الارادة الشعبية المناهضة للحكم..
مخيفة هي الاخبار التي تقرعنا من ارض اليمن الذي كف ان يكون سعيدا..وقلق لا يمكن له الا ان يعترينا ونحن نراقب الاحتجاجات الشعبية تجاه الظلم والاضطهاد الذي تطاول مداه ..
ومبعث القلق ان المظاهرات الآخذة في التصاعد يبدو انها متزامنة مع تغول الاجهزة الامنية في عمليات القمع والترويع تحت اغطية كثيفة من التشويش الاعلامي والتشتيت السياسي والتشويه المجتمعي الذي يبدو ان النظام يجيد التعاطي معه بصورة افضل مما عليه الحال لاخوان له في الاستبداد ..
فالنظام اليمني الذي تعود التلاعب على الوتر القبلي والعشائري في مجتمع منقسم سياسيا وطائفيا ويتميز باولية الانتماءات الفئوية على مشترك وطني مغيب أكل النظام من جرفه الكثير ..النظام المستند على الخبرة الطويلة التي تحصل عليها ممارساته المتقادمة لتقنيات الاستقواء بالخارج واعتماد سياسة استعداء القوى الاقليمية على الفعاليات المناوئة والمناهضة لسياساته..يبدو انه مستعد للذهاب بعيدا..وبعيدا جدا..في صراعه للبقاء متربعا على عرش بلقيس..حتى لو كانت قوائم هذا الحكم المتهالك خائضة في الدماء المسفوحة على الارض المحروقة المضمخة برائحة البارود وقعقعة الحرب الاهلية..
وكذلك لا يمكن التغافل عن الدور الاقليمي المتطير والمتوجس من تطور الاحداث في هذا البلد ..وخصوصا من قبل الجار الشمالي الذي تؤكد المعطيات عدم تقبله لتفلت حديقته الخلفية من بين اصابعه التي ما زالت ترتجف من هول فقدان عمقه السياسي والستراتيجي الممثل بالنظام المخلوع في مصر..مما يتوقع معه استعداده العالي والمسبق التخطيط والترصد للتدخل المباشر في الاحداث ..وعلى مستويات اكبر وابعد بكثيرمن تعاطيه المرتبك مع تداعيات الحركة الحوثية..كنوع من الدفاع عن مصالح ستراتيجية عليا يرى انها غير قابلة للتفريط..
كما ان غياب الإجماعات الوطنية وتشتت الشعارات الشعبية..وحربائية وتلون الخطاب الرسمي المنافق.. قد تعد من الامور التي تسهل على هذه القوى الاقليمية الخارجية التدخل لفرض نوع من الامر الواقع المبني على الاملاءات القسرية والارتهان السياسي الخارجي المسوق اعلاميا وسياسيا ..بغض النظر عن ملاءمة هذه الواقع للمصالح والأولويات اليمنية..
وعليه..فان هذا الواقع الذي تعيشه اليمن..يشي بالصعوبة البالغة لعملية التغيير الداخلي الآمن والبعيد عن اخطار التفكك والانقسام.. فالقوى السياسية المؤهلة لقيادة هذا الحراك اما تكون غير فاعلة أو مغيبة، والقوى النافذة التي تمتلك حضورا على الارض كالفعاليات القبلية والعشائرية قد لا تكون معنية بالتغيير ..او قد تجد نفسها مستهدفة به..مما يدفعها الى مقاومته خوفاً على مصالحها وارتباطاتها الفئوية الضيقة.. ثم ان آليات التغيير السلمي والديموقراطي والدستوري نفسها غير متوفرة.
هذه المعطيات ..وغيرها يمكن ان تؤكد ان عمر الاستبداد في اليمن قد يكون اطول مما يتمنى المحتجين..خصوصا وان هذا النظام قد بادر الحراك الشعبي بما انتهى به النظام المصري..وكان تحريكه للقوى المموهة والمرتبطة والمؤيدة له ودفعها للاصطدام الاستباقي المتوحش بالمظاهرات نوع من الاستفادة من الدرس المصري الثمين..ولكن بشكل اقل احساسا بالمسؤولية..مما قد ينذر بحمامات من الدماء المتدفقة بوفرة وسخاء تحت شعارات الحفاظ على الهوية ورفض الإملاءات الخارجية..والمسيرات المتطاولة من اللعن الهستيري الزاعق للامبريالية والصهيونية..وهذه الامور لو اضفناها الى اللاابالية الاخلاقية التي يتمتع بها النظام اليمني منفلت العقال..ومستوى التسلح العالي للشعب والقبائل اليمنية ..فهي مما قد يثير المخاوف من مضاعفة باهظة غير قابلة للتوقع للكلف المادية والبشرية لعملية التغيير ..ومما قد يحيل اليمن السعيد الى مجالا واسعا للفوضى العارمة ومرتعاً خصبا لمشاريع الوصاية الخارجية...



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكثر من مليون شهيد..الا يكفي؟؟
- دولة المواطنة..كعقد اجتماعي جديد..
- انسحاقات الاخ العقيد القائد..بين صحراء وبحر وحصاري الفل والي ...
- الحراك المستورد..وسوء الظن الآثم بسمو الامير..
- لكي لا ندفن ضحايانا مرتين..
- مدد آلهي من خطابات المنابر..
- اختطاف الثورة..ما بين أنس الفقي وحسن سبانخ..
- ارحل..ولا تخف على قلب اوباما الطيب..
- ليس باسمنا..يا فخامة الرئيس جلال الطالباني..
- كرسي النظام الطائش..يخطئ كلوب الثورة..
- الآن..الآن.. وليس غداً..
- دفاعا عن الهوية الليبرالية الوطنية للثورة..
- تغيير على وقع الاقدام الثائرة..
- الشرطة في خدمة النظام..
- أنتهى الدرس..يا سيدي الرئيس
- الى نقابة الصحفيين العراقيين..مع الاستغراب
- رحيل يبدو انه لا بد منه ..يا سيدي الرئيس..
- سقوط التوريث ..يسبق سقوط النظام..
- الاختلاف الثقافي..كعامل قوة وتوحد..
- لهفي عليك يا مصر..


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - جمال الهنداوي - ما زال هناك عمر للاستبداد في اليمن..