|
حسني مبارك مطمئن لأن أتباعه في السلطة
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 19:19
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
طالب حزب كل مصر بكتابة دستور جديد ، و لكن للأسف لم يستجب المجلس العسكري الحاكم لذلك الطلب ، و لماذا الإستجابة ، و إعلانه عن تعديل الدستور الحالي ، دستور 1971 ، قد لاقى - للأسف - الترحيب الفوري من بعض قوى المعارضة ؟؟؟ فلم يعد أمام حزب كل مصر سوى أن يحتفظ بموقفه لنفسه ، متمسكا به ، مع إعلانه على الشعب المصري ، حتى لا يلومنا الشعب المصري ، عندما سيلوم في المستقبل هؤلاء الذين قبلوا الإكتفاء بتعديل بعض مواد دستور عام 1971 ، بدلا من كتابة دستور جديد . و مع وعد المجلس العسكري أن تنتهي لجنة تعديل الدستور من تعديلاتها في خلال عشرة أيام فقط ، لم يعد أمامنا إلا أن نلزم الصمت فيما يتعلق بالنصوص الدستورية ، لحين يتم الإنتهاء من تلك التعديلات ، و إعلانها على الشعب المصري ، ليحين بعد ذلك وقت النقد . أما الأن فلنا أن نطالب المجلس العسكري الحاكم ، أن ينفي عن نفسه الإتهام الذي وجهناه إليه ، منذ ما قبل خلع حسني مبارك من سدة الرئاسة ، بأنه لا يعبر عن جيش مصر ، و إنه جزء من نظام مبارك ، و ذلك بالقبض على حسني مبارك ، و أفراد أسرته ، و أركان نظام مبارك ، من الساسة ، و رجال الأعمال الفاسدين ، و أعضاء الأجهزة الأمنية ، المتورطين في جرائم . طلبنا القبض على حسني مبارك ، و على المذكورين في الفقرة السابقة ، لا يتنافى مع المبدأ الذي يتبناه حزب كل مصر في ضرورة قيام السلطة المنتخبة بإحالتهم للقضاء المصري المدني ، لأن ما نطالب به المجلس العسكري الحاكم هو مجرد التحفظ على هؤلاء ، و على رأسهم ، حسني مبارك ، و ولديه ، في مكان أمين ، و هنا يستخدم حزب كل مصر التعبير الشائع الذي كان يستخدم من قبل من قبل نظام حسني مبارك مع خصومه المقبوض عليهم . لا نريد سوى التحفظ على حسني ، و جمال ، و علاء ، و عز ، و العادلي ، و عمر سليمان ، و غيرهم ، كثيرين ، في عين المكان الأمين الذي كان حسني مبارك يستخدمه من قبل في التحفظ على خصومه . أن الأخبار التي يروجها إعلام نظام حسني مبارك ، عن تدهور صحة حسني مبارك ، لا نستطيع أن نصدقها لطول إعتياد ذلك الإعلام على الكذب ، و تناقض تلك الأخبار مع الأخبار الأخرى التي نقلتها بعض وسائل الإعلام الأجنبية عن إستمتاع حسني مبارك ، في تقاعده المرفه ، بنفس وجباته الفاخرة المستوردة خصيصا له من أوروبا ، و تأرجح تفكيره بين التقاعد في الإمارات العربية المتحدة ، أو في ألمانيا . حسني مطمئن لأن أتباعه في السلطة . و لكن لنفرض إنه بالفعل مريض كما يروج إعلام نظام مبارك -الذي لازال يعمل بنفس أساليبه - فليس في ذلك عائق في التحفظ عليه ، لأن المكان الأمين في هذه الحالة هو مستشفى السجن ، و ليس على ساحل شرم الشيخ . نحن أفضل من حسني مبارك الذي سبق أن رفض إرسال الكثيرين من المعتقلين السياسيين إلى المستشفيات ، مع حاجتهم الملحة للعلاج ، أليس كذلك يا إعلام السلطة ؟؟؟ نحن في إصرارنا على القبض على حسني مبارك ، و التحفظ عليه في السجن ، أو مستشفى السجن ، أفضل من شخص كان التعذيب علامة على عهده ، أم علينا أن ننسى التعذيب أيضا ، يا من تريدون اللعب على مشاعر الشعب المصري ؟؟؟ مبارك لم يرحم ، فلماذا تطلبون له الرحمة ، رغم إننا لا نريد سوى أن نطبق عليه العدالة المدنية المصرية ؟؟؟ لم نطالب بإحالته إلى محكمة شعبية ، يستحقها عن جدارة ، أو عسكرية ، أقامها لخصومه . إننا في حزب كل مصر نصر على ضرورة التحفظ على حسني مبارك ، و نجليه ، و عمر سليمان ، و حبيب العادلي ، و عز ، و غيرهم ، في أحد السجون المصرية القريبة من القاهرة ، أو في إحدى المستشفيات التي يرسل إليها المرضى من المسجونين ، و المعتقلين ، لمن كان مريض منهم بالفعل ، على أن تكون تلك المستشفى في القاهرة ، أو قريبة منها ، و لا نقبل أبداً هذا الوضع الشائن الحالي ، حيث المجرم حر طليق ، يستمتع بالحياة ، التي جعلها طيلة قرابة ثلاثين عاما جحيما لمعظم المصريين . إننا لا نقبل حتى بفكرة التحفظ عليه في شرم الشيخ ، أو فرساي المصرية ، حيث من السهل أن يهرب من هناك إلى إسرائيل ، أو إلى إقطاعية آل سعود . لا بديل أمام حسني عن السجن ، إلا مستشفى السجن ، و لحين وقوفه أمام العدالة المصرية . إذا كنا حتى اليوم لا نستطيع أن ننتقد المجلس العسكري الحاكم بشأن الدستور ، بسبب الموقف الشائن الذي قامت به بعض قوى المعارضة ، و المشار إليه في مقدمة هذا المقال ، و بسبب عدم الإنتهاء من التعديلات الدستورية ، فإن لنا أن ننتقد ، و ندين ، بشدة ، ذلك الموقف المتخاذل الذي يأخذه المجلس العسكري الحاكم حيال المجرمين الكبار ، و على رأسهم ، حسني مبارك ، و ولديه ، و عمر سليمان ، و حبيب العادلي . أن ما لاحظناه ، خلال الفترة التي بدأت من سقوط حسني مبارك ، و إلى اليوم ، يدل على أن هم المجلس العسكري الحاكم الأول ، و الأساسي ، هو تشديد قبضته على السلطة ، و إبقاء النظام الذي أسسه حسني مبارك ، بدون أن يكون حسني على رأس ذلك النظام ، و إيجاد مخرج لعمر سليمان ، ليعود للحياة العامة ، مع توفير تقاعد محترم ، و مرفه ، لسيدهم السابق ، حسني مبارك . الثورة لم تنته ، كما سبق أن أعلن حزب كل مصر مراراً ، و سنظل نطالب بتقديم حسني ، و جمال ، و علاء ، و عمر ، و حبيب ، و عز ، و غيرهم من المجرمين ، للعدالة المدنية المصرية النزيهة . إننا لا نريد حتى الأن أن نضم لقائمة المطلوبين أعضاء المجلس العسكري الحاكم ، الذي سبق أن إختار أعضائه حسني مبارك ، بمشورة من عمر سليمان ، و فرضهم على الجيش المصري ، ثم على الشعب المصري . هروب حسني مبارك ، و بقية المجرمين ، سيكون مسئولية أعضاء المجلس العسكري الحاكم شخصياً ، و ليس الجيش المصري ، و سيحاسبون عليه في المستقبل . لن نعقد صفقات ، و لن نصدق أكاذيب ، و العدالة بالمرصاد للمجرمين .
17-02-2011
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل قرروا البقاء لمدة غير محددة ؟
-
هكذا سيتصرف الإنقلاب العسكري الحقيقي
-
الشعب و جيشه ، أب و ابنه
-
يجب إحتلال مبنى مجلس الشعب
-
الإقتصاد نقطة ضعف نظام مبارك
-
يا أهل الصعيد ، سيخجل منكم أحفادكم
-
الثاني من فبراير يحمل بصمة جمال مبارك
-
لم يبق إلا القليل ، فإلى مزيد من التصعيد
-
كيف يتعامل الإعلام الروماني مع الثورة المصرية ، تجربة شخصية
-
حمداً لله إنه غبي ، الخوف هو من طعنة في الظهر
-
خطاب لا يقبله سوى الخونة ، و لا يصدقه إلا البلهاء ، الثورة ي
...
-
أيها الضابط الصغير ، هل فكرت في مصيرك ؟
-
في سلوكنا الحضاري إستمرارية الثورة و نموها
-
حتى نضمن نجاح ثورتنا
-
الأهمية الإستراتيجية لمصر ليست عقبة في طريق التغيير
-
القتل في الفقه السعودي
-
ثورة لا تُمنع و لا تُخمد
-
للشعب التونسي : أكمل ثورتك ، و لا تسمح بإليسكو تونسي
-
هيلاري لم تفهم ثورة الشعب التونسي و رسالته للعالم
-
تشابهت الأخطاء في السودان و النتيجة واحدة
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|