أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مهند السماوي - عصر الثورات















المزيد.....

عصر الثورات


مهند السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 17:43
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


عصر الثورات:
لقد خرج المارد من القمقم...سباته طال عدة عقود حتى اصابه الملل !.
خرج ولن يعود ابدا الى وضعه السابق!...لقد انتهى عصر السكون والخمول والعيش على هامش الحياة...لقد بدأ التأريخ يعيد كتابة نفسه بمنهج مختلف عن شعوب عاشت طويلا تحت ظلال الاستعباد والتخلف!...لقد بدأت معركة الحياة المصيرية الحقيقية...
انتهى تزييف العقول وترويضها...وانتهى زمن الخنوع والاذلال...لقد بدأ عصر الثورات لتمهد لعصر الحرية والعدالة والكرامة الانسانية ...
هذه الحقيقة التاريخية لا يمكن تجاهلها،فبعد الثورة التونسية...انطلقت الثورة المصرية،وكان النصر حليفهما بفضل عوامل عديدة اهمها الجرأة والشجاعة والاصرار والصبر والوحدة الخ بالرغم من قوة الاعداء وحلفائهم...
بعد ذلك النجاح الباهر الذي يعيد الينا ذكرى ايام الثورات الشعبية التي اطاحت بالانظمة الشيوعية في اوروبا الشرقية عام1989 خلال اسابيع!...فأن التاريخ يعيد نفسه ولكن الان في العالم العربي، فالثورات انطلقت مجددا بعد الانتصار التاريخي للثورة المصرية في 11شباط (فبراير)2011 في كل من الجزائر واليمن والبحرين وليبيا وان كان قد خمدت مؤقتا في الاردن!.
ان العصر الحالي هو بحق عصر الثورات التي لن تنتهي الا بأزالة هذا الكابوس الجاثم على صدر الشعوب منذ قرون...والثورات لن تنتهي بمجرد النصر الاولي بل هنالك عملية معقدة من البناء الداخلي الضرورية لاكمال النصر النهائي لانه بدونها سوف تتوقف الثورة بل تفقد جوهر وجودها الفعلي!.
رعب الجلادين وخوفهم!:
لا يمكن تصور حالة التخبط الناتجة من الرعب والخوف من المجهول الذي يلازم الانظمة العربية المترهلة الحالية التي طالما حكمت شعوبها بالحديد والنار ولم تكن عندها ذرة من الحكمة والرحمة والرأفة والشفقة حتى تمنحهم الحد الادنى لحقوق الانسان الاساسية،وهم الان يرون كيف يثور المستضعفون في الارض بحيث لا تقدر ان تقف بوجههم اية قوة مهما بلغت قوة جبروتها...فلا امريكا قادرة على حمايتهم! فهي تميل دائما للاقوى حسب منطق المصالح! وهنا الشعوب قد استعادت المبادرة وبالتالي اصبحت اقوى بكثير من جلاديها!.
كذلك لا تنفعهم علاقاتهم العلنية والسرية مع اسرائيل مدللة الغرب،ولا علاقاتهم مع بعضهم البعض!...صحيح انهم يكرهون بعضهم البعض ولكن عند الشدائد تجدهم يدا واحدا وهذا تفسير وقوفهم مع زملائهم السابقين(صدام وبن علي وحسني!)...ولا تنفعهم وسائلهم البدائية المتمثلة بالقهر والقمع والغدر!.
فما ان انتهت الثورة التونسية حتى ظهر اثر الرعب عند القذافي فأصدر تعليماته بضرورة صرف عشرات المليارات من الاموال المخزونة لديه في بناء مساكن ودعم لطبقة الفقراء بغية اضعاف الدوافع الجماهيرية المعروفة للثورة!...
الاخر هو بشار الاسد الذي اصدر قرارات عاجلة لدعم الطبقات الشعبية لنفس الغرض السابق!...
اما دعاوى الاصلاح الفارغة فلم تستثني احدا!! بل حتى محمود عباس رئيس سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية المحدودة اعلن عن نيته اجراء انتخابات مستقبلية لغرض ابعاد شبح النقمة والثورة عليه بعد الانكشاف المفضوح للتنازلات المذلة لاسرائيل مع حالة الفساد المستشرية في صفوف تلك السلطة!!.
اما بعد الثورة المصرية!...فلم تمضي سوى سويعات قليلة على خلع الطاغية حسني مبارك حتى اعلن ملك البحرين عن توزيع منحة مالية لكل عائلة بحرينية في محاولة ساذجة لمحي عقود من الاستبداد والفساد والتبعية!... وكأن الشعوب بلا ذاكرة او حتى قدرة عقلية قادرة على التمييز والاختيار!.
اما حاكم اليمن الذي يحكم منذ عام 1978 !! فأعلن عن استبعاد ترشحه للانتخابات عام 2013 وهو نفسه الذي ضحك على شعبه عندما اعلن عام 2006 عدم قبول ترشحه ثم عاد للترشح الهزلي لانعدام وجود انتخابات حقيقية في ظل حكمه الفاسد الذي تشترك فيه اسرته واقربائه، بل ومنع الاخرين وحاصرهم وشن الحروب الداخلية حتى ظهرت الدعوات الاخيرة بالبقاء مدى الحياة في السلطة!...الا ان تلك الثورات جعلت مبدأ البقاء مدى الحياة والتوريث امرا مستحيلا في الوقت الراهن على الاقل!.
الواجب الاسمى:
لا يوجد واجب على جميع القوى الحرة في العالم العربي وبقية دول العالم الاخرى من التضامن المشترك مع الثورات الناشئة او المتوقع قدومها او دعمها بكافة الوسائل المتاحة!...فهذا التضامن هو جزء بسيط من منظومة القيم الثورية اللازمة لكل فرد،والشعوب الاخرى المنكوبة دائما تنتظر العون من الذي تخلصوا من دوائر الظلم والطغيان،وعدم الاستجابة لانقاذ او اعانة المنكوبين هو ليس جريمة لا اخلاقية بل هو خسارة لحلفاء جدد في المعركة الدائمة بين الخير والشر.
التضامن يمثل الحد الادنى من الالتزام الديني والادبي والاخلاقي لكل فرد تجاه مجتمعه والمجتمعات الاخرى...وعليه فأن واجب الحد الادنى يتمثل في الدعم الاعلامي بكل الوسائل المتاحة واضعاف القوى المناوئة للثورات وخلق لوبيات ضغط خارجية على الانظمة المحاصرة كي تستعجل الرحيل!.
من الخطأ التصور ان كل ثورة تواجه نظامها!...فذلك غير صحيح،فالثورة البحرينية تواجه عدوين شرسين متحدين منذ فترة طويلة وهما النظامان البحريني والسعودي! كذلك الوجود الامريكي الداعم لهما ايضا!...اما بقية الثورات فهي تواجه العداء الداخلي وحتى الخارجي وبخاصة من الانظمة المجاورة.
ان قوة الاعلام المؤثر جعلت الانظمة مهزوزة في الداخل مما يعني ضرورة استغلال ذلك المناخ الاعلامي في ظل العولمة المعاصرة في توجيه الضربات الاستباقية لاسلحة الخصوم التقليدية المتمثلة بالتضليل الاعلامي وخنق الاعلام الغير خاضع والتفرقة بين افراد الشعب واستخدام اقصى وسائل الارهاب والقمع.
تهافت فكرة نهاية التاريخ:
لقد سقطت بالفعل مقولة نهاية التاريخ التي سادت قبل عقدين من الزمن بعد انهيار المعسكر الاشتراكي...فالثورات المعاصرة والصراعات الدولية المستمرة تثبت ان الحياة لن يتوقف نموها عند مذهب فكري معين مهما بلغت درجة قوته! فالحياة قادرة على ازالة اسس اكبر قوة استبدادية سواء من الناحية الفكرية او العملية.
والثورات المعاصرة هي ضد نظام سياسي عالمي متمثل بالرأسمالية المتوحشة بغض النظر عن اختلافاتها.
كل منهج فكري يحكم في الحياة اذا لم يقبل بالاخر او يحترم وجوده على الاقل...فأن مصيره الزوال او التحول الى هيكل عظمي يحتاج الى دفعة بسيطة لرفعه من الحياة الى المتاحف لغرض التفرج عليه.
بعد ان يأست الشعوب من واقعها المرير الذي طال امده...فأن التوجه الان ضمن عصر الثورات هو نحو اعادة بناء الثقة بالانسان وقيمه الاجتماعية المهزوزة بفضل التدمير المبرمج لشخصية الفرد وترويضها لغاية مبدأ في غاية السوء وهو ان يكون خير مستعبد لاسياده!.
عصر الثورات لن يكون محصورا ضمن فترة من الاضطراب السياسي لحين اسقاط النظام...بل هو العيش ضمن مناهج متغيرة ضمن واقع الحياة المعاصرة.
ان شعوب العالم المنكوبة تنتظركم فلا تخذلوها في ذروة نشوة الانتصار الجزئي!.



#مهند_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة بلا حدود!
- مذكرات من بيت الاغتراب
- قراءة في الثورة المصرية
- الخيانة الادبية
- على هامش الثورة المصرية
- سباق الثورات!
- من لا يحضره البرهان!
- الوسائل والغايات في تفجير الثورات-3
- الوسائل والغايات في تفجير الثورات-2
- الوسائل والغايات في تفجير الثورات-1
- المنافسة والتطوير
- هكذا تكلم المعتوه!
- تونس الحرة
- نكبات وأحزان
- خارج المكان
- بغية الباحثين
- الشرارة
- ثقافة الاستهلاك والادخار-القسم الثالث
- ثقافة الاستهلاك والادخار-القسم الثاني
- ثقافة الاستهلاك والادخار-القسم الاول


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مهند السماوي - عصر الثورات