|
سقط النقاب عن الوجوه الغابرة
حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 3279 - 2011 / 2 / 16 - 19:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فضحت ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة ,التى فجرها الشباب المصرى العظيم ,والتى ساهم فيها بشكل اساسى فقراء الشعب المصرى ,وقواه السياسية المحظورة وحدها,فضحت هذه الثورة كافة المتاجرين بالحرية والديموقراطية,ولا نقصد هنا من كانوا يصطفون فى اليات النظام المافيوى ,فهؤلاء كانوا مفضوحين على الملأ,لكن اقصد اولئك الذين كانوا يخدمون على مصالح الفاشية الاميركية ,وكانوا يقفون على يمين اليمين الاميركى وقيمه المتسلطة الساقطة, ثورة الفقراء المصريين والمثقفين الحقيقيين ازاحت النقاب عن الوجوه الغابرة الفاجرة التى كانت تقيح علينا يوميا ببذاءات تتهم الشعب المصرى كله بالوهابية والاسلمة , وكانت فى كل ادبياتها الموبوءة لا ترى ,ولا ترغب فى حل المشكل المصرى ,الا الا فى الغاء المادة الثانية والغاء خانة الديانة من بطاقات الهوية ,والا فى قصقصة القرآن الكريم الذى هو سبب الارهاب فى العالم لبئس ما كانوا يدعون ؟؟
التنويريون الكاذبون سقطوا كما سقط النظام فهم كانوا اهم سدنته ,وهم كانوا اشد اعمدته صلابة فى الدفاع عنه وعن فساده ,بحجة البعبع الاسلامى ,نشير فقط الى سيد اساتذة التنوير ,والمحامى الاول عن وزير الثقافة السابق (جابر عصفور) الذى قبل على الفور تكليفه بالوزارة خلفا لسيده فاروق حسنى ,غير عابىء بدماء الشهداء ولابهجمات البلطجة على الثوار الاطهار ولا على تزييف الوعى الشعبى كله بواسطة الالة الاعلامية السلطوية ,هذا الشخص كان من اوائل من يبشروننا ليل نهار بالتنوير السلطوى الغاشم ,وباهمية القضاء على الظلامية الثقافية التراثية -التى هى الاسلام- والتى يجب مسحها وابادتها من ربوع مصر كحل للتقدم على الطريق التابع للامبراطورية الاميركية؟؟
سقط رئيس حزب التجمع الذى وصف شبابا الفيس بوك عند هبة السادس من ابريل 2006 بانهم شباب لاسع ؟ وترك كوادر الشرفاء من حزبه يسحلون فى الطرقات ,بينما هو يدافع عن النظام ولا هم له سوى ابادة فصيل سياسى له الحق فى التعبير والحرية؟
كذلك سقطت الابواق الناعقة التى ما ملت يوما من رفع عقيرتها حول عمليات الاضطهاد التى تمارس ضد مواطنيهم ,بل تمادى هؤلاء فى الاساءة الى جموع الشعب كله ووصفه بالرعاع لا لشىء سوى كون غالبية الشعب المصرى يدينون بالاسلام , واستمرت انغامهم الشاذة المعادية للسامية تريد محق الهوية الوطنية ارضاءا لشهية طائفية دينية مريضة ؟ لم نراهم يدافعون عن حقوق الفقراء الذين سحلتهم وحدات العمليات القذرة التابعة للنظام البائد فى الشوارع ؟ وكأن الدفاع عن بناء دور العبادة التى كانوا يتشدقون ويزرفون الدمع الكاذب من اجلها هى همهم الاول والاخير فى بلد المصريين جميعا ؟
سقط بعض رجال الدين من الرسميين -هنا وهناك- عندما ترك بعضهم ابناء شعبه يقتلون ويحرقون دفاعا عن الحرية وحق العيش ,وعندما تبارا الاخرون-على عادتهم - فى تأييد السيد الرئيس والاطمئنان عليه ,بينما لم يوجهون اية كلمة مواساة لاسر الشهداء الذين هم مصريون ايضا ؟ لقد اسقطهم الشعب المصرى عندما انهمرت جموعه لتصلى معا وتدعوا معا ويحمون بعضهم البعض اثناء الصلوات ,وعندما امتدت سواعد شباب المسلمين لتحمى كنائس مصر اثناء الثورة ؟
البعض من الساقطين الذين قبلوا جوائز النظام المتهاوى ,او الذين تاجروا كثيرا بقضايا الحرية والمدنية الاميركية ,الذين لم يتطرقوا فى يوم من الايام للالام الحقيقية للشعب المصرى التى هى الالام المعيشية بالاساس , والذين اسودت وجوههم نتيجة انتصار الثورة , يريدون الان ان يسوقوا لنفس بضاعتهم الفاسدة المتعفنة, بالحديث عن المادة الثانية الخاصة بالهوية المصرية العربية الاسلامية -والتى هى خط احمر قلناها من قبل ونكررها- ويريدون ان يسوقوا للهيمنة الاميركية النيو ليبرالية تحت يافطات الدولة المدنية ,بينما ونحن فى المحك وفى خضم المواجهات الثورية لم نرى اى منهم فى الميدان ,بل على العكس كانوا فى غالبيتهم يرددون ذات المزاعم الطائفية القميئة,ويجعرون بنفس الصوت الاهطل المتردى ؟
الاولوية للثورة يجب ان تكون وسوف تكون لامرين هامين :
الامرالاول : اعادة بناء ما هدمه النظام البائد من مقدرات الاقتصاد المصرى واعادة ما سلبته الايدى القذرة من ثروات واعادة التخطيط الاقتصادى لاستعادة دور الدولة المصرية ,التى هى الملاذ الاول والاخير لفقرائها الذين شردتهم جحافل عملاء ومافيا الرأسمالية الوسخة..
الامر الثانى : - شاء من شاء وابا من ابا -هو الحفاظ على هوية مصر العربية والاسلامية سواء فى دستورها ام فى ثقافتها ام فى توجهاتها الاقليمية,مع الحفاظ على الحرية والديموقراطية كأسس شعبية للمحاسبة والتقدم ..
هذه هى اهم مطالب من استشهدوا ومن قاوموا ببسالة فى الشوارع وفى المدن وفى الطرقات والحوارى قبل ان يتجمع الكافة فى ميدان التحرير وغيره من ميادين محافظات مصر العظيمة , ولهم الحق وحدهم الان ان يتحدثوا حتى ولو لم يكونوا معنا فى هذه الدنيا ,وحتى ولو لم يكونوا ممن يرتدون الاملابس الانيقة وتستضيفهم الفضائيات؟
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التحية للشهداء وللفقراء وللقوى السياسية المحظورة فى مصر
-
لماذ تكرهوننا ؟-على هامش الثورة التونسية
-
عن الاسكندرية التى لا يعرفونها؟؟؟؟
-
شعب مصر لن يسمح للفتنة ان تمر
-
من يخلق المشاكل لابناء النوبة فى مصر ؟
-
هل الله ,الاسلامى,, هو المشكل الرئيسى ؟
-
دعوات الدم وسودنة مصر ,او لبننتها
-
الاقليات المحظوظة ,والاقليات الغير محظوظة؟؟
-
مصر فى حاجة الى استيعاب التنوع وحرية التعدد,,,حرام عليكم
-
بعد احداث العمرانية ,, ما العمل ؟
-
نموذج مصرى غير مؤدب تجاه الاخر
-
المشكلة تكمن ايضا فى المبشرين الجدد ؟
-
الارهاب فى العراق ,,الاسلام ليس شريكا
-
نصيحتى الى اليسار المصرى خصخصوا احزابكم الرسمية
-
البكاء الاستباقى والازدواجية فى مصر
-
ضرب نار فى فرح العمدة
-
هل مصر فرعونية ام قبطية ام اسلامية ؟ هذا هو السؤال
-
السودان وفلسطين ,الفتنة الطائفية اكثر جاذبية
-
ديموقراطية رجال الاعمال ,,,بمناسبة اقالة ابراهيم عيسى مرتين
-
فى التضامن مع بولس رمزى,على مشعلى الحرائق الصمت.
المزيد.....
-
السفارة الإيرانية في إسلام آباد تحتفل بذكرى انتصار الثورة ال
...
-
ترامب يوقع على أمر تنفيذي يهدف إلى مكافحة -التحيز ضد المسيحي
...
-
متى الايام البيض شهر شعبان 1446؟ .. دار الإفتاء تكشف عن أهمي
...
-
عاجل | البيت الأبيض: ترامب يوقع أمرا تنفيذيا للقضاء على التح
...
-
ترامب يعتزم إنشاء لجنة للقضاء على التحيز ضد المسيحيين
-
الإعلان عن موعد دفن آغا خان زعيم الطائفة الإسماعيلية في مصر
...
-
ماما جابت بيبي..استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
-
رئيس بلدية رفح يناشد الدول العربية والاسلامية إغاثة المنكوبي
...
-
وزير الدفاع الأسبق: يكشف العقيدة الدفاعية للجمهورية الاسلامي
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|