عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 3279 - 2011 / 2 / 16 - 19:14
المحور:
الادب والفن
سأبدو متأخرا عن الزمن وعن الحب ، لو كتبتُ : احبكِ ، لأنني احببتكِ قبل أن يبتكروا الحرف : يومها كنتُ نطفة في ظهر المعابد ، اولدُ مع كل ترتيلة : أنفذفُ إلى العالم مع كل صرخة من حناجر المدن السومرية .
احبكِ ، كنتُ ، قبلَ أن تحبو الحضارات ، قبل أن يبتكروا الرماح من شكل أجفانك ، قبل أن يبحروا فيحملونكِ فكرة تتشعبُ منها خواطر ، خرائط ، وبلدان ..
كانت غريزتي إليكِ هي الدليل ، وكلما أخطأتُ وجدتكِ أمامي وخلفي ، فالمسافات صحراء و تيه ، وأنتِ درسٌ من الوله ، أسلكُ نحوه أخطرَ الشوق ، لأسقط ، أخيرا ، في أصعب الحب .
أتلصلصُ من ثقوب قدري إلى جمالكِ ، الذي يجبرُ الناي على أن يحفرني ثقبا إلى جوار ثقوبه ، فأعزفكِ طافيا ، فوق مياه الطوفان ، يائسا من النجاة ، لكن يأسي كان أخضر الروح ، وهو مما أراني الموتَ هزيلا .
ذلك مما رفعني نحو أعمق قيعانكِ : هو مَن رسمني خطوطا على تقاسيم وجهكِ ، وعند أقدام تماثيلكِ : يحملني الغزاة معكِ إلى معابدهم ، فأتعددُ مثلما تتعددين :
تتنوع أسماؤكِ ، وأتنوع طورا بعد طور .
أحيانا
يعثرون عليّ وعليكِ في رقيم واحد . اكون خطا ، إشارة ، وتكونين امرأة : يرونكِ ترفعين طفلا إلى ثدييكِ ، لا يعرفون أنه أنا ، أو ينظرون إلى وجهكِ ، ولا يعرفون أنه قناعي .
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟