أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر كريم - من يقود الارهاب في العراق: بعثيو صدام حسين ام الاصولية الاسلامية؟















المزيد.....

من يقود الارهاب في العراق: بعثيو صدام حسين ام الاصولية الاسلامية؟


ثائر كريم

الحوار المتمدن-العدد: 980 - 2004 / 10 / 8 - 09:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ظهرت في الاونة الاخيرة تصريحات لبعض المسؤولين العراقيين تُرجع تزايد العمليات الارهابية الى احساس مدبريها بشدة الخناق على افعالهم. وتصف الارهابيين بكونهم، اساسا، أجانب متسللين للبلاد لاهدف سياسي لهم ابعد من التخريب الاعمى والقتل الاهوج. يمكن تتبع هذه الافكار، ايضا، في طروحات بعض ممثلي العراق في الخارج بما فيها الامم المتحدة. المقصود هنا الايحاء بان الحكومة العراقية تحقق نجاحات امنية مستمرة وانها تنجح في تحقيق الاستقرار الامني.
حقائق الواقع اليوم تؤشر، للاسف، على غير ذلك. انها تدلل على دخول مسلسل الارهاب والتخريب والجريمة المنظمة في سياق نوعي جديد. هو يشبه مخططا دقيقا وموجها بوعي ليس فقط ضد قوات الاحتلال ، كما اراد شاعلوه ان يوهموا العالم سابقا. بل ضد الكيان العراقي باكمله، من فوق الى تحت. صار يستهدف مظاهر وجود الدولة الاساسية. وبالذات المؤسسات الفتية لدولة القانون السياسية والامنية. وصولا الى تحطيم ارادة الافراد والجمعيات الخيرية والطوعية. كل اولئك الذين يسعون، انطلاقا من قيم الخير والتضامن الانساني البحت، لتقديم يد العون للمحتاجين والفقراء ممن لم تسعفهم يد الدولة بعد.
يحكم مخطط قوى الارهاب في العراق أربعة مقومات. عقدة مرضية- تنتاب بعنف كل خاسر حرب غير شريف. والمقومات الثلاثة الاخرى هي الوهم والوحشية والثقافة سياسية متهافتة. الثقافة السياسية المتهافتة موضوعها خاص وليس بيت القصيد هنا. قوام هذه الثقافة، باختصار، اسلوب العنف. وعدم الصبر على خوض طريق السياسة السلمي لاقصاه. ويقينيات مطلقة بامتلاك الحق المقدس. واساسها الجهل والفقر والتهميش وعدم الثقة بالمستقبل.
أما العقدة المرضية فقد نمت سريعا بعد ان انهزم جيش نظام صدام حسين واجهزته الامنية والحزبية وانصاره من المقاتلين العرب وغيرهم انهزاما ذليلا امام قوات الاحتلال الامريكي والبريطاني. حينها ترك هذا الانهزام المدوي- الثاني بعد هزيمة الخليج الفاضحة- لدى هذه القوى شعورا مرا وحقدا دفينا وعقدة ثأر مرضية.
ربما يمكن معالجة هذه الآثار السامة- اضافة لفقدان هؤلاء منافعهم أمتيازاتهم- باللين والمساومة وصولا الى منطقة المصالحة السياسية واعادة الاندماج بالدولة. أكد البعض على هذه الامكانية بسذاجة حسبها بعد نظر. وزعق لها آخرون بوعي خبيث ومهد لها بعضهم باساليب ملتوية.
بيد ان الشك في ألمآل الحسن لهذه الامكانية أكثر من ان يأتي في محله لسببين، على الاقل. السبب الاول ان عودة أو اعادة بعثيي صدام حسين الى قنوات الادارة والامن والجيش والى واجهاتها، احيانا، تعمل على تفكيك أي مصداقية بمساعي اقامة دولة قانون ومؤسسات مستقلة وادارات نزيهة. وتقتلع آمال الناس في انتهاء روح عصر ساح فيه ما لا يعوض من الدماء البريئة والثروات العظيمة. وهو عصر شكل بعثيو صدام حسين من ضباط الجيش والامن ونشطاء الحزب حامله.
اما السبب الثاني فيتصل بالوهم كمقوم آخرللارهاب. فان بعثيي صدام حسين (تفريقا لهم عمن اضطر لدخول البعث من غير ان يصول ويجول في السلطة قسوة وقتلا وفسادا) تحكم خطواتهم ومخططهم وهم استعادة مجد مفقود وجاه زائل وسلطة حبيبة. وهم في توهمهم هذا لا يألون جهدا ووسيلة إلا واستخدموهما بوعي. شبكات تتغلغل، بهدوء في نسيج الدولة. وشبكات تضرب بالارهاب المحسوب في كل مكان يرمز لسيادة الدولة ومؤسساتها. شبكات تعمل متكاتفة وتقود، ايضا، خيوط الارهاب الاسلامي الاصولي مستفيدة من قوته التعبوية وجهاديته الظلامية. لآ يمكن للارهاب الاسلامي الاصولي ان ينمو في مناطق الارهاب بدون رعاية بعثيي صدام حسين. فشبكاتهم تعرف جيدا من يدخل حدود العراق من المرتزقة العرب والاسلاميين الاصوليين. وتشرف على من يريد منهم طلب الجنة بتفجير الابرياء. شبكات تختطف وتطالب بالفدية. وشبكات تجمع الدعم السياسي والمالي. وشبكات تعرف كيف تدق على الوتد الحساس في الصحافة والاعلام والقنوات الفضائية زاعقة ان الامل الوحيد في نيل الاستقرار والامن هو اعادة كل بعثيي صدام حسين الى الدولة (تحت يافطة اعادة قوى الجيش والامن المسرحة). تعدّ هذه الشبكات ليس بالمئات بل بالالاف. وهي قوى لها اهدافها الواضحة المتطابقة الان، جزئيا، مع اهداف الاسلام الاصولي. وان محاربتها عمل وطني يجب ان يتكاتف عليه كل من يريد الحياة لعراق حر ومنفتح وقائم على القانون.
ارهابهم، اذن، ليس ارهابا اعمى إلا بوحشيته. ولكنه ارهاب تُخطط له يوميا قوى تمتد وتنتشر كوادرها في جسد الدولة الجديدة. ألم يقلها بعثيو صدام حسين: سنضرب قوى التغيير الجديدة من خارج وسنتغلغل في اجهزتها من داخل؟ فهم اساتذة في خلط الخبث بالفوضى والقسوة. خبثا، لانهم اكثر من حذق في تطبيق قاعدة اقتل وسر في جنازة القتيل في المقدمة. وخلطا للخبث بالفوضى حين تزعق عناصر شبكاتهم ان قوى الجيش والامن السابقة هي وحدها القادروة على كبح الارهاب والجريمة واعادة الامن الاستقرار. زعق يسير جريا على قاعدة طبقها بعثيو صدام حسين مرارا هي قاعدة "اخبطها واشرب صافيها". من ينسى، على سبيل المثال، جرائم ما اطلق عليه "ابو طبر" وعشرات التفجيرات المدبرة في السبعينيات؟ ومن ينسى ان قادة جيش فدائيي صدام حسين وكوادره تدربوا، اولا وكل شيء، على ذبح العراقيين؟
ليس من مصلحة استراتجية التغيير السياسي والاستقرار الامني (اذا كانت هناك استراتيجية وليس مجرد حملات طارئة) ان نتوهم ان مسلسلا ارهابيا بهذا الاتساع والشدة تقف وراءه قوى محدودة. لا اهداف لها غير التدمير العشوائي. وهي لا تلبث ان تستنفد مواردها وتسقط عاجلا. وأشك، تماما، اننا نخدم هذه المصلحة في مسعانا لاراحة التفكير وطمأنة عاطفة عراقية- في امس الحاجة ان يتقوى قلبها- عبر القول ان الارهابيين اجانب بالاساس وليس فيهم إلا قلة من العراقيين.
لا أعرف فيما اذا كان ممثلوا الدول الاخرى يصدقون بتصريحات الساسة العراقيين. لكن ممثلي الولايات المتحدة، بالذات، لم يدخروا وقتا في عكس الآية والاعلان عن وجود مشاكل امنية وتحديات كبيرة تواجه العراق. قد ينجح، مؤقتا، الخطاب الاعلامي الذي يقوم على الايحاء بتلاشي قوة الخصم سريعا ودنو ساعة النصر. ولكن إذ يصطدم هذا الخطاب بمعطيات مضادة فان مصداقية قائليه تسقط في عيون الناس. لتصبح اقوالهم، بعد زمن قصير، زوبعة تنقشع بسرعة لتخلف وراءها واقعا اكثر سوادا. والاكثر خطرا ان يتعمق شك الناس بقدرة النظام السياسي على تحقيق المطلوب. وتزداد مبالاتهم، ايضا بما تقوله الحكومة. وسياسيا وامنيا، حين يتعمم الرأي بين اوساط صانعي القرار ومنفذيه في العراق ان صلب الارهاب جماعات غير عراقية تفقد محاربة الارهاب وضوح الهدف. أليس هذا ما يميز، حقا، سياقات الحرب على الارهاب في العراق؟
تخفي سياقات محاربة الارهاب في ثناياها ردة مضادة من قرارات استراتجية خاطئة. أخطرها وأبعدها سلبية قرار اعادة بعثيي صدام حسين من ضباط الجيش والامن في مؤسسات فتية يفترض انها مؤسات دولة القانون الآخذة بالولادة. من المهم، تماما، الان تجاوز الكلام على خطأ او صحة قرار تسريح الجيش وقوى الامن، تجاوزا ينطلق من رفع اولوية كبح بعثيي صدام حسين في كل مكان الى مرتبة الاولويات الحاسمة. ومن المطلوب حالا تبديل الموقف الاستراتيجي الذي تبنته حكومة اياد علاوي منذ بداية قيامها لليوم: ليس بالاعتماد على ضباط جيش صدام حسين وقواه الامنية وكوادر حزبه يكسب الامن وينال الاستقرار. بالعكس تماما، ينبغي النظر الى استراتيجية كبح تغلغل بعثي صدام حسين واجتثاث البعث ليس كمحور حاسم من محاور محاربة الارهاب فحسب بل وثقافة العنف الذي تجذر في البلاد مع البعث ونظام صدام حسين. ان انجاح هذه الاستراتيجية لن يتم بحملات عسكرية عاجلة. بل نتيجة عمل وطني طويل الامد.



#ثائر_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك افق للتغيير الديمقراطي في العراق؟


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر كريم - من يقود الارهاب في العراق: بعثيو صدام حسين ام الاصولية الاسلامية؟