نادر عبدالله صابر
الحوار المتمدن-العدد: 3278 - 2011 / 2 / 15 - 19:40
المحور:
المجتمع المدني
بالأمس ألتمت جموع الأشاوس المنافحون عن العدل المكافحون للظلم والوطنيون للعظم والأسلاميون حتى الشهادة والقوميون حتى النخاع من قادة احزاب ونقابات_كنت أقول _ لقد أجتمع كل هؤولاء حول وزارة العدل الأردنية معتصمين ومطالبين بالأفراج الفوري عن الجندي الأردني السجين منذ اربعة عشر عاما بجريرة قتله لسبعة فتيات اسرائيليات بعمر الزهور .. كانت كبراهن في الحادية عشر من عمرها.. يا للخزي يا للعار_ هذا القاتل يستحق عقوبة الأعدام بلا اي نوع من الرأفة _ .
لعمري لو ان هؤولاء قد أعتصموا من اجل خفض الأسعار, أو لزيادة الأجور, أو لمكافحة الفساد ,أو لمقارعة تغول السلطة التنفيذية على القضاء ,لرفعت لهم قبعتي عاليا احتراما واجلالا ... أما أن يتنطح ويتنطع هؤولاء مدافعين عن قاتل سفاك لوث يديه القذرتين بدماء اطفال دون ان ترف له عين ,’أو يعترية وخزة ضمير !!! فأن هذا يصبح عجب العجاب.. بل الأعجب حينما يسبغون عليه هالة البطولة , ويوسمونه بالوطنية والرجولة ... كل هذا من أجل أستجلاب شعبية رخيصة دون النظر بتاتا للأخلاق والقيم والتي لا يملكون منها مثقال ذرة
نقيب المهندسين الأردنيين لا يفتأ يزور هذا البطل الهمام الذي لا يشق له غبار في سجنه في كل عيد, ويطمأن على اهله ويجود عليهم بما يتيسر من نقود المهندسين البؤساء والذين هم أحوج ما يكون لها .
أصبح القاتل يعتقد أعتقادا جازما بأنه بطل وطني بعمله الخسيس ذلك .. بل اصبح قدوة لأخرين من فتياننا جراء تهليل وتصفيق ألأسلاميون والنقابيون لمثل هذه الأعمال.... تخيلوا هذه القيم التي ستزرع في نفوس أطفالنا وتشجع نوازع الأجرام لديهم !!!! .
كنت اقول لأحدهم _ الذي برر هذا العمل بما يفعله الصهاينة بنا _: أنهم هناك يا صاح لا يسبغون البطولة على هؤولاء المجرمين انما يدعون جنونهم المطبق!! أليس كذلك أيها المجرم !!! لقد تفاجأ بمخاطبتي له بالمجرم , لكنني أسترسلت غير عابيء بوجومه : أن كل من يشد على يد مجرم ويسوغ له جريمته ويؤازره هو مجرم بالتأكيد
لكن الأدهى والأمر!!! هو خروج وزير العدل _ وزير العدل وليس أي شيء أخر _ قائلا للمعتصمين : أنني متعاطف مع البطل وأحس بالحيف الواقع عليه ( يا حرااااااام ) وسأعمل جهدي لأن يطلق سراحه
عندما سيطلق سراحه سيقيمون لو الأحتفالات والأحتفاءات والتكريمات وسيشار له بالبنان وأذا ما أراد ان يرشح نفسه للأنتخابات النيتابية فسينجح بالتأكيد وسيصبح بطل وطني لا غبار على تاريخه المشرف ونموذجا يحتذى في الدفاع عن الدين والعرض ها ها ها.
يا الهي كم يراودني شعور بالغثيان يجعلني على وشك الأستفراغ
هزلت هزلت هزلت هزلت وطوبى لك يا وطن
#نادر_عبدالله_صابر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟